الأخ الكريم الصالح الشوب

العروض الرقمي بالنسبة لي رسالة فكرية.

والتفكير السليم هو الانطلاق من الكلي للجزئي.
في كل المرات الماضية والتي كان لي فيها نصيب في المساهمة في المنهج كنت أعمل على تقديم ما يستطاع الإلمام به من الكليات، ثم تقديم البحور كلها مرة واحدة.

وهذه أول مرة أحاول طرح كل بحر على حدة، ولكني حريص على أن يتم طرحها كأمثلة لا غير على القواعد الكلية. ولهذا لن أطرح أي بحر قبل الإلمام بالقواعد الكلية التي تحكمه.

وأعمل على أن أوضح أن النظر إلى أي بحر لا يتعدى كونه مثالا وتطبيقا على القواعد الكلية.

إن عبقرية الخليل ما كانت إلا نتاجا لهذا النهج في تفكير الأمة التي أنتجت الخليل يوم كانت خير أمة أخرجت للناس، وهو الجدير بأن نتواصل معه. ولكن جمال التفاعيل وقف حاجزا بيننا وبين تفكير الخليل، والعروض الرقمي محاولة لوصلنا به.

إنّ تكريس هذا النمط من التفكير هو لدي أهم من الشعر ومن العروض. وأقصى ما يتيحه لي مجال منتدى أكاديمي كهذا من القول هو أن مآسينا كلها نابعة من أن كل تصرفاتنا واقعة في فخ النظرات الجزئية، بعيدا عن النظرة الكلية. والذي يتعود التفكير الكلي السليم ( ولا يكون التفكير إلا كليا) في أمر أكاديمي كالعروض ربما يطبق هذا المنهج من التفكير فيما هو أهم.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.