النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الأفق الجديد للرقمي

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    154
    أخي الأستاذ خشان،
    قرأت الحوار الماتع بينك وبين الأستاذة الشاعرة ثناء صالح، وفي رأيي أنه سواء اتجهت الجهود إلى قراءة أحد الكتب وتقييمه في ضوء الرقمي كما اقترحت حضرتك، أو اتجهت إلى عناية كل واحد من المهتمين بالرقمي بموضوع من موضوعاته ودراسته دراسة مفيدة كما فهمت من اقتراح الأستاذة ثناء؛ فإن في كل الاقتراحين إثراء كبير للبحث في هذه النظرية وتأصيلها وإبراز ما تتمتع به من خصائص موضوعية ونظرة شاملة، مع ما سيؤكد عليه البحث في هذا المجال من الفرق الجوهري بين العروضين التقليدي والرقمي، حيث الغالب على العروض التقليدي الناحية الوصفية البحتة ووإن وُجِدَت لدى بعض العلماء كالأخفش نزعة تأصيلية، في حين أن العروض الرقمي ينحى بحكم طبيعته ومنهجه والأدوات التي يعمل بها ومن خلالها إلى التأصيل والكشف عن البنى الداخلية والخارجية في إيقاع الشعر العربي والعلاقات البينية التي تربط تشكيلاته المختلفة بعضها ببعض، ولا يكتفي بهذا بل يحدد بجلاء الأسس التي حكمت عملية انتزاع الذائقة العربية لسلاسل بعينها من التشكيلات الإيقاعية وإهمالها لما عداها دون السير على شرائط جمالية مكتوبة مسبقا ولكنها موجودة في الحس الجمعي بطبيعة الحال، هذا بالإضافة إلى الجانب الوصفي الذي يمثل جانبا عمليا من جوانب الرقمي.
    المقارنة السابقة لا تعني تفوق الرقمي على العروض التقليدي، فالرقمي -كما أفهمه- جاء ليستثمر ويكمل ما بدأه الخليل لا ليهدمه أو يحل محله، وبعبارة أخرى: إذا كانت غاية العروض التقليدي هي الوصف، فإن غاية العروض الرقمي هي الوصف والتحليل ومن ثم التقعيد والتأصيل، أي أنه مرحلة تالية، ومن هنا فالنظر إلى عمل الخليل ينبغي أن يكون في ضوء مرحلته ومن خلال الغاية التي قصد إليها واضعه، وهي حصر أوزان شعر العرب ومعرفة صحيحها من فاسدها؛ لأن الزمن كان زمن رواية وتدوين، وكانت المادة المروية بحاجة إلى فلترة تستبعد المكسور وما لا عهد للعرب به من المنظوم في زمن كثر فيه الانتحال ونسبة الشعر إلى الأوائل.
    وبعد، ففي تقديري أن الرقمي أصبح من الرسوخ والعمق بحيث لا نحتاج إلى نقد كتب العروض الأخرى على ضوئه لنبين تميزه، أو إلى بحث جوانب دقيقة منه بحثا مستفيضا، بل الذي نحتاجه في المرحلة الراهنة هو تفعيل الرقمي والانتقال به من مرحلة التنظير إلى فضاء التطبيق؛ وذلك من خلال استخدامه كأداة بحثية في دراسة إيقاع الشعر العربي وموسيقاه، ورصد ظواهره وتحولاته على مستويين يتعلق أولهما بدراسة موسيقى الشعر العربي والملحون على تنوع فنونه واختلاف مبانيه، أما المستوى الثاني فيتعلق بدراسة موسيقى شعر شاعر بعينه، أو موسيقى مجال شعري معين كالشعر المسرحي على سبيل المثال.
    إن دراسة رقمية تتناول -على سبيل المثال- بمنهج علمي موسيقى الشعر النبطي أو الحساني أو تتناول الشعر الزجلي الذي تغنت به أم كلثوم أو تتناول المقارنة بين موسيقى الشعر المسرحي بين شوقي وعبد الصبور وباكثير؛ لهي خير ما يعين على ترسيخ الرقمي وتعميقه وإبراز الجانب التحليلي والتأصيلي الفعال فيه.
    هذا رأيي والله يحفظكم.
    ملحوظة: فضلت استخدام مصطلح "العروض التقليدي" بدلا من الخليلي منعا للالتباس؛ لأن هدفي هو الإشارة إلى عمل الخليل كما تلقاه وتعاطى معه العروضيون القدامى، وليس إلى عمل الخليل ذاته وما يطرحه من فضاءات لم يصلوا إليها ولم يحلقوا في أجوائها.
    التعديل الأخير تم بواسطة علي العُمَري ; 11-05-2023 الساعة 11:19 AM سبب آخر: خطأ في المصطلح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط