النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الأُنثورة

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    1,274

    الأُنثورة

    شيء من اللغة
    هادي حسن حمّودي
    أنثورة ... ونثيرة
    كتب لي الصديق (حماد مزيد) سطورا جاء فيها:
    (السلام عليكم أستاذي الفاضل، ما رأيكم لو أطلقنا مُسمّى (أُنثورة) على ما يُسمى بـ (قصيدة النثر) فربما ينتهي الجدل الدائر حولها بلا طائل؟)
    **
    • أجيب:
    عزيزي الفاضل: أضم رأيي إلى رأيكم فهو مصطلح ملائم نادى به أدباء أحبوا الجميل من هذا التشكيل. ولكنه لن ينفع، رُفضت تسمية (قصيدة النثر) ثم هم الآن يذكرون بصراحة أن هدفهم إقصاء الشعر الذي يسمونه بالشعر الخليلي، تارة، وبالشعر المنبري تارة أخرى، وما أشبه من إطلاقات.
    لقد قلنا لهم: ليس لكم ولا لغيركم أن يسمي الرواية ديوان شعر، ولا أن يسمي القصة رواية، ولا أن يصف شعر النابغة، مثلا، بأنه موشحات. ولا أن يسمي الموشحات شعرا حرا.. إلى آخر آخره.
    وقلنا لهم: مصطلح الشعر دالّ على أسلوب من التعبير له ميزات خاصة به، من إيقاع نغمي مموسق بطريقة فنية معينة، وقافية لها اشتراطاتها الفنية، وتصوير فنيّ له معالمه. وهذه الخصائص ملحوظة، أيضا، في أشعار الثقافات الأخرى قبل ترجمتها إلى لغتكم. إذ لا شعر بلا إيقاع موسيقي وتصوير فني ظاهر ومعمق على مستويات وسلالم لا حصر لها. فأي تغيير في اشتراطاته يُخرج النص من عنوانه.
    وزدنا فقلنا:
    هذا هو الشعر بحسناته التي نقولها نحن، وبسيئاته التي تضخمونها أنتم لتبرروا دعوتكم الإقصائية. فلماذا تحصرون إبداعكم به؟ كقول شاعركم الجَرَسيّ في (قصيدة) ألقاها في حقل بإحدى مدن العرب قبل شهور:
    حين خلعت سترتي شعرت بالبرد (صفق له الحاضرون في الحفل)
    ولما وضعتها فوق كتفيك شعرت أنتِ بالدفء (تصفيق آخر).
    ... إلى آخره..
    وعلى الرغم من ذلك، فإننا لا نصادر ما تنتجون، ولا يجدر بنا ذلك، فإذا رفضتم وصف (إبداعاتكم) بالنثر أو بالنثر الفني، أو أي مصطلح آخر يبعده عن مصطلح الشعر، فجدوا له مصطلحا.
    فإن لم تجدوا فها هو مصطلح جميل (أُنثورة) على وزن أُنشودة. وأنتم تعرفون أن النشيد نوع من الشعر، له ميزات خاصة به، حتى يقال (نشيد وطني) للنشيد الرسمي للدولة، فعسى أن تكون لكم (أُنثورة) وطنية أيضا.
    وعلى هذا فلتكن الأنثورة ضربًا فنيا له سماته الخاصة به. وستكون له مستويات عدة، كما هو حال الشعر. فنحن لا نعتقد أن الشعر له مستوى واحد، بل مستويات حددها أحدهم بقوله:
    الشعراء فاعلمنَّ أربَعَهْ
    فشاعر يَجري ولا يُجرى معه
    وشاعر من حقّه أن ترفعه
    وشاعر من حقه أن تسمعه
    وشاعر من حقه أن تصفعه
    ومن الناحية اللغوية، فإنّ الأنثورة لها جمع هو الأناثير مثل الأنشودة والأناشيد. والنثيرة، على وزن (قصيدة) تجمع على (نثائر) على وزن (قصائد). كما يمكن استعمال (إنثار) في مقابل (إنشاد) فتقولون، مثلا: لقد أنثر المُنثِر فلان أُنثورة (أو نثيرة حسب المستوى الفني) سما بها إلى أقصى الجمال الأُنثوري.
    وهذا اقتراحٌ جادّ وجميل وله وجه لغوي سليم. ويخلصكم من السيئات التي ألصقتموها بالشعر كقولكم إنه لا يمثل العصر ولا يستطيع تصوير الحياة المدنية والحضارية الآن. فإذا كانت هذه هي خصائص الشعر، فلماذا تحصرون إبداعكم في خيمته، بدلا من انطلاقها في فضاءات التجلي والإبداع الحضاري غير المحدود، على حد قولكم؟
    وباتخاذكم هذه الخطوة الشجاعة ستمهدون الطريق لفهم أرشق، ودراسات أعمق، لفن جديد هو فن (الأُنثورة) أو (النثيرة) – بدلا من: أنشودة أو قصيدة.
    ولنا أمل في أن لا تغضبكم هذه الدعوة النزيهة.
    التعديل الأخير تم بواسطة (حماد مزيد) ; 08-20-2022 الساعة 11:30 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط