اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
إنه لمن المؤسف أن يقرأ المرء مثل هذه الادعاءات الخلَّبية، التي لا تعد بغيثٍ، على الرغم من محاولاتها أن تبرق وتومض .
وليتني أمتلك ما يكفيني من الوقت . إذا لفندت كل ادعاء منها على حدة . لكنني سأكتفي بالكشف عن بعض الأخطاء المنطقية، التي وقعت فيها الأستاذة أحلام الحسن، سواء نتيجة ركاكة الصياغة اللغوية، أو نتيجة عدم الاستناد إلى الحجج والبراهين الواقعية والمنطقية في كلامها، والتي تدل في الحالتين على عدم جاهزيتها، لا لمهاجمة العروض الرقمي، ولا لاستيعابه .
تقول الأستاذة أحلام :
"مما لا شكّ فيه أنّه كانت هناك بضع محاولاتٍ سابقةٍ لجميع العروض الخليلية واحلال بما يسمى بالعروض الرقمي وهذا في حدّ ذاته محاولة لتهجين العروض وخلق التباساتٍ في اللغة العربية وإبدال حروفها بأرقامٍ وهندساتٍ زادت الأمر تعقيدًا .. ولم تحظ هذه الدعوات الرقمية بأي اعترافٍ أكاديميٍ يتبناه أساتذة اللغة العربية وعلم العروض بالجامعات العربية .. بل على العكس لقد شعر الكثير من أساتذة علم العروض واللغة بخطر هذه الدعوات وتمّ مجابهتها ومعارضتها من أكبر أساتذة علم العروض واللغة العربية في الوطن العربي ..وعندما أقول أساتذة علم العروض واللغة العربية أعني به أساتذة الجامعات والذي وصل بعضهم لمرحلة الأستاذية ( بروفيسرية ) فضلًا عن مثقفي ومتعلمي الوطن العربي من الشعراء ومن مدارس الشعر التي عاصرتنا مؤخرًا .. ولو تتبعنا لن نجد أيّة مدرسةٍ من مدارس الشعر العربي قامت على ما يسمى ب ( العروض الرقمي ) بل كافة مدارس الشعر العربي عبر العصور وفي عصرنا الحديث قام بناؤها الأدبي على قواعد علم العروض الخليلية بل وأكثر من ذلك فإنّ علم العروض والأوزان الخليلية أحد أهم أركان الدراسة الجامعية بكلية الآداب أفلا يكفي هؤلاء المهجنين هذا !! "

أولا _ تقول في السطر الأول :
"مما لا شكّ فيه أنّه كانت هناك بضع محاولاتٍ سابقةٍ لجميع العروض الخليلية واحلال بما يسمى بالعروض الرقمي "
الفكرة قلقة غير واضحة.والتعبير اللغوي ناقص،لم يؤد إلى دلالة معنوية تفيد القارئ، وتجعله يفهم ما تعنيه الكاتبة بكلامها . لأن كلمتي ( لجميع واحلال ) غير مفيدتين في السياق الذي جاءتا فيه . وسأحاول تصحيح المفردتين لإعطاء المعنى المتوقع :
فلعل الكلمة الأولى هي ( لجمع) ولعل الكلام الثانية هي (إحلال ) ثم لا بد بعد كلمة (إحلال) من حذف الباء من قولها " بما يسمى " لتكون ( ما يسمى) . ثم لا بد من إضافة الجار والمجرور (فيه ) إلى الجملة بعد قولها " العروض الرقمي " مع الانتباه إلى أن لفظة العروض وإن كانت مؤنثة في ذاتها ، فإنها في سياقها إنما تعني ( علم العروض ) والصفة بعدها هي صفة العلم، لذلك ينبغي تذكير الصفة لتصبح (العروض الخليلي).
لذلك سأعيد صياغة السطر الأول من مقالها بعد تصحيح أخطائه، وتأشيرها باللون الأحمر، كي تنتبه إليها في المرة المقبلة .
"مما لا شكّ فيه أنّه كانت هناك بضع محاولاتٍ سابقةٍ لجمع العروض الخليلي وإحلال ما يسمى بالعروض الرقمي فيه "
لكن هذه الأخطاء اللغوية الخمسة في صياغة سطر واحد لا تعنينا، بقدر ما يعنينا الخطأ التأريخي والواقعي في قولها:"كانت هناك بضع محاولاتٍ سابقةٍ لجمع العروض الخليلي وإحلال ما يسمى بالعروض الرقمي فيه".
فالعروض الخليلي لم يكن مبعثرا ، في الفترة التي بدأ فيها العروض الرقمي بالظهور،كي يقال كانت هناك بضع محاولات لجمعه وإحلال العروض الرقمي فيه . فعن أية بضع محاولات جمعٍ للعروض الخليلي كانت تتحدث ؟!
وأما ما جاء في قولها عن إحلال العروض الرقمي في العروض الخليلي :
"وهذا في حدّ ذاته محاولة لتهجين العروض وخلق التباساتٍ في اللغة العربية وإبدال حروفها بأرقامٍ وهندساتٍ زادت الأمر تعقيدًا "
فلا بد من تناوله بالتفصيل :
الخوف من تهجين العروض له مبرر نفسي ؛ فالإنسان عدو لما يجهله.
وأما الخوف من خلق الالتباسات في اللغة العربية وإبدال الأرقام بالحروف فلا مبرر له ؛ لأن العروض الرقمي لا يختص بعموم علوم اللغة العربية ولا يؤثر فيها . فلا تأثير لعلم العروض سواء أكان رقمياً أو غير رقمي، في علم النحو ، أو في علم الصرف، أو علم الإملاء، أو الإنشاء، أو غير ذلك.
إنما تعريف علم العروض أنه علم ضبط موازين إيقاعات الشعر . فعلاقته تختص فقط بمقادير أزمنة مد الصوت في المقاطع الصوتية ، في كل بحر أو إيقاع .
والتعبير عن المدة الزمنية بالأرقام هو الأصل؛ لأن الوحدات الزمنية معدودة وقابلة للعد، وتتنوع بحسب اختلاف مقاديرها. وتعليمها عن طريق العدد والتعداد، بترميزها بالأرقام لا يسمى تهجينا للعروض (علم موازين الشعر). كما أن علوم الجبر والهندسة التي استحدثها العرب والمسلمون، إبداعا أو نقلا عن الشعوب الأخرى، لم تخلق التباسات في اللغة العربية،عندما رمزت للمسميات العربية بالأرقام .
هذا من الناحية المنطقية ، وأما من الناحية اللغوية فقولها :" وإبدال حروفها بالأرقام" خطأ لغوي إنشائي وقعت فيه .
والصواب أن تقول: "وإبدال الأرقام بحروفها " ، لأن الباء تدخل على المبدَل ، كما في قوله تعالى :
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)سبأ

وأكتفي اليوم بهذا، ولي عودة إن شاء الله
بارك الله فيك أستاذتي الفاضلة
موضوع يستعيدك إلى منتداك لا يخلو من خير.
طبعا تعلمين مدى اهتمامي ومتابعتي لما تتفضلين به، وهو منارة حيث شع.
أتمنى أن تتكرمي بنشر ردودك أولا بأول في صفحة الجريدة
https://www.masress.com/alzaman/108198
حفظك ربي ورعاك.