http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...697#post678697

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
أستاذي المبدع خشان
كتبتم هذه المقطوعة بنظام الشطرين .
وعدد التفعيلات في الشطرين ثابت. وهو سبع تفعيلات.
لكن هذا العدد غير متساو بين الشطرين . ففي أول سطر يأخذ الشطر الأول تفعيلة واحد ويترك الست الباقية للشطر الثاني .
ثم يتزايد عدد التفعيلات في الشطر الأول تفعيلة تفعيلة على حساب تناقص عددها من الشطر الثاني.
وتكتمل المقطوعة عند ما لا يبقى للشطر الثاني سوى تفعيلة واحدة بعد أن استولى الشطر الأول على التفعيلات الست تدريجيا.
الفكرة أعجبتني جدا.
وهي شكل إبداعي يماثل في قوته ما كان للشكل الفني الذي تمثله القصيدة (الدائرية ) التي تنطلق من نقطة فنية وتعود إليها .
لكن هنا سيكون تنامي الحدث الشعري من جهة واضمحلاله من جهة ثانية وبالمقابل وفي آن واحد محورا فنيا لهذا الشكل الفني الذي ابتدعتموه.
لي عودة للمحاولة والتجريب.بإذن الله
ودمتم في تألق وإبداع


وعلى أستاذتي الأديبة الأريبة سلام الله ورحمته وبركاته.

حفظ الله أستاذتي ورعاها، ومن الفردوس في الأخرى سقاها.


رجعت كثيرا إلى هذا النص وتأملته، وسأسمح لنفسي بتناوله وكأنني شخص محايد، وأعلم أن ذلك صعب ولكن قدر المستطاع
إن ايا مما سأقوله لم يكن مقصودا حين كتبت هذا النص. وأظن جله راجع إلى تضاريس النص وخاصة اختلاف الطول بين ما يمكن
اعتبارهما صدرا وعجزا متدرجي التفاوت في الطول مع تناظر النص بين بداية ونهاية مرورا بالمنتصف.

فلو اعتبرنا لتسهيل التعبير كل سطر بيتا وكل قافية نهاية للشطر نلاحظ – كما أوضحت أستاذتي ثناء – ما يلي
1- انتقال في العلاقة بين طول الشطرين مع ثبات تكامل المجموع
2- لو وصلنا أول وآخره بخط يمثل قطر المستطيل فإننا ثمة تناظرا مقيدا باعتبارين
أ – أول النص وآخره ب – يمين ويسار القطر

فلنستعرض خصائص المضمون على ضوء ما تقدم
الصدر 1 ( ص- 1) : أين راح – العجز 6 ( ع -6) : والنطاح
كثافة تعبيرية في كلمة واحدة أو عبارة بطول كلمة، وتفعيلة واحدة (ص-1) يعبر السؤال بها عن فجيعة فقد ما كان. ومثلها في ( ع -6) عن فجيعة ما هو كائن
***
( ع –1) = بعد أن كانت له الأيام والدنيا بما فيها حمى لا يستباح

( ص- 6) ، آه يافا إيه يا غرناط يا شام ويا بغداد من هوج الرياح

هنا يتجاوز طول الشطر طول الشطر في الشعر العمودي بتفعيلتين ويترك ذلك أثره في تمدد ألفاظ النص خارج ضرورة التعبير المطلوب وهو ما يمكن للناقد أن يعتبره حشوا وهو نقطة ضعف في الشعر
(ع-1) المضمون تعبير عن قوة وباس لا يتطلب كل هذا النص ومن التكرار الزائد ( الأيام والدنيا ) و ( الدنيا بما فيها )

(ص- 6) يفي بالقصد هنا ذكر مدينة أو مدينتين والباقي كأنه لملء طول النص

التباين بين كل شطر من كل بيت فيه تناظر فصدر مختصر كثيف وعجز متمط في البيت الأول وعكسهما مع التناظر في البيت السادس

لو حاولنا مقاربة المعنى على شكل شطر من ثلاث تفاعيل في كل منهما لكان:

كاانت الدنيا حمىً لا يستباح
إيه يا بغداد من هوج الرياحْ


**
( ص- 2) : كيف ذاك الصرح طاحْ
(ع -5) : وقطيع مستباح

لا زال في تعبيريهما كثافة شعرية وإن كانت بصورة أقل مما في ( ص1) و (ع6)، كما أنهما يخلوان من الحشو تماما
**
(ع2) و ( ص5)

ع2: لم يكن حلما ولا وهما ولا قشا فتذروه الرياح
نفس زيادة الكلمات عن الضرورة ( حلما ، وهما، قشا ) ويكفي في النص : " لم نكن قشا فتذروه الرياح" أي ثلاثة تفاعيل
ص5 : بالصراعات انشغلنا بيننا ، نحن على الخصم انفتاح
يكفي للتعبير عن المعنى : " وتصارعنا، على الخصم انفتاح " أي ثلاثة تفاعيل
أكتفي بهذا القدر مع تساؤل إن كان هذا يلقي ضوءا على ملاءمة طول الشطر الشعري للحد اللازم للتعبير وعلاقة ذلك بخصائص اللغة ؟
وإن سنحت الفرصة فلي بإذن الله إلمامة مشابهة بالنص الثاني. وأتمنى أن يسبقني غيري إلى ذلك.

والأمر يغري بتمثيل ذلك بيانيا.