هذه مداخلة على الموضوع في الفصيح

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز أحمد مشاهدة المشاركة
أحسنتَ أستاذي أبا أنس وبارك الله فيك!
اسمحلي بهذا التساؤل:
هل وجوبُ كسر همزةِ إن في جواب القسم مُتَّفقٌ عليه؟
يحضرني شاهد على جواز الكسر والفتح، ولعله:
لَتقعدِنَّ مقعدَ القصِيِّ *** مني ذي القاذورةِ المقلِيِّ
أو تحلفي بربِّكِ العليِّ *** أنّي أبو ذيالِكِ الصبِيِّ

أليسَ كذلك؟

ولكم جزيل الشكر
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
استاذنا الفاضل أبا احمد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أبدأ بتوجيه شكري العميق على مداخلتك الكريمة واسئلتك الدقيقة وأسأل الله تعالى العون على الإجابة الواضحة.
1- البحث المذكور مأخوذ كما ذكرت عن كتاب جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني الذي يهدف إلى ترسيخ القواعد الأساسية المفيدة في التطبيق العملي.
2- في النحو الوافي ورد تفصيل استعمال إنَّ بكسر همزها أو فتحها في جملة القسم ألخصه للمتابعين بما يلي:
====== هذه الفقرة أضفتها على البحث في الرابط المذكور

ملاحظة حول جواز الوجهين في كسر همزة إنَّ وفتحها في القسم ( عن النحو الوافي ج1 ، ص650 و653).
(*) أن تقع في صدر جواب القسم لجملة إسمية غير مقترنة باللام في خبرها أو لجملة فعلية ذكر فيها فعل القسم. ومثال ذلك (لعمرك إنَّ الحذر مطلوب) فهذه جملة إسمية لم تقترن باللام في خبر إن فيجوز فيها كسر همزة إنّ وفتحها ومثال الجملة الفعلية التي ذكر فعل القسم فيها (أحلف بالله إنَّ العدل محبوب) ففي هذا المثل يجوز كسر همزة إنّ وفتحها. فإن حذف الفعل أو اقترن الخبر باللام المزحلقة وجب كسر همزة إنَّ حتماً

وأضفت التوضيح على البند الخامس من فقرة (مَواضعُ "إِنَّ" المكسُورة الهمزة وجوباً) :
(5) أن تقعَ ما بعدَها جواباً للقسَم، نحو: واللهِ، "انَّ العلمَ نورٌ"، ومنه قولهُ تعالى: {والقرْآنِ الحكيمِ، إنكَ لَمنَ المُرسلينَ}. (إذا كان فعل القسم محذوفاً أو اقترن خبرها باللام)- ما بين قوسين عن النحو الوافي.

الواقع القاعدة المفيدة في الاستعمال أن كل ما جاز فيه الوجهان يفضل فيه كسر همزة (إنَّ) لأنه الأصل والأكثر شيوعًا.
قيبقى على الناطق الفصيح ان يتقن حالات وجوب فتح الهمزة (أنَّ) وما تبقى يستعمل فيه (إنَّ)، وهو مرتاح البال.
شكرا لكم وبارك الله بكم

======

من الدراسة النظرية يتضح أن جواز وجهي (إنّي) أو (أنّي) في البيت المذكور لأن الشاعر ذكرفعل القسم ولم يدخل اللام على خبر (إنَّ) من أجل الوزن، واستعمال (إني) أولى في البيت .
والأمثلة التي أوردها الغلاييني لا تحتمل إلا وجوب كسر همزة إن ففي الأية الكريمة (يس 1 وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ 2 إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 3) لا يجوز فيها (أنك) لدخول اللام على الخبر، ولم ترد أي قراءة بذلك لا متواترة ولا شاذة.
وفي مثال (واللهِ، "انَّ العلمَ نورٌ") لم يذكر فعل القسم ولا اللام المزحلقة فوجب كسر إن بالاتفاق ولا خلاف في ذلك.
وامثلة النحو الوافي على وجوب كسر همزة (إنَّ) في القسم :
- لعمرك إنَّ الحذر لمطلوب
- أحلف بالله إنَّ العدل لمحبوب
- إنَّ الظلم لوخيم العاقبة
- والله إنَّ السياحة مفيدة
- فوالله إنَّي ذلك المخلص الذي ... عزيز على الأيام أن يتغيرا
والله أعلم