http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=149

وهم الحدود بين أجزاء الوزن :

وهم الحدود بين أجزاء الوزن

لهذا الموضوع أهمية في تصحيح المفاهيم لدى كثيرين في نظرتهم إلى العروض، ولما يترتب على تغير هذه النظرة من أثر في تناول مواضيع العروض.

التفاعيل أسلوب جميل للتعبير عن وزن الشعر في وحدات إيقاعية مناسبة، هذا شيء والنظر إلى الحدود التي بينها كحقائق شيء آخر.
لتوضيح هذا الأمر سنأخذ هذا الوزن من الرمل
فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد = 2 3 2 2 3 2 2 3
هذه حقيقة ذات وجه واحد لا غير ولا اختلاف عليها وأما وضع الحدود بين هذه المقاطع فأمر اصطلاحي فيمكننا وضعها في المواقع التالية
أ- سب وتد سبب – سبب وتد سبب – سبب وتد = 2 3 2 – 2 3 2 – 2 3 = فاعلاتن فاعلاتن فاعلا
ب- سبب وتد – سبب سبب وتد – سبب سبب وتد = 2 3 – 2 2 3 – 2 2 3= فاعلن مستفعلن مستفعلن
جـ- سبب وتد – سبب سبب وتد سبب – سبب وتد = 2 3 – 2 2 3 2 – 2 3 = فاعلن مستفعلاتن فاعلن
وكل هذه الصيغ صحيحة إذ تحتفظ المقاطع في كل منها بخصائصها وعلاقاتها ببعض دون تأثر بحدود أي من هذه التقسيمات، إلا فيما يتعلق بتسمية ما يطرأ على المقطع من التغيير بحسب موقعه من التفعيلة، وهذا مصدر عبء من المصطلحات التي نشأت عن التعامل مع حدود التفاعيل وكأنها حقائق.
وكمثال على ذلك
لو أخذنا حذف ساكن السبب الملون ذاته في كل حالة من الحالات السابقة أو تحوله من 2 =1ه إلى 1 فسنرى أن كل ما ينتج عن حدود التفاعيل هو تنوع اسم ذلك التغيير (الزحاف)
2 3 2 – 2 3 1 – 2 3 = فاعلاتن فاعلاتــن فاعلا ، هنا يدعى التغيير كف فاعلاتن
2 3 – 2 2 3 – 1 2 3= فاعلن مستفعلن مـستفعلن، هنا يدعى التغيير خبن مستفعلن
2 3 – 2 2 3 1 – 2 3 = فاعلن مستفعلاتـن فاعلن، ليس للتغيير هنا مصطلح معروف لأن مستفعلاتن التي تترتب تسمية نوع التغيير على منزلة السبب المتغير منها ليست من تفاعيل الخليل.

وحسبنا أن نعرف في الرقمي أن هذا التغيير هو تحول 2 إلى 1
تمثل دوائر البحور مفهوم الخليل عن أوزان الشعر العربي، وهذه الدوائر مجمعة في ساعة البحور،

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/r8-1/f2


وكل محور مزدوج (= خطين = منقط وسميك مستمر) يمثل سببا أي (2) وكل محور ثلاثي ( = ثلاثة خطوط =منقط ومنقط وسميك مستمر) يمثل وتدا أي (3) وكما يلحظ القارئ فليس هناك حدود بين هذه المحاور.
إن تحول التفاعيل إلى مدخل وحيد لتناول الوزن سهل دراسة العروض من جهة ولكنه كرّس النظرة التجزيئية للوزن، وتولد عن ذلك قاموس ضخم من المصطلحات للفصل بين هذه الوحدات منجهة ثم للتعبير عن العلائق عبر الحدودية بينها من جهة أخرى. وكل ذلك جعل من التفاعيل ستارة جميلة تخفي أكثر تواصل أجزاء الوزن. وجعلها ترتفع من مجرد وسيلة لفهم الوزن إلى الوسيلة الوحيدة لذلك، بل ربما صارت في أذهان كثيرين غاية ووسيلة في آن معا.


******

ومثال آخر على التفاعيل وحدودها في الرمل

فلو أخذنا وزن الرمل بهذه الصيغة :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 2 3 2 - 2 3 2 - 2 3
ثم زاحفناه على
فاعلاتـن فـاعلاتن فاعلا = 2 3 2 1 3 1 2 3 = 2 3 2 1 3 3 3

فاسمع ما يقوله الأستاذ محمود مصطفى في أهدى سبيل (ص 125)
ويسمى هذا معاقبة الطرفين ..........كما ويتصور في الرمل إذا شكل جزؤه الثاني والخامس فتصير فاعلاتن فيهما فَعلاتُ فتكون مخبونة لصحة نون فاعلاتن قبلها ومكفوفة لصحة ألف فاعلن بعدها بعدها في العروض وفاعلاتن في الضرب ومثال ذلك قول الشاعر:

إن سعدا بطلٌ ممارسٌِ - - - صابرٌ محتسبٌ لما أصابه
2 3 2 1 3 1 2 3 - - - 2 3 2 1 3 3 3 2

فهو مشكول في في جزئه الثاني وهو وهو (بطلن مُ ) ووزنه فعلاتُ وكذلك جزء الخامس (تسبن لِ) ووزنه فعلات ويصير وزن البيت هكذا:

فاعلاتن فعلاتُ فاعلن - - - فاعلاتن فعلاتُ فاعلن

ولو أخذناه بهذه الصيغة

فاعلن مستفعلن مستفعلن = 2 3 – 2 2 3 – 2 2 3
فإن ذات الزحاف هو = 2 3 – 2 1 3 – 1 2 3 = 2 3 – 2 1 3 – 3 3
يكون التعبير عن ذات الوزن مزاحفا = فاعلن مستعلن متفعلن
أي طي مستفعلن الأولى وخبن مستفعلن الثانية

أرأيت إلى أن هذا الركام من عقابيل المصطلحات إنما هو ناتج عن تصور كينونة لكل تفعيلة وفرض حدود جامدة لها ينبغي التعامل معها وفقا لأنظمة التشطير المفروضة على أذهاننا وما تقتضيه من إصدار مصطلح لكل عملية يحذف فيها ساكن السبب وفقا لموقع السبب من حدود هذه التفعيلة أو تلك.

في حين أن الرقمي الذي يمثل منطق الخليل دون فرض حدود على الوزن يتعامل مع البنى الأساسية لمنطق الخليل ( الأسباب والأوتاد) في رحاب كلّيّة الوزن، فلا يكون أي حذف للساكن مختصا باسم تفرضه عليه التفاعيل وحدودها التي استحالت من وسيلة مساعدة إلى قالب صُبّ تفكيرنا فيه شرطا للتعامل مع العروض. بل تحمل كلها ذات الهوية 1/2 أي 1 المتحول من الرقم2 . مع الأخذ بعين الاعتبار موقع السببين من بعضهما البعض لتبيين حكم مزاحفتهما معا يجوز أم لا .

ثم هل يصح الصدر في البيت التالي :

إنَّ سعْدَ لهمامٌ فارسُ --- صابر محتسب في صبره

الصدر = 2 3 1 1 3 2 2 3

بمنطق فاعلاتن = 2 3 11 3 2 – 2 3
ولم يرد في مصطلح المعاقبة في الرمل ما يجيز ذلك.

بمنطق مستفعلن ( قياسا على البسيط) = 2 3 – 1 1 3 – 2 2 3

وهذا مسموح ويسمى بمنطق مستفعلن المكانفة