وصفنا كف مستفع لن في الخفيف (بالخرافة العروضية) فغضبتم , مع أنكم تزعمون أن القول بكفها مكذوب على الخليل ! من تحمون بغضبكم ؟ هذا المدلس الكذوب !؟

عندما نقلتم لنا قول الأستاذ العروضي باديس في فقه العروض ورغم ما في صياغته من التدليس والتلبيس , مضافا إليهما من السخرية , لم نغضب منكم بل طالبناكم بمزيد من القسوة في النقد ليكون لنا حق الدفاع , وقلنا أن لدينا ما لا يمكن قوله بالمداهنة , وإشفاقا عليكم وعلى حسكم المرهف توقفنا عند هذا الحد من الحوار الذي لا يمكنني الاستمرار فيه إلا بأن أصف حقيقة تعليقاتكم بنفس الوصف الذي قام به ( باديس ) سواء كان عن سهو أو عن عمد , لا فرق لدي .

وقد نقل الدكتور / ضياء الجماس الحوار من هنا لمنتدى الواحة الثقافية , فكنت مجبرا على الرد هناك , وأيضا إشفاقا على حسكم المرهف لم أكمل ردودي وتوقفت ,
أقول : من حق كل مناظر أن يستخدم الأسلوب الذي يراه مناسبا لدحض حجج من يناظره , ويجب على من يناظر أن يتسع صدره لهذا , وللتذكرة بما قاله باديس وقد نقل قوله د / عبد الستار النعيمي في منتدى الواحة الثقافية , ومن قبله نقله لنا م / خشان خشان هنا في العروض رقميا سأذكره ولتكن الردود على نقدكم لفقه العروض في مسلسل سميته ( تهييس وباديس ) وحكايات ( التدليس والتلبيس )

( الحلقة الأولى )

د/ عبدالستارالنعيمي : رد الأستاذ العروضي (باديس) على (فقه العروض) :

مثل الخليل ومثل الدكتور أحمد سالم كمثل رجلين رزق الله أحدهما ولدا صحيحا مليحا , مقبولا مكمولا . لا شائنة تشينه , ولا شائبة تشوبه ؛ فسُرَّ بذلك وحمد الله على ما وهبه
فلما رآه الآخر دعا الله وقال : اللهم إنك رزقت فلانا هذا بولد له رأس ويدان , ورأس واحد في ذا الزمان لا يكفي ! فارزقني اللهم بولد له رأسان ويدان !
فرزقه الله الذي سأله , حتى إذا رآه بين يديه أسقط في عينيه وقال : قد والله ضللت , هذا المسخ ينبغي لا محالة قطع رأس من رأسيه , ليصير إلى طبيعته !
وبين الولد والولد حكاية الوتد !
عندي في الأصل فاعلن , فلمَ أشقّ أمّ وتدها لتصير مفعولن , وأقول هذا الأصل ؟ ثم أرجع مرة أخرى لأفرض عليها الطي زحافا يجرى مجرى العلة في الحشو وغير الحشو , كل ذلك لأعيدها إلى أصلها الأول فاعلن !!

وقس على ذلك بقية ما جاء به , على أنه يحتاج لتسمية علل حشوية جديدة كتحريك الساكن الذي ألصقه بالأخفش ظلما والأخفش بريء من زعمه , وحذف السادس .. الخ

فاللهم إن كان هذا يسمى فقها فاجعلني من الضالين المحرومين , آميـــن


الرد :
نقل لي أحدهم قول " الأستاذ العروضي " باديس من قبل , وعندما واجهت هذا القول بالحجة لم يرد عنه , وكأنه لم ينقل لنا قوله , وكأنه لا يعرفه ؛
فأرجو أن ينصفه دكتورنا الكريم / عبدالستار النعيمي , وأن يرد نيابة عنه هذه المرة .

يقول " الأستاذ العروضي " باديس : أنني ألصقت تحريك الساكن بالأخفش ظلما وعدوانا , وأن الأخفش بريء من زعمي .
فلنذهب لكتاب العروض للأخفش تحقيق سيد البحراوي صفحة 44 باب تفسير الأصوات لنعرف هل قال الأخفش هذا الكلام أم لا :

بداية نقول أن كتب العروض تختصر أنواع الأسباب في 7 كلمات فتقول (( السبب نوعان , الخفيف متحرك فساكن , والثقيل متحركان ))
لكن الأخفش يستخدم 44 كلمة ليصف السبب حيث يقول : ( والسبب حرفان الآخر منهما ساكن , وهو كل موضع يجوز فيه الزحاف , وقد يقرن السببان فيكون فُلْ فُلْ وهو صدر مستفعلن , وهما السببان المقرونان , ويكونان مفروقين , فيكون سبب في أول الجزء وسبب في آخره . ويكون السبب المقرون متحرك الثاني فيكون فُلُ فُلْ نحو صدر متفاعلن وآخر مفاعلتن )

من كان إناء عقله لا يتسع إلا لحفظ الكلمات السبع فلن يفقه شيئا مما يقوله الأخفش , لذلك نشرحه ونبسطه فنقول :
يعرف الأخفش السبب بأنه : حرفان الآخر منهما ساكن . ولم يصنف السبب إلى خفيف وثقيل كالخليل وتلاميذه , لكنه يضع تصنيفا آخر للسببين إذا اجتمعا في التفعيلات السباعية بحسب موضعهما من الوتد , فيذكر نوعين ؛
النوع الأول : سماهما بالسببين المقرونين ومثل لهما بكلمة ( فُلْ فُلْ ) الفاء متحركة واللام ساكنة , مثل صدر مستفعلن ؛
أما النوع الثاني : فسماه بالسببين المفروقين , وقد وصفهما بسبب في أول الجزء وسبب في آخره , ولم يمثل لهما , ونقول نحن مثل فاعلاتن ؛
ثم اختص النوع الأول فقط (السبب المقرون) السبب الأول من السببين المقرونين بأن ثانيه يكون متحركا , ومثل له بنفس الكلمة (فُلُ فُلْ) لكن مع تحريك حرف اللام المقابل لساكن السبب الأول , وقال نحو صدر متفاعلن وآخر مفاعلتن .

السؤال الأول والذي يحتاج لرد : هل قال الأخفش بتحريك ساكن السبب الأول من السببين المقرونين في مستفعلن ومفاعيلن لتتشكل منهما متفاعلن ومفاعلتن , أم أنني ألصقت بالأخفش هذا الأمر وأن الأخفش بريء من زعمي كما يقول " الأستاذ العروضي " باديس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السؤال الثاني المتمم لمعنى السؤال الأول : هل يفهم من كلام الأخفش أنه يسمح بتحريك ساكن السبب المفروق في أخر فاعلاتن لتتشكل منها فاعلاتك كما يقول الخليل أم أن ذلك خاص بالسببين المقرونين في مستفعلن ومفاعيلن فقط ؟
وهل يفهم من ذلك أن الأخفش يعتبر السبب الثقيل مقطعا أصيلا أم يخالف الخليل في ذلك ؟؟؟


وأما عن قول " الأستاذ العروضي" باديس : ( عندي في الأصل فاعلن , فلمَ أشقّ أمّ وتدها لتصير مفعولن , وأقول هذا الأصل ؟ ثم أرجع مرة أخرى لأفرض عليها الطي زحافا يجرى مجرى العلة في الحشو وغير الحشو , كل ذلك لأعيدها إلى أصلها الأول فاعلن !!
وقس على ذلك بقية ما جاء به , على أنه يحتاج لتسمية علل حشوية جديدة )


فلو تغاضيت عن استخدامه لكلمة ( أم ) ودلالتها في سياق الحديث أقول : " الأستاذ العروضي " باديس لا يعرف الفرق بين نظريات الأصول والفروع في فلسفة العلوم , وما يبنى على تلك النظريات من القواعد التي تخدم العلم , لذلك فقد توهم الكثير من الأوهام التي لا علاقة لها لا بالعلم ولا بالمنطق .

ولكي يدرك الدكتور / عبد الستار ما وقع فيه " الأستاذ العروضي" باديس من الخطأ عن سوء فهم , أو المغالطة عن عمد , أحكي له قصة لأستاذ عروضي آخر اسمه تهييس :
حيث كان الدكتور / عبد الستار يشرح لأقرانه من العلماء قول الخليل أن فعولن تفعيلة أصلية ويتفرع منها فاعلن بنقل السبب من آخرها لأولها , وأن مفاعيلن تفعيلة أصلية يتفرع منها مستفعلن بنقل السببين من آخرها لأولها , إذ قام " الأستاذ العروضي " تهييس فقال : وزن البسيط مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ؛
ثم أردف محتجا على الخليل , ناسفا لنظريته في تأصيل التفاعيل , متباهيا بعبقريته في التحليل والتأويل , متمنطقا بما يحفظ من العلل الحشوية وغير الحشوية فقال : في وزن البسيط ( عندي في الأصل فاعلن , فلمَ أنقل أمّ سببها من أولها لآخرها لتصير فعولن , وأقول هذا الأصل ؟ ثم أرجع مرة أخرى لأفرض عليها نقل السبب من آخرها لأولها زحافا يجرى مجرى العلة في الحشو وغير الحشو , كل ذلك لأعيدها إلى أصلها الأول فاعلن !!
وقس على ذلك بقية ما جاء به في مستفعلن وفاعلاتن وأخواتهما , على أنه يحتاج لتسمية علل حشوية جديدة )


وبين تهييس وباديس حكايات من التدليس والتلبيس

السؤال الثالث والذي يحتاج لرد : كيف سيخرج الخليل من هذا الموقف الحرج العصيب الذي وضعه فيه " الأستاذ العروضي" تهييس وقد قال قولا ينسف نظريات الخليل وما بني عليها ؟؟؟ وهل سيستجيب له الخليل فيضع عللا محشية أو مشوية لنقل الأسباب ؟؟؟


لم يبق من قول " الأستاذ العروضي " باديس إلا تشبيهه لولدي ( فقه العروض ) بأنه مسخ ذو رأسين بينما ولد الخليل برأس واحد , وقد قمت بالرد عليه في منتدى ( العروض رقميا )

ربما أن أ/ باديس لا زال في المقدمة ولم ينتقل بعد لأي من موضوعات الكتاب

ولو ناقشته في المقدمة ولنقارن بين ولد الخليل وولدي كما يحب التمثيل لنعرف أيهما برأس واحد وأيهما بأربعة رؤوس

فقه العروض بني على أن أصل الإيقاع هو السبب الخفيف , ومن السبب الخفيف يتشكل الوتد المجموع والفاصلة المترددة . ومن السبب الخفيف أيضا تتشكل التفاعيل , (ولم يولد لدي أي تفاعيل مشوهة)

بينما الخليل بني عروضه على أربعة (السبب الخفيف والسبب الثقيل والوتد المجموع والوتد المفروق )

فأخرج له السبب الثقيل ابنا مشوها هو (فاعلاتك) وإلى اليوم هذا الولد المشوه لم يجد من يتبناه

وأخرج له الوتد المفروق ثلاثة من الأبناء أحدهم على الأقل ظاهر التشوه (مفعولات) أراد دمجه بين إخوته الصحاح فشوههم جميعا فلا نجده يقترب من أحدهم إلا وأصابه علة أو زحاف كالعلة

ثم إن هذا (الشبح على حد وصف الدكتور سليمان أبو سته) هذا الشبح المشوه المسمى بالوتد المفروق أدخله الخليل دائرة من دوائر التفريخ ليخرج لنا ثلاثة أبناء (المتئد والمنسرد والمطرد ) وهم ليسو إلا جثثا هامدة , منذ 1200 عام وتلاميذ الخليل يحاولون نفخ الروح فيها فقط حبا في الخليل لكن دون جدوى .

كما أخرج لنا هذا الوتد المفروق ثلاثة بحور أخرى مبتورة الأطراف وتعيش على إحسان الشعراء (المضارع والمجتث والمقتضب)

والأبناء الثلاثة الأخرى إثنان منهما لديه إعاقة ويحتاج دائما للتجميل (السريع والمنسرح)
فالسريع : يحتاج للكشف والطي أو للكشف والخبل
والمنسرح : يحتاج للطي في موضعين

ومحبي الخليل على نوعين

أولهم المحب الأعمى ( على حد وصف الفلكلور وليس للتجريح ) وهو الذي لا يرى عيب محبوبه فيتعمد وصفه بموضع التشوه في شكله فيذمه من حيث أراد مدحه

والثاني المحب المتسامح : يعرف جيدا مميزات محبوبه فيحفظها له ويذكره بها حتى وإن كانت قليلة , ويتغاضى عن وصف عيوبه وإن كان يراها , لكنه يسعى لإصلاح تلك العيوب , ملتمسا العذر بأن كل البديات يشوبها الأخطاء , وأن الكمال المطلق غاية لا تدرك .

ثم لننظر للفرق بين القول بشق الوتد في مثال واحد من الأمثلة وهو وزن الخفيف

إذا قلنا أن أصل الوزن هو ( فاعلاتن مفاعلن فاعلاتن )

فإذا دخله الشق صار ( فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن )

هذا أسهل أم نقول أن أصله مستفع لن مفروقة الوتد ويدخلها الخبن كما يدخلها الكف وأيضا يدخله الخبن والكف معا ونسميه (الشكل ) ثم نسير في دوامات الخلاف حول الكف وما يقال عن شواهده (والصراع مشهور يعلمه أهل العروض)

أيهما أسهل ( الخبن والكف والشكل والمراقبة والمعاقبة والمكانفة) أم (الشق)

أما وصفي للوزن بـ (فاعلن فاعلن فعولن فعولن ) فهو لإظهار الانعكاس الموسيقي بتقطيع يفهمه المبتديء , وحتى يدرك العلاقة بينه وبين الطويل حين نقسمه (فعولن فعولن فاعلن فاعلن علن)

وسأنتظر نقدا موضوعيا وأفضل أن يكون بقسوة كلما أمكن حتى يكون لدي حق الدفاع فلدي الكثير مما لا يمكن قوله بالمداهنة ,

وسيكون تركيزي دائما على نقد الفكرة لكن بكل قوة ولن أتعرض للتمثيل الشخصي

وإلى حلقة جديدة من مسلسل ( تهييس وباديس ) وحكايات ( التدليس والتلبيس )

دمتم جميعا في خير وسعادة