اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

أستاذنا الكريم د. أحمد سالم

تقولون بأن الخليل لم يع وجود قوانين ناظمة للعروض ،وأنه اعتقد أن الأوزان العروضية مجرد تفاعيل متراصة .. فلذلك سبب خلافا بين العروضيين .عدا عن أنه أدخل العروضيين معه في تيهه المسمى " دوائر الخليل " منذ 1200 سنة .

1-ما قوانين العروض التي اكتشفتموها ولم يكتشفها الخليل؟ هل هي (التكرار الثنائي والانعكاس الموسيقي والفاصلة ) ؟

التكرار الثنائئ : هل يؤثر في الاختلاف بين العروضيين؟*

الانعكاس الموسيقي : هل له علاقة ما مع التغييرات التي أحدثها واقع الشعر في الأوزان باعتبار أنكم انطلقتم من مشكلة الفارق بين الأوزان في واقع الشعر وفي دوائر الخليل ..؟

الفاصلة : هل توصلتم إلى القوانين التي تحكمها باعتبارها محور الاختلاف بين صور البحر الواحد ؟

وعليكم السلام أستاذتي الفاضلة / ثناء صالح

سأبدأ بالإجابة عن السؤال الأخير

الفاصلة : هل توصلتم إلى القوانين التي تحكمها باعتبارها محور الاختلاف بين صور البحر الواحد ؟

نعم أستاذتي توصلت لتلك القوانين وصغتها في باب كامل وقدمت لهذا الباب بما يلي :

*****************************************

الباب الثاني
الفصل الموسيقي والفواصل الموسيقية

من أهم خصائص الإيقاع الموسيقي للشعر العربي هو التزام نغم ثقيل نسبيا في نهايات الكثير من أوزانه , وبعبارة أخرى تكثيف الحركات في نهايات الأوزان وهو ما نسميه الفصل الموسيقي

وبرغم أن الفواصل الموسيقية أربعة فقط وهي :

(//o علن أو فعو , ///o فعلن , /o//o فاعلن ,//o/o فعولن)

إلا أن دراستها تحتاج لمزيد من التفصيل , لأنها ستخبرنا بالكثير من أسرار علم العروض .

لذلك خصصنا لها بابا مستقلا , لكنها ستصاحبنا في كل أبواب علم العروض تصنيفا ودراسة وتحليلا , وسيكون لدينا ما نسميه :
(فقه الفاصلة) .

ونقسم هذا الباب لعدة مباحث :

(1) المبحث الأول : كيف تتشكل الفواصل .
(2) المبحث الثاني : الخريطة الجديدة للبحور.
(3) المبحث الثالث : الأوزان المثالية التابعة للبحور.
(4) المبحث الرابع : الأوزان الغير مثالية التابعة للبحور .
(5) المبحث الخامس : الوتد المفروق وحقيقته ودائرة المشتبه .
(6) المبحث السادس : الفاصلة وأهميتها في الإيقاع الموسيقي .
(7) المبحث السابع : وظائف الفاصلة الموسيقية وانتخاب الأوزان

******************************************

وقد نشرت من هذا الباب من صـ 53 حتى صـ 135 في الكتاب الذي بين أيديكم , حتى منتصف المبحث السادس ,

وقبل هذا الباب ثلاث صفحات توضح تعريفنا للنغم الثقيل (الناتج عن تكثيف الحركات في نهاية الوزن ) والذي نقصده في تعريفنا للفاصلة الموسيقية .

أما السؤال الأول والثاني والثالث

1- ما قوانين العروض التي اكتشفتموها ولم يكتشفها الخليل؟ هل هي (التكرار الثنائي والانعكاس الموسيقي والفاصلة ) ؟

التكرار الثنائئ : هل يؤثر في الاختلاف بين العروضيين؟*

الانعكاس الموسيقي : هل له علاقة ما مع التغييرات التي أحدثها واقع الشعر في الأوزان باعتبار أنكم انطلقتم من مشكلة الفارق بين الأوزان في واقع الشعر وفي دوائر الخليل ..؟

فالإجابة عنهم نعم اكتشفت تلك القوانين الثلاث , واكتشفت أنها تعمل معا في تناغم تام , وأننا عندما نشرحها للعروضيين ويعلموا جيدا أن البحور التي استخدمها العرب في عصور الاحتجاج خاضعة كلها لهذه القوانين الثلاث , وأنه لا يشذ عنها وزن إلا اندثر وأصبح طي النسيان ,

وقتها سيعلم الجميع أنه لا وجود لما يسمى بالبحور المهملة , وأيضا لا وجود لما يسمى بالبحور الجديدة ,

وأن تلك الأوزان التي نتجت باستخدام قوانين التباديل والتوافيق والاحتمالات كانت ناتجة عن غياب تلك القوانين الثلاث التي اكتشفتها .

ولنضرب مثالا لنوضح الفرق بين (الاحتمالات المطلقة) و (الاحتمالات المقننة) :

لو أن لدينا ثلاث صيادلة يرغبون في العمل في السعودية , ولدينا ثلاث صيدليات في ثلاث مدن مختلفة تحتاج صيادلة للعمل فيها :

فيكون لدينا عددا من الاحتمالات يساوي 3×3×3= 27 احتمالا

لكن لو علمنا أن كل صيدلية تحتاج لصيدلي واحد فقط :

فيكون لدينا عددا من الاحتمالات يساوي 3×3= 9 احتمالات

لكن لو علمنا أن إحدى الصيدليات في مكة المكرمة وأن اثنين من الصيادلة مسيحيون وأن قوانين السعودية لا تسمح بدخول مكة لغير المسلمين :

فسوف يكون عدد الاحتمالات يساوى (3×1) + (1×1) = 4 احتمالات

هذا هو الفرق بين الاحتمالات المطلقة عند بعض العروضيين ,

والاحتمالات المقيدة بالدوائر عند الخليل وتلاميذه ,

والاحتمالات المقننة عندي في فقه العروض ,

فغياب أي من القوانين يؤدي لظهور احتمالات لن تجد لها طريقا للواقع .

ولو وجد أحد الاحتمالات بطريق الخطأ مخالفا للقوانين فهو وجود مؤقت سرعان ما يتم تصحيحه , كأن يصل الصيدلي المسيحي لمكة ويعمل لعدة أيام ثم يكتشف الأمر , فيتم ترحيله .

وعند ذلك لا يملك صاحب نظرية الاحتمالات المطلقة أن يستشهد بهذه الواقعة النادرة والتي تم تصحيحها .

والسؤال الذي أسأله أنا وأجيب عليه

هل هذا كل ما يقدمه فقه العروض ؟

الإجابة : أن هناك الكثير مما سيقدمه فقه العروض , كما سيفتح آفاقا أخرى لدي الباحثين في علم العروض لينطلقوا لآفاق أرحب , فتلك هي سنة الله في تطور العلوم .

دمت والخير أستاذتي الفاضلة