اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
من أراد أن يبني جديدا لمجرد أنه جديد ولمجرد أن يكون هو الباني ، ثم لم يجد مساحة لبنائه الجديد ﻷن البناء القديم احتل المكان كله ، فليس عليه إلا أن يبدأ بهدم القديم لبناء جديده في مكانه ومن أنقاضه . وهل يبشر التطاول إلا بمحاولة االبدء بالهدم ؟
معكم متابعة بإذن الله
مرحبا بك أ.ثناء صالح

نعم سيدتي يسعى الإنسان دائما لأن يبني لنفسه مجدا لا يزول , فإن سعى لذلك بطريق مشروع وبجهد صادق وصادف توفيقا من الله كتب له الخلود

أما بالنسبة للمساحة التي يبني فيها مجده فإن كانت إرثا حضاريا خالدا كالشعر العربي فهو مشاع بين الإنسانية كلها وليس حكرا على أحد , وإن سبقني الخليل ووضع نظريته في علم العروض فهذا ليس إلا لبنة في صرح العلوم الإنسانية , سبقه علم من قبله ويلحقه علم من بعده

وكوني أهدم نظريات الخليل في علم العروض وأعيد البناء على أسس أكثر رسوخا وشموخا كما أراها , فهذا ليس تطاولا (فنظريات الخليل ليست هي العلم) فكل عمل إنساني قابل للنقد والنقض , وأنا لن أجمع التراث العروضي وأهدمه هدما حسيا

وسيأتي من بعدنا من يكمل المسيرة إلى أن يشاء الله

وفي الصفحة الأولى من المقدمة بينت رأي الخليل نفسه فيما أفعله أنا اليوم , وهو نهج كل العلماء في كل العلوم وفي كل العصور :



************************************

مقدمة


لم نجد علما من العلوم نشأ كاملا وتم صياغة قواعده مرة واحدة على يد عالم واحد , فهل علم العروض الذي وضعه الخليل (1) هو الاستثناء بين العلوم كلها ؟

يجيب الخليل بكل تواضع عن هذا السؤال حيث يقول (2) :

إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها , وعرفت مواقع كلامها , وقام في عقولها علله , وإن لم ينقل ذكر عنها , ومثلي مثل رجل حكيم دخلت دارا محكمة البناء عجيبة النظم والأقسام فتيقنت حكمة بانيها , وكلما وقفت على شيء منها قلت : إنما فُعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا , واعتللت أنا بما عندي , فإن أصبت العلة فهو الذي التمست , وإن سنح لغيري علة هي أليق مما ذكرته فليأت بها .

يطلق الخليل الدعوة لغيره أن يأت بما لديه من جديد , شريطة أن يكون أليق مما جاء هو به .

**********************************************


دمت سيدتي الكريمة في خير وسعادة