[quote=خشان خشان;85098]



أخي وأستاذي الكريم د. أحمد سالم



تداخلت عدة قضايا من شأن عدم تمييزها تعقيد الأمور وعدم الوصول المشترك إلى أية نتيجة وهذه الأمور هي:

1- الحوار ، ويكون أخذا وردا استقبالا وإرسالا. وقد أعطيت الأولوية له في تناولي للمقدمة التي بدأت بها، ولم أتلق منك أي رد على أي منها. كما لم يظهر من مشاركاتك أنك اطلعت على أي من المواضيع التي أشرت عليك بها. وعليه فليس ثمة حوار في الواقع. وعليه أتوقف هنا عن الحوار.

وسأواصل تناول المقدمة قدر المستطاع لبيان رأيي فيما احتوته من الأسس التي بنيت عليها نظريتك. وسأقوم بذلك توضيحا لمنهجية الرقمي في تناول الآراء المختلفة.

وهذا في الأساس موجه لمن درسوا الرقمي، ويفهمون منهجية الخليل من خلاله.

2- التدريس، وهذا ما تقوم به حضرتك وحقيقة أعتقد أن انطلاقك من عروض الخليل واستعمال مصطلحاته لنقض نظريته – وإن كان مبررا لديك – إلا أنه يولد من التشويش في ذهن القارئ ما يصعب عليه الفهم. ويعود إليك اختيار الأسلوب المناسب لتدريس ما تراه.



وكنت أنوي أن أدرس منهجك بقدر المستطاع ولكن دراسة التفاصيل لا جدوى لها إن لم تكن بعد تقرير الأسس. ولا أراني متفقا معك حتى الآن فيما قرأته لديك من أسس خاصة ما تناولت به منهج الخليل من اتهامات وصدودك عن الإجابة تعلى أي رد من ردودي حول آرائك في منهج الخليل. وهذا ما ثبط عزيمتي في المضي قدما في الدراسة تحت ضغط ضيق الوقت.

كان يسعك في تقديم منهجك ما وسع د. أحمد مستجير في تقديم منهجه بأدواته الخاصة دون التعرض لمنهج الخليل.

أستاذي الكريم

خذني على قدر عقلي . عندما تقول :

" دوائر الخليل وطريقته في اشتقاق البحور منها هي من أوقعت (الشخص الذي استدرك البحر المتدارك) في هذا الخطأ حين افترض أن المتدارك يجب أن يكون وزنه

فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن

ولو أدرك الخليل أن إيقاع الشعر العربي ليس مجرد تفاعيل متراصة جنبا إلى جنب وأن هناك قوانين عليا تحكم هذا الإيقاع وتسري في كل الأوزان لما وقع هو ولا هذا المستدرك في مثل هذا الخطأ

ولو تعامل الخليل مع واقع الشعر العربي وحاول استنباط قوانينه لما افترض أن الأصل في مجزوء المتقارب أن يكون سالما وأن الحذف هو أمر طارئ على الوزن

ووقتها كان سيدرك أن وزن مجزوء المتدارك يجب أن يتبع نفس قوانين العروض فيجب أن تتكرر التفعيلة فاعلن مرتين والتفعيلة الثالتة يجب أن يحذف منها سبب خفيف "

وقد سبق في ذهني من تصور منهج الخليل ما يدحض كل ما تفضلت به ، وأن كل دارس للرقمي يعرف أنك تقول عكس ما فهمه من منهج الخليل. ولا تبالي بردودي التي تبين ذلك ، فكيف تتوقع مني أو ممن فهم الرقمي أن يهمل تفكيره وينصرف لدراسة بناء واهي الأسس كما تدل عليه مقدماتك.

سأرد هنا ا على النقطة الأخيرة لأريك كيف يكون الانطلاق من منهج الخليل في الرد على قولك

إن : فعولن فعولن فعو = 3 2 3 2 3 2 التي لحقتها علة الحذف يترتب عليها أن مجزوء المتدارك هو = فاعلن فاعلن علن = 2 3 2 3 3
لو أنك قرأت ردي عليك بخص التمييز بين 2 3 2 3 3 مجزوء الخفيف وتصورك وهو 2 3 2 3 3 في رأيك لكنت أخذت ذلك بعين الاعتتبار في جوابك تصحيحا له أو موافقة عليه. ولكن...

الصواب انطلاقا من منهج الخليل أن الانتقاص يكون من آخر الأصل وإذا كنت لا بد قائسا على مجزوء المتقارب الذي لحقه الحذف ( -2 ) فإن المنطق المنسجم مع منهج الخليل أن تقول إنه يتوقع في مجزوء المتدارك أن يلحقه حذف آخر مقطع منه وهو الوتد بما يشابه الحذذ في الكامل. بحيث تتولد الصورة التالية من مجزوء المتدارك : فاعلن فاعلن فا = 2 3 2 3 2

وهذا الوزن هو الوزن الذي جاء به أبو العتاهية وقال بسببه إنه أكبر من العروض :

عتب ما للخيال .... خبريني ومالي

ونسبة هذه الصورة لمجزوء المتدارك لم يقل بها الخليل ولكن منهجه يسعها. ويصح على أساسها القول :

عتب ما للخيالِ .... ما لذاك ومالي

2 3 2 3 2 ......2 3 1 3 2

كما يمكن اعتبار الوزن حسب منهج الخليل منتميا للخفيف = فاعلاتن متفعِ لْ = 2 3 2 3 2

****

المشكلة لديك هو اختلاط المقدمات بالتطبيق بمهاجمة الخليل مرة واحدة لا تساعدك أبدا على طرح منهجك.

إن اهتدائي إلى أفضل سبل تدريس الرقمي استغرقت سنين.

****

إن الأسئلة التي طرحتها " لماذا لم يرد كذا إلا كذا "

جوابها جميعا لأن العرب قالت على ذلك. ولا شك أنك تقصد : " لماذا قالت العرب على هذا النحو " وجواب كثير من هذه الأسئلة وارد في الرقمي.

ومع ذلك فإن طرحها يدل على حيوية فكرية أسأله تعالى أن يوفقك على أن تسلك بها الطريق المناسب وأن تطلع على ما أورده الرقمي من أجوبة حولها أو حول بعضها. حتى لو من قبيل اكتشاف أخطاء الرقمي وتصحيحها وتجنب الوقوع في مثلها.

المنتدى منتداك ، والصفحة في الفيس بك صفحتك، ولك أن تنشر فيهما ما تراه ، وهذا ما استطعت أن أشارك به ولعل سواي من أساتذة العروض عامة يكملون معك المشوار.

حفظك ربي ورعاك.



[/quote

السلام عليكم أخي الكريم وأستاذنا الفاضل م/خشان خشان

من قال أني لم أقرأ ما كتبت سيدي الكريم , وأني لا أهتم لما تقول
لكني أجدك في كل منشور تطرح عدة قضايا تحتاج كل منها لبحث خاص لذلك أركز على ما أراه أهمها وأتناوله

ولأنني رأيت الرقمي وبإقرارك أنت أنه ليس إلا الصورة الأخرى لمنهج الخليل ولأني أعرف جيدا مواضع الخطأ في نموذج الخليل النظري , فإن رأيت منهجا أو كتابا عروضيا أيا كان لا زال يستخدم مصطلح الوتد المفروق والتفاعيل الثلاث التي يدخلها أعرف مباشرة أنه لم ولن يتحرر من تلك الأخطاء

ولعلك تتفاجئ بما سأتناوله الآن من أن وزن قطعة أبي العتاهية (عتب ما للخيال) أن الخليل ذكر تلك العروض في الخفيف لكن جمهور العروضيون أهملوها ولم يذكرها غير الأخفش في كتابه
وهذا ما ذكرته أنا في كتابي صفحة 87 , 88

(وقد رصد الخليل وزنا آخر يذكره الأخفش كعروض رابعة للخفيف لكن العروضيين أهملوا هذه العروض ولم ينسبوها للخليل .

فـاعـلاتـن فعولن

يقول الأخفش :

(كما لم يزاحفوا في فعولن في الخفيف لأنه لم يجئ , وكذا الخليل يقول أصله مستفع لن فحذفوا السين والنون وأسكنوا خامسه ولم يحتمل الزحاف لذلك)(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب العروض للأخفش تحقيق سيد البحراوي صـ 56 .
يتحدث الأخفش في الفقرة السابقة عن زحاف العروض فعولن في الوزن فـاعـلاتـن فعولن فيقول : أن الخليل يمنع زحافها (قبضها) لأن أصلها مستفع لن وهو يقصد وزن مجزوء الخفيف :

فـاعـلاتـن مـسـتـفـع لن
/o//o/o / o /o/ /o

حيث حذف من عروضه النون وأسكن اللام فصارت مفعولن /o/o/o ثم حذفت السين فصارت فعولن //o/o فضعف الجزء لدخول علة وزحاف عليه , فمنع الخليل أن يدخله زحاف آخر بسبب ذلك الضعف , وهو نفس تعليل الخليل في منع زحاف فاعلن في السريع والذي يذكره الأخفش قبل الحديث عن العروض الرابعة للخفيف فيقول :
(ولم يزاحفوا في فاعلن لأن أصله مفعولات وقد حذفوا من وتده التاء فضعف الجزء) .

لا أدري هل ستقبل هذا الوزن الآن لأن الخليل ذكره أم سيظل في خانة (أن عروض الخليل يستوعبه)

وهل يمكن القياس على تحول مستفعلن إلى فعولن بدخول القطع ثم الخبن
فنقيس عليها تحول فاعلن بالقطع ثم الخبن إلى علن

إن اتفقت معي على قبول دخول القطع والخبن على فاعلن قياسا على دخوله على مستفعل سأكمل معك الحوار في أي نقطة تطرحها كما تشاء

أما إن رفضت القياس وصممت على أن القطع والخبن جائز في مستفعلن ومحرم في فاعلن فأعتقد أن أي حوار لن يجدي نفعا .

لك خالص تقديري الشخصي لشخصحكم الكريم
والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية