أأخي الأستاذ خشان وأخي الأستاذ محمد
قبل أن أوضح وجهة نظري لابد من التطرق لما تفضل به الأخ محمد من أن الأسباب والأوتاد مصطلحان عروضين ظهرا مع ظهور علم العروض , وهنا أنا ربما لا أتفق مع هذا القول فالعرب كانت تقول الشعر قبل ظهور العروض أو اكتشافها من قبل الفراهيدي بقرون , والعرب هي التي شبهت بين الشِّعر ببيت الشَّعر وأسلوب بنائه المعتمد على الأوتاد والأسباب , وهما العنصران الأساسيان اللذان يبنى منهما الشعر العربي , وانتقل أسلوب البناء لعلم العروض.
ولهذا فهما مصطلحان يصلجان أيضا للقول بأن اللغة العربية تتكون من أسباتب وأوتاد.
نعود الآن إلى موضوع التعميم على أن الكلام العربي يتكون من أسباب وأوتاد أو أنه يتكون من حروف متحركة وساكنة وأيهما أصح.
ولنفرض جدلا أننا اتفقنا أن الكلام العربي يتكون من حروف متحركة وحروف ساكنة , فماالذي ستكونه هذه الحروف قبل أن نقول أنها تشكل كلمات اللغة العربية.
أليس كل حرفين متجاورين يشكلان سببا خفيفا أو سببا ثقيلا , أليس كل ثلاثة حروف اثنان منها متحركان والثالث ساكن يشكلون وتدا مجموعا أو وتدا مفروقا ؟
ثم لنقل بتوالي ثلاثة حروف متحركة , اليست هذه سببا ثقيلا وسببا مزاحفا .. ومنها ننتقل للفاصلة الصغرى والفاصلة الكبرى في تشكيل الكلمات العربية. علما بأن الفاصلة الصغرى هي سبب ثقيل وسبب خفيف أو سبب مزاحف ووتد , والفاصلة الكبرى هي سبب ثقيل ووتد
إذن ماالذي يمنع أن يكون كل الكلام العربي مشكلا من أسباب وأوتاد وهي الناتجة من الحروف المتحركة والحروف الساكنة.
ولنقل أنه حين تتوالى خمسة حروف متحركة وهي حالة ليست موجودة في الشعر العربي لكنها يمكن أن تظهر في النثر وهذه الحروف الخمسة ألا يمكن اعتبارها سببين ثقيلين وسببا مزاحفا ؟
الأوتاد في الشعر العربي تعتبر ركيزة البناء الشعري , كما يمكن أن تعتبر ركيزة البناء النثري.
الفارق بين أوتاد وأسباب الشعر العربي وأوتاد وأسباب النثر العربي هي طريقة البناء الهندسي بينها في الشعر وانعدامها في النثر , فالشعر فيه قواعد للبناء أن يكون بين كل وتدين سبب واحد أو سببان بينما النثر لا تنطبق هذه القاعدة ويمكن أن يكون بين كل وتدين أي عدد من الأسباب التامة أو المزاحفة.
أرجو أن أكون قد بينت وجهة نظري
تحياتي وتقديري
المفضلات