اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالستارالنعيمي مشاهدة المشاركة


وهنا نجد الأدلة الدامغة لما تقدمنا به في الكتاب المثير( من دفع أجرة العازف) الصادر سنة 1999للباحثة الانجليزية التي تخرجت من جامعة أكسفورد فرانسيس ستونر سوندرز مع عنوان فرعي( المخابرات الأمريكية وحرب الثقافة)
عنوان الكتاب بالانكليزية هو :
ـ who paid the piper
والكتاب الذي أثار ضجة عالمية يعتمد في عنوانه على مثل انجليزي يقول( من يدفع أجر العازف يختار اللحن) وهو وثيقة دامغة بالوثائق والشهادات عن أساليب تجنيد المخابرات الامريكية للنخب الثقافية والسياسية والعلمية في العالم بوعي من هؤلاء ودون وعي من بعضهم من أجل مصالح سياسية أمريكية عليا، وعمليات التمويل والغطاء السياسي لهذا التمويل، أو الغطاء الثقافي للنماذج التي لا تقبل العمل المباشر في وكالة المخابرات يجري إيجاد( تسوية) مقبولة لها للحفاظ على الكرامة أو الواجهة. ويشير الكتاب إلى قلة من الكتّاب والشعراء والفنانين والمؤرخين ( الذين لم ترتبط اسماؤهم بطريقة ما بهذا المشروع السري) في القرن الماضي.
وفي اعتراف صريح لأهم رجال المخابرات البريطانية في تلك الحقبة هو السيد توم برادن فإن لعبة تجنيد هذه النخب كانت تتم من خلال ندوات أو مؤتمرات أو حلقات دراسية وتركهم يعتقدون أنهم أحرار في التفكير وفي إصدار القرارات ولكنهم لا يعرفون أن المخابرات هي التي تحركهم كالدمى من وراء ستار.
يقول:
( لم يكن الهدف من دعم الجماعات اليسارية هو التدمير أو الهيمنة، بل تحقيق اقتراب ذكي أو غير محسوس من تفكير هذه الجماعات ومراقبته، وتوفير أداة تعبير لهم يستطيعون من خلالها التنفيس، ثم في نهاية المطاف ممارسة نوع من حق الاعتراض ـ فيتو ـ على مطبوعاتهم، أو أفعالهم، إذا أمكن، إذا حاولوا أن يصبحوا تقدميين أكثر من اللازم...).!
ومن ضحايا هذا الأسلوب في التجنيد عن طريق الدعم أو صنع غطاء الدعم الثقافي والسياسي في العالم العربي في منتصف القرن الماضي هم:
ـ مجلة حوار اللبنانية.
ـ مجلة شعر اللبنانية.
ـ مجلة فصول المصرية.
ومن( ضحايا) هذا الأسلوب من الشعراء والكتّاب العرب( أدونيس، ويوسف الخال وغيرهم) حيث أنهم لم يكونوا على معرفة إلا بصورة متأخرة بهذه الصورة من صور التجنيد السياسي التي لم تكن مألوفة في العالم العربي، وقد أدى انكشاف هذه الطريقة إلى صدمة نفسية وأخلاقية لم يتخلص منها بعض هؤلاء حتى اليوم وصارت وصمة عار في تاريخهم
أما تجنيد الباقين من الأدباء والشعراء فكان مكشوفا بدون غطاء ومنهم أولاء الذين سنذكرهم كنماذج وليس ككل
الشعر الحر:
برزت حركة الشعر الحر في النصف الأول من القرن التاسع عشر ؛لاسيما بعد الهجمات العسكرية والثقافية على الوطن العربي ؛حيث اطلع بعض الشعراء العرب على أشعار الغرب من خلال الترجمة أو من خلال الزيارات المتبادلة بين الغرب والعرب؛ ففي تصريح السياب في اذاعة b.b.c في نهاية الخمسينات أنه تساءل لماذا لاتكون لدينا قصائد مثل قصائد شلي. والشعر الحر هنا في العراق!
إن الشعر الغربي يختلف عن أشعارنا في النقاط التالية:
آ- لا يلتزم بنظام الشطر والعجز؛ولا ينساق بين إيقاع تفعيلاتها بالتساوي
ب- ولا يلتزم بوحدة القافية؛كما في أبيات الشاعر الانكليزي:
*****
shall i compare thee to a summer's day
thou art more lovely and more temperate
rough winds do shake the darling buds of may
and summer's lease hath all too short a date

sometimes too hot the eye of heaven shines
and often is his gold complexion dimmed
and every fair from fair sometimes declines
by chance or nature's changing course untrimmed
but thy eternal summer shall not fade
nor lose possession of that fair thou owest
nor shall death brag thou wanderest in his shade
when in eternal lines to time thou growest

so long as men can breathe, or eyes can see
so long lives this. And this gives life to thee

من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق.

****
(من أنت من تختار يا مهيار
أنى اتجهت الله أو هاوية الشيطان
هاوية تذهب أو هاوية تجيء
و العالم اختيار لا الله اختار و لا الشيطان
كلاهما جدار كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار)

هذا نموذج لانحراف (الشعر الحر)يوحي بتهالك الشاعر(أدونيس)على قدم العمالة وتقبيلها لكي يمولّه بالدولار!
ومن تعريفها للشعر الحر (هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ) أثبتت نازك الملائكة بأن (الحر) خارج عن قانون الشعر العربي الذي له طول ثابت في الشطر والعجز ولا يمكن حذف حرف واحد منه فكيف إذا حُذفتْ تفعيلات كاملة!
ومن أبرز السمات الفنية لشعر التفعيلة(الشعر الحر) هي:

1. يقوم على وحدة التفعيلة، ولا يتقيد بعدد التفعيلات العروضية في كل سطر.
2. يقوم على تشكيل الصور الشعرية الجديدة والإكثار منها.
3. لا يتقيد بوحدة القافية.
4. يهتم بالأساطير والرموز الدينية والأبعاد الفلسفية، مما طبع جلّ قصائده بالغموض الذي قد يصل إلى درجة الإبهام.

إن واقع شعر التفعيلة أو الحر هو الخروج عن قواعد وأسس الشعر العربي والالتحاق بالشعر الغربي الغريب عن واقعنا وبيئتنا وثقافتنا ؛فأقرأ ما كتبه د صالح عبدالعظيم:
وقد بدأتُ البحث وفي ذهني بعض التصورات التي ترسَّبت من خلال كوني قارئًا متذوقًا للشِّعر، وظهرت لي في شكل قواعد عامَّة:
1- خروج شِعر التفعيلة على النظام الكمي المستقر في عروض الخليل.
2- وكون ذلك الخروج من باب التَّوسُّع، المقابل للتضييق الذي فرَضه أصحاب شعر التفعيلة على أوزانهم.
فالعروض الخليلية تُعطي الشاعر مجالاً واسعًا أساسه خمس دوائر عروضية، يتخرَّج عليها ستة عشر بحرًا، إضافة إلى الصور المتنوعة للأعاريض والأضرب؛ بحيث صارت أوزان الشعر العربي "تزيد في أشكالها على السبعين شكلاً،وهذه الأشكال قد تَختلف فيها بعض التفعيلات من بيت لآخر داخل القصيدة الواحدة، وذلك جائز ما دامت هذه التفعيلات لم تخرج على الأوزان المسموح بها في كل بحر
أمَّا شعر التفعيلة، فقد حصره أصحابه في ست تفعيلات، وكان متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى الخروج على النسق، بالتوسع في الزحافات والعلل، وبالاختلال في الوزن، وبالتلفيق بين صور مختلفة للموسيقا، والتنويع في أطوال الأبيات إلى حدِّ الشذوذ والتنفير أحيانًا، إلى غير ذلك من صور التعويض عن محدودية الشكل الموسيقي الذي يبدو - على خلاف الواقع - أوسع مجالاً من عروض الخليل.

3- إطلاق الزحاف والعلَّة على التغييرات الواقعة في شِعر التفعيلة ليس على الحقيقة؛لأن النظام العروضي- الموسيقي - فيه مباين للنظام في الشعر العمودي؛ ولذلك فما هو حادث من التغييرات في الشعر العمودي مِمَّا يسمَّى زحافًا وعلَّة ليس موافقًا بذاته لما هو حادث في شعر التفعيلة، وإن كان الظاهر توافقهما.
نتائج مهمَّة:
أظهرنا عددًا من النتائج الجديرة بالتسجيل؛ فمن تلك النتائج:
1- أنَّ الوزن في شعر التفعيلة ذو أساس نَبري؛ ولذلك كان مختلفًا عن الوزن في الشعر العمودي ذي الأساس الكمي.
2- أن القافية في شعر التفعيلة لا تشترط التساوي كمًّا وسجعًا، بل يكفي فيه التشابه السجعي؛ ولذلك تحدث المراوحة بين (فعول) و(مفعول) على سبيل المثال.
3- أن الزحاف والعلة حين نُقلا من الشعر العمودي إلى شعر التفعيلة أصبَحا طريقًا لتوسيع المجال العروضي الذي ضاق اختيارًا؛ حيث ثبت أنَّ تفعيلات شِعر التفعيلة كلها لا تزيد على ثلاث تفعيلات.
4- أن شعر التفعيلة غير ملزم باصطلاحات الزحاف والعلة المعروفة في الشعر العمودي؛ من جهة لاختلاف الأساس الموسيقي في كل منهما، ومن جهة أخرى لورود أنماط من الزحاف في شعر التفعيلة لم تُعرف على الإطلاق، وعلى ضوء ذلك تُصبح تسميته زحافًا من باب التوسع والتجوُّز، ويلزم الباحثين المنظِّرين لهذا الشعر وضعُ مصطلحات جديدة تخصه.

5- يؤدي الزحاف والعلة في بعض الأحيان إلى اختلال صوتي يضرُّ بشكل القصيدة، ويُفقدها قدرًا كبيرًا من موسيقاها وتوازنها.

6- أظهر الزحاف والعلة في شعر التفعيلة سهولة تحوُّل هذا النوع من الشِّعر إلى نثر، في حين لم يكن الأمر كذلك لدى ورودِهما في الشعر العمودي.

7- أنَّ ادِّعاء صلة أوزان شعر التفعيلة بأوزان الشعر العمودي أو اشتقاقها منها ادِّعاء ضعيف لا تُؤيده الأدلة الصوتية والعروضية.

8- أن احتفاء شعر التفعيلة بالتفعيلة المنفردة جزء من منظومة فكرية تُعلي من شأن الألفاظ المفردة وتُهمِل حق النحو والسياق.

9- قدَّم البحث تفسيرًا لورود بعض التفعيلات، يقوم هذا التفسير على مبدأ انقسام التفعيلة وانقلابها.

10- كما قدم رصدًا لأحد عشر شكلاً جديدًا من أشكال الزحاف والعلة في بحري الرجز والخبب، هي:
• (مفاعيلن)، و(مُتَف)، و(مفعولْ)، و(فعولْ)، و(مستفعلان) في الرجز.
• (فاعلاتن)، و(فعْلانْ)، و(فَعْلْ)، و(فَعْ)، و(فاعلُ)، و(فَعِلَتُ) في الخبب.







وهنا نجد الأدلة الدامغة لما تقدمنا به في الكتاب المثير( من دفع أجرة العازف) الصادر سنة 1999للباحثة الانجليزية التي تخرجت من جامعة أكسفورد فرانسيس ستونر سوندرز مع عنوان فرعي( المخابرات الأمريكية وحرب الثقافة)
عنوان الكتاب بالانكليزية هو :
ـ who paid the piper
والكتاب الذي أثار ضجة عالمية يعتمد في عنوانه على مثل انجليزي يقول( من يدفع أجر العازف يختار اللحن) وهو وثيقة دامغة بالوثائق والشهادات عن أساليب تجنيد المخابرات الامريكية للنخب الثقافية والسياسية والعلمية في العالم بوعي من هؤلاء ودون وعي من بعضهم من أجل مصالح سياسية أمريكية عليا، وعمليات التمويل والغطاء السياسي لهذا التمويل، أو الغطاء الثقافي للنماذج التي لا تقبل العمل المباشر في وكالة المخابرات يجري إيجاد( تسوية) مقبولة لها للحفاظ على الكرامة أو الواجهة. ويشير الكتاب إلى قلة من الكتّاب والشعراء والفنانين والمؤرخين ( الذين لم ترتبط اسماؤهم بطريقة ما بهذا المشروع السري) في القرن الماضي.
وفي اعتراف صريح لأهم رجال المخابرات البريطانية في تلك الحقبة هو السيد توم برادن فإن لعبة تجنيد هذه النخب كانت تتم من خلال ندوات أو مؤتمرات أو حلقات دراسية وتركهم يعتقدون أنهم أحرار في التفكير وفي إصدار القرارات ولكنهم لا يعرفون أن المخابرات هي التي تحركهم كالدمى من وراء ستار.
يقول:
( لم يكن الهدف من دعم الجماعات اليسارية هو التدمير أو الهيمنة، بل تحقيق اقتراب ذكي أو غير محسوس من تفكير هذه الجماعات ومراقبته، وتوفير أداة تعبير لهم يستطيعون من خلالها التنفيس، ثم في نهاية المطاف ممارسة نوع من حق الاعتراض ـ فيتو ـ على مطبوعاتهم، أو أفعالهم، إذا أمكن، إذا حاولوا أن يصبحوا تقدميين أكثر من اللازم...).!
ومن ضحايا هذا الأسلوب في التجنيد عن طريق الدعم أو صنع غطاء الدعم الثقافي والسياسي في العالم العربي في منتصف القرن الماضي هم:
ـ مجلة حوار اللبنانية.
ـ مجلة شعر اللبنانية.
ـ مجلة فصول المصرية.
ومن( ضحايا) هذا الأسلوب من الشعراء والكتّاب العرب( أدونيس، ويوسف الخال وغيرهم) حيث أنهم لم يكونوا على معرفة إلا بصورة متأخرة بهذه الصورة من صور التجنيد السياسي التي لم تكن مألوفة في العالم العربي، وقد أدى انكشاف هذه الطريقة إلى صدمة نفسية وأخلاقية لم يتخلص منها بعض هؤلاء حتى اليوم وصارت وصمة عار في تاريخهم
أما تجنيد الباقين من الأدباء والشعراء فكان مكشوفا بدون غطاء ومنهم أولاء الذين سنذكرهم كنماذج وليس ككل
الشعر الحر:
برزت حركة الشعر الحر في النصف الأول من القرن التاسع عشر ؛لاسيما بعد الهجمات العسكرية والثقافية على الوطن العربي ؛حيث اطلع بعض الشعراء العرب على أشعار الغرب من خلال الترجمة أو من خلال الزيارات المتبادلة بين الغرب والعرب؛ ففي تصريح السياب في اذاعة b.b.c في نهاية الخمسينات أنه تساءل لماذا لاتكون لدينا قصائد مثل قصائد شلي. والشعر الحر هنا في العراق!
إن الشعر الغربي يختلف عن أشعارنا في النقاط التالية:
آ- لا يلتزم بنظام الشطر والعجز؛ولا ينساق بين إيقاع تفعيلاتها بالتساوي
ب- ولا يلتزم بوحدة القافية؛كما في أبيات الشاعر الانكليزي:
*****
shall i compare thee to a summer's day
thou art more lovely and more temperate
rough winds do shake the darling buds of may
and summer's lease hath all too short a date

sometimes too hot the eye of heaven shines
and often is his gold complexion dimmed
and every fair from fair sometimes declines
by chance or nature's changing course untrimmed
but thy eternal summer shall not fade
nor lose possession of that fair thou owest
nor shall death brag thou wanderest in his shade
when in eternal lines to time thou growest

so long as men can breathe, or eyes can see
so long lives this. And this gives life to thee

من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق.

****
(من أنت من تختار يا مهيار
أنى اتجهت الله أو هاوية الشيطان
هاوية تذهب أو هاوية تجيء
و العالم اختيار لا الله اختار و لا الشيطان
كلاهما جدار كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار)

هذا نموذج لانحراف (الشعر الحر)يوحي بتهالك الشاعر(أدونيس)على قدم العمالة وتقبيلها لكي يمولّه بالدولار!
ومن تعريفها للشعر الحر (هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ) أثبتت نازك الملائكة بأن (الحر) خارج عن قانون الشعر العربي الذي له طول ثابت في الشطر والعجز ولا يمكن حذف حرف واحد منه فكيف إذا حُذفتْ تفعيلات كاملة!
ومن أبرز السمات الفنية لشعر التفعيلة(الشعر الحر) هي:

1. يقوم على وحدة التفعيلة، ولا يتقيد بعدد التفعيلات العروضية في كل سطر.
2. يقوم على تشكيل الصور الشعرية الجديدة والإكثار منها.
3. لا يتقيد بوحدة القافية.
4. يهتم بالأساطير والرموز الدينية والأبعاد الفلسفية، مما طبع جلّ قصائده بالغموض الذي قد يصل إلى درجة الإبهام.

إن واقع شعر التفعيلة أو الحر هو الخروج عن قواعد وأسس الشعر العربي والالتحاق بالشعر الغربي الغريب عن واقعنا وبيئتنا وثقافتنا ؛فأقرأ ما كتبه د صالح عبدالعظيم:
وقد بدأتُ البحث وفي ذهني بعض التصورات التي ترسَّبت من خلال كوني قارئًا متذوقًا للشِّعر، وظهرت لي في شكل قواعد عامَّة:
1- خروج شِعر التفعيلة على النظام الكمي المستقر في عروض الخليل.
2- وكون ذلك الخروج من باب التَّوسُّع، المقابل للتضييق الذي فرَضه أصحاب شعر التفعيلة على أوزانهم.
فالعروض الخليلية تُعطي الشاعر مجالاً واسعًا أساسه خمس دوائر عروضية، يتخرَّج عليها ستة عشر بحرًا، إضافة إلى الصور المتنوعة للأعاريض والأضرب؛ بحيث صارت أوزان الشعر العربي "تزيد في أشكالها على السبعين شكلاً،وهذه الأشكال قد تَختلف فيها بعض التفعيلات من بيت لآخر داخل القصيدة الواحدة، وذلك جائز ما دامت هذه التفعيلات لم تخرج على الأوزان المسموح بها في كل بحر
أمَّا شعر التفعيلة، فقد حصره أصحابه في ست تفعيلات، وكان متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى الخروج على النسق، بالتوسع في الزحافات والعلل، وبالاختلال في الوزن، وبالتلفيق بين صور مختلفة للموسيقا، والتنويع في أطوال الأبيات إلى حدِّ الشذوذ والتنفير أحيانًا، إلى غير ذلك من صور التعويض عن محدودية الشكل الموسيقي الذي يبدو - على خلاف الواقع - أوسع مجالاً من عروض الخليل.

3- إطلاق الزحاف والعلَّة على التغييرات الواقعة في شِعر التفعيلة ليس على الحقيقة؛لأن النظام العروضي- الموسيقي - فيه مباين للنظام في الشعر العمودي؛ ولذلك فما هو حادث من التغييرات في الشعر العمودي مِمَّا يسمَّى زحافًا وعلَّة ليس موافقًا بذاته لما هو حادث في شعر التفعيلة، وإن كان الظاهر توافقهما.
نتائج مهمَّة:
أظهرنا عددًا من النتائج الجديرة بالتسجيل؛ فمن تلك النتائج:
1- أنَّ الوزن في شعر التفعيلة ذو أساس نَبري؛ ولذلك كان مختلفًا عن الوزن في الشعر العمودي ذي الأساس الكمي.
2- أن القافية في شعر التفعيلة لا تشترط التساوي كمًّا وسجعًا، بل يكفي فيه التشابه السجعي؛ ولذلك تحدث المراوحة بين (فعول) و(مفعول) على سبيل المثال.
3- أن الزحاف والعلة حين نُقلا من الشعر العمودي إلى شعر التفعيلة أصبَحا طريقًا لتوسيع المجال العروضي الذي ضاق اختيارًا؛ حيث ثبت أنَّ تفعيلات شِعر التفعيلة كلها لا تزيد على ثلاث تفعيلات.
4- أن شعر التفعيلة غير ملزم باصطلاحات الزحاف والعلة المعروفة في الشعر العمودي؛ من جهة لاختلاف الأساس الموسيقي في كل منهما، ومن جهة أخرى لورود أنماط من الزحاف في شعر التفعيلة لم تُعرف على الإطلاق، وعلى ضوء ذلك تُصبح تسميته زحافًا من باب التوسع والتجوُّز، ويلزم الباحثين المنظِّرين لهذا الشعر وضعُ مصطلحات جديدة تخصه.

5- يؤدي الزحاف والعلة في بعض الأحيان إلى اختلال صوتي يضرُّ بشكل القصيدة، ويُفقدها قدرًا كبيرًا من موسيقاها وتوازنها.

6- أظهر الزحاف والعلة في شعر التفعيلة سهولة تحوُّل هذا النوع من الشِّعر إلى نثر، في حين لم يكن الأمر كذلك لدى ورودِهما في الشعر العمودي.

7- أنَّ ادِّعاء صلة أوزان شعر التفعيلة بأوزان الشعر العمودي أو اشتقاقها منها ادِّعاء ضعيف لا تُؤيده الأدلة الصوتية والعروضية.

8- أن احتفاء شعر التفعيلة بالتفعيلة المنفردة جزء من منظومة فكرية تُعلي من شأن الألفاظ المفردة وتُهمِل حق النحو والسياق.

9- قدَّم البحث تفسيرًا لورود بعض التفعيلات، يقوم هذا التفسير على مبدأ انقسام التفعيلة وانقلابها.

10- كما قدم رصدًا لأحد عشر شكلاً جديدًا من أشكال الزحاف والعلة في بحري الرجز والخبب، هي:
• (مفاعيلن)، و(مُتَف)، و(مفعولْ)، و(فعولْ)، و(مستفعلان) في الرجز.
• (فاعلاتن)، و(فعْلانْ)، و(فَعْلْ)، و(فَعْ)، و(فاعلُ)، و(فَعِلَتُ) في الخبب.




سبحان الله العظيم
أنت يا أستاذي ماض في كلامك وهو صحيح 100% حينما تتحدث عن كيد أعداء الأمة لها وخاصة الحداثيين.

وكذلك حديثك عن بعض المجلات. وقد سبق وقدمت طرفا من قولي حول ذلك.

لكنك مخطئ مائة بالمائة عندما تضع ذلك تحت عنوان ( العروض الرقمي ) إذ يفهم أي قارئ من سياق كلامك
أنك توجه قولك لهذا الذي نتناوله.

أنت لا تقيم وزنا لما أكتبه.

أقول - مع احترامي لكريم شخصك - لا أحد لا أحد أنت أو سواك يفهم منهجية الخليل حق فهمها. ولن
يفهمها أحد حق فهمها إلا بالرجوع للرقمي .


"حسبي الله ونعم الوكيل "