إلى الأستاذ خشان أقول إن الخلافات في المضمون بين المنهجين تكاد تتلاشى ، فقط تختلف طريقة العرض ولا ضير في ذلك فكما قلت من قبل أن قدرة الدارس على التعامل مع هذا المنهج أو ذاك تختلف من دارس إلى آخر ، ووجود أكثر من طريقة للعرض يعد أمرا جيدا.
وبخصوص قواعد استنباط أوزان البحور فمن الجيد أن تمكننا القواعد من التوصل إلى المستعمل والمهمل كما فعلت دوائر الخليل ، أما سر إهمال اوزان بعينها فهذا موضوع آخر يمكن دراسته وتأمله ثم نستنبط أسبابا فنقول مثلا إن العرب قد أهملوا هذه الأوزان لأن فيها كذا وكذا.، وعن نفسي سوف أحاول تأمل جميع الأوزان المهملة فلربما يمكن إدراك سبب إهمالها كما تفضلت أنت وبينت سبب إهمال المتوفر كما تبين لك.
وإلى الأستاذة سحر أقول إن المنهج القياسي كان يسمى المنهج الرقمي قبل أكثر من عشرين عاما ، وقد استنبطت كافة قوانينه من خلال تأمل الأشكال الرقمية للأوزان والتفعيلات ، وهي تختلف اختلافات يسيرة عن الرموز في هذا المنتدى ، وعندما لاحظت وجود البعض ممن لا يجيد التعامل مع الأرقام فإنني حولت الأرقام إلى رموز حرفية في بعض أجزاء المنهج وسميته المنهج القياسي أو الرقمي القياسي ، وأيضا للتمييز بينه وبين المنهج الرقمي الشمولي في هذا المنتدى ، وبعض الجداول بالفعل أضع فيها رموزا رقمية إلى جوار الرموز الحرفية ، وهو يختلف عن سابقه بأن الرقمي القديم صمم لاستنباط المستعمل فقط أما القياسي فقد شمل المستعمل والمهمل.
وبالطبع فإن منهج الخليل واضح وشامل ومتكامل إلا أنه من المفيد ابتكار آليات تضيف مزيدا من التوضيح والتقعيد دون الإخلال بمضمن المنهج الخليلي.
أما موضوع التفاعيل فإنها ليست سبة بل هي ضرورية حتى لمن يريدون الاستغناء عنها فإنهم يجدون أنفسهم مضطرين لاستعمالها في كثير من المواقف والنقاشات والشروح ، وهي تيسر فهم الوزن وتيسر حفظه ، وأنت تجدين نفسك عندما يكون لديك رقم هاتف طويل أنك تقسمينه إلى اجزاء لتتمكني من حفظه فهكذا التفعيلات ، وميزة أخرى أنها لا تعطيك العلم بالوزن فقط بل تعطيك الإيقاع أيضا ، فمثلا عندما أقول 3 2 2 فإنني قد علمت الوزن ولكن لم أعرف الإيقاع فلا بد أن أتمثله ببعض الكلمات كأن أقول (نعم لا لا) أما التفعيلة فهي تخبرني بالوزن والإيقاع معا ، فعندما أقول (مفاعيلن) فقد علمت الوزن وعلمت الإيقاع أيضا.
فإذا أردت مثلا أن أنظم بيتا على وزن (3 2 2 3 2 2) فلا بد أن أتمثل إيقاع هذا البيت حتى أتمكن من النظم على وزنه ، فيمكنني أن أقول (نعم لا لا نعم لا لا) ، فلماذا إذن لا أقول (مفاعيلن مفاعيلن).
فالتقسيم مفيد وميسر بشرط ألا يخل بالشكل الكلي وهذا ما يفعله العروض القياسي ففيه تقسيم يحقق التيسير دون إخلال بالكل ، وجميع العلوم عند دراستها تجدين فيها التبويب والتقسيم لتيسير الاستيعاب دون إخلال بالعلم كوحدة متلاحمة.
شكرا لكم جميعا