أخي وأستاذي الكريم د. عبد العزيز غانم
من حسن حظي أن يجيء تواصلنا ونشر ما تفضلت به حول الرقمي القياسي أثناء قراءتي لنظرية مالينج.
كتبت حول ما ذهبت إليه مالينج :" أوردت النص السابق على طوله لأهميته فهو من جهة يقدم سعة مضمون الطرح الذي يليق بالمنهج من جهة ووصف شموليته. ومن جهة أخرى يبين تكبيل تلك الشمولية بدلالة محدودية التفاعيل وتجسيدية حدودها ومصطلحاتها كلغة لا بديل لها لدى الباحثة شأن أهل العروض كافة. في حين يتم التجريد في طرح الرقمي مضمونا يحرر الرقمي كليا من سلطة التفاعيل ومصطلحاتها."
هذا الرأي كتبته قبل قراءة ما تفضلت بنشره في هذه المرة. وأراه ينطبق على ما تفضلت به مع وجود فارق لا يمكن إغفاله ويتمثل بأنه من حيث المضمون فإن ما بين الرقمي ومالينج تشابه أما ما بين الرقمي والقياسي فتطابق بنسبة 100% ،. ذاك التشابه وهذا التطابق كانا مبعث نشوة ورهبة رافقتا تفكيري وتأملي في معنى ( وحدانية الحق ) وكونه اسما من أسماء الخالق عز وجل. جوهر الحق في أي أمر واحد لا يتغير وإن اختلفت طرق الوصول إليه ورموز التعبير عنه. ويبقى للأرقام تجريديتها التي تحرر المضمون من قيود الشكل وملابسات اختلافها بين شكل وآخر لدرجة قد تصعب اكتشاف تشابه المضمون.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


****

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تنزيل جزئيات القياسي على الساعة بدقة واطراد أسعدني فهو بمثابة تدقيق منطقي في كل جزئية من جزئياتها. وسلامة الجزئيات دليل إضافي على سلامة الكل.
وتوصلنا إلى ذات الحقيقة يؤكد لي صحة ما أصر عليه من أنه لن يكون هناك بحر عربي جديد ولا دائرة عربية جديدة. وإن أمكن وجود مقصرات للدوائر والبحور بالاشتقاق من بحور الخليل ودوائره.
بالنسبة للترميز الذي استعملته، فإن التطابق الكلي بينه وبين ساعة البحور كان مبعث تأمل وفائدة ومتعة بالنسبة لي. وأنا واثق بأنه سيحمل نفس الأبعاد لدى كل باحث متعمق. ويحضرني سؤالان من وجهتي نظر أخريين
1.. موقفك من دور ساعة البحور في عرض القياسي. ومدى تأثير ذلك على طريقة الترميز. هل تجد ساعة البحور المنشورة برموز القياسي شاملة لكل ما ذكرته في شرحك حوله؟ وإن نقصها شيء منه فما هو ؟
2.. موقف دارس الرقمي ومدى استغنائه بإحدى الطريقتين ( الترميز بالحروف والساعة) عن الأخرى.

أتمنى أن يكون في ما تبين من توثيق كل من الطريقتين للأخرى دافعا لك لمتابعة ما جاء في مواضيع الرقمي الأخرى فيما يتجاوز موضوع البحور والأوزان.
أسعدك الله كما أسعدتني.