إن ما تفضلتم بذكره هو تصور جدير بالاهتمام يمكن اتباع خطواته في برنامج طموح لتحويل الكلمات المكتوبة بخط قياسي إلى نسق يمكن الحاسوب من التعرف عليه واستعماله في معرفة وزن البيت وبحره.
بل إنها نفس الخطوات المتبعة في" برنامج العروض " مع فارق في استعمال الرموز، فالحروف (الصوامت) يرمز إليه برقم 1 إذا كانت متحركة - بغظ النظر عن نوع الحركة- وبرقم 0 إذا كانت ساكنة، وتلافياً لطول السلسة الرقمية التي تنتج عن ذلك ورغبة في مزيد من الاختصار يتم تحويل 01 إلى 2 و 011 إلى 21 أو 3 كما في العروض الرقمي، وعندما نخاطب الحاسوب بلغة الأرقام يكون أسلس انقياداً وأكثر طاعة.
والتقطيع في العروض كما هو معلوم مؤسس على الحركة والسكون ويكفي أن نبرمج الحاسوب ليتعرف على الحروف الساكنة سواء أكان سكونها صريحاً أم ناتجاً عن مد أو تنوين أو إشباع أو فك إدغام ونخزن في ذاكرته مقولات طالما رددناها في الصغر، كقولنا " العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك" و" ضرب زيد عمراً لأنه سرق واو داود" وبذلك نختصر الكثير من الأوامر البرمجية اللازمة لكتابة البرنامج.
وحيث أن الشطر هو الوحدة الأساسية لقياس وزن القصيدة العربية يمكننا التعرف على وزنه من معرفة البحر الذي تجري عليه بقية الأبيات، فإذا تداخلت الأوزان بسبب التغيرات الناتجة عن الزحافات أو العلل قمنا بتقطيع شطر آخر للتأكد من الوزن الذي تجري عليه مجمل أبيات القصيدة، ولعل البيت المشهور في علوم البلاغة:
وقبر حرب بمكان قفر *** وليس قرب قبر حرب قبر
أفضل مثال لتداخل الأوزان فهو من:
1- الرجز: متفْعلن مستعلن مستفعلْ ( الخبن + الطي + القطع ) على التوالي
2- السريع: متفْعلن مستعلن مفعولا ( الخبن + الطي + الكسف) على التوالي
3- الكامل: مفاعلن متْفعلن متفاعلْ ( الوقص+ الخزل+ القطع والإضمار) على التوالي
وهذا موضوع آخر لا يتسع له المقام.
ولكن وبالرغم من كل ماتقدم لا بد من شكل الحروف الساكنة و المشددة والمنونة وحرفي الواو والياء إذا كانا لغير المد حتى يستطيع الحاسوب القيام بعمله على الوجه المطلوب، وعندما يتمكن المبرمجون من تعليم الحاسوب القيام بذلك تتلاشى السحابة القاتمة التي تحجب عن الكثيرين فهم العروض.
المفضلات