أستاذي الفاضل د. ضياء الدين
أولا دعني أعتذر بصدق عمما سببته لك من ألم بسبب استخدامي كلمة ( عبث). وأنا أحيي جهودك المثمرة بإذن الله في أبحاثك التي تدعو حقا إلى المزيد من التأمل والتدبر في معاني القرآن الكريم. كما أدعو الله أن يثيبك خيرا بكل ما قدمته وتقدمه من دراساتك الجدية والواعية في خدمة القرآن العظيم. وقد سرني ما توصلتم إليه من الحكمة في المقارنة بين القراءات فيما يخص كلمة ( كسفا) أو غير ذلك.ولكنني اقول أنكم كنتم ستتوصلون إلى النتائج نفسها بدون الاعتماد على التمثيل البياني البصري ﻵيات القرآن . لماذا؟ ﻷن ما توصلتم إليه إنما هو استنتاجات فكرية خالصة لا ترتبط أصلا بالأشكال البصرية .بل على العكس فإن الأشكال البصرية قد تسيء لبحثكم بكونها توجه الانتباه إلى الاختلافات البيانية التي هي غير ذات معنى مفيد في المقارنات . حضرتك تستعمل التمثيل البياني لتؤكد وجود فروق بين القراءات. ولكن هذا أمر لا يحتاج إلى تأكيد ﻷنه أمر بديهي. والتمثيل البياني فائض عن الحاجة. وكل ما يضيفه إلى الموضوع هو تشتيت الانتباه عن المضمون المعنوي إلى التساؤل حول أهمية مقارنة هذه البيانات إن لم يفكر الباحث بالبحث في إمكانية وجود علاقة رياضية تربط بينها أو يمكن استقراءها من الشكل البياني الممثل لها بصريا. هذا من جهة .
من جهة ثانية ، أنا لا أعترض مطلقا على محاولاتكم البحث في التمثيل البصري في الشعر. ولكنني أعترض على الإصرار على تطويع وقسر إيقاع القرآن ليصبح متلائما مع المصطلحات العروضية البحتة وهي الأسباب والأوتاد .وهذا هو مركز الاختلاف في وجهات نظرنا.
ثانيا: لقد عرضت سؤالي حول تحليل استخدام الأسباب والأوتاد لتقطيع كلام القرآن صوتيا مع عدم كفاءة وحدات القياس العروضية هذه على بعض العلماء ولم أتلق ردا بعد وانا مثلكم أنتظر الرد .
كل الشكر والتقديرلسعة صدركم وحسن الحوار معكم
مع التحية
المفضلات