السلام عليكم
أستاذي الكريم خشان
1 - السبب (المزاحف ) يسمى مزاحفا بسبب التغير الذي يطرأ عليه. والتغير يطرأ على السبب في العروض كي يتلاءم وزن الكلام في الشعر مع وزنه الأصلي في بحور الخليل ودوائره. فالمبرر العلمي والمنطقي الذي يدعو لزحاف السبب موجود في الشعر . ولا أحد يستطيع الادعاء أن ظاهرة الزحاف في عروض الشعر غير موجودة. أما القول بأن السبب المزاحف موجود في النثر فليس ثمة مبرر علمي أو منطقي يدعو لتقبله. وذلك بسبب عدم وجود وزن أصلي مرجعي ينتظم النثر بالأسباب والأوتاد فقط ويماثل نظام عروض الخليل في دوائره. فكيف سنقبل أن المتحرك المنفرد في النثر هو سبب مزاحف؟ فمن الذي أمر بمزاحفته؟ ولماذا تمت مزاحفته؟ وكيف عرفنا بأنه سبب مزاحف؟ نريد أجوبة علمية ومنطقية وموضوعية خالية من التبريرات الذاتية كي نوافقكم على قناعتكم.


وعلى أستاذتي الفاضلة ثناء صالح رحمة الله وبركاته،
لطالما افتقدت معارضتك الثرية المثرية أستاذتي

الحكم على الشيء فرع من تصوره.
انطلاقا من تعريف العروض بأنه (ما يعرف به وزن الشعر وتمييز صحيحه من مكسوره) فلا شك أن رأيك صحيح. إذ لم يرد للنثر هنا ذكر.
تعريف (علم العروض) كما يقدمه الرقمي بأنه تواصل مع فكر الخليل وانطلاق منه في فهم خصائص العربية في مجال خواص أصوتها وتراكيبها وإيقاعاتها البسيطة والمركبة يعطي لمن يقتنع به هامشا ليتوسع إلى مدى قابل للاختلاف حوله خارج حدود الشعر.
في ردك هذا تجاهلت :
أ – الفقرة المنسوبة إلى الأستاذ شوقي ضيف التي تناولتها
ب – ظلال تلك الفقرة من تنزيه الرقم 1 من أن يكون مشمولا في الإيقاع
جـ - إن كان صحيحا أن الكلام العربي في سياقه كله أسباب وأوتاد وإنما يختلف الأمر في ترتيب وتجميع وتناوب هذه الأسباب والأوتاد..فهي في الشعر تشمل كل الكلام على نسق واحد وتكرار واحد، ولكنها في النثر تشمل أجزاء الكلام على أنساق متداخله متفاوتة في أطوالها. فمنها ما قد يقتصر على تفعيلة أو أكثر ومنها ما يطول ليكون شطر بيت من الشعر وربما يكون بيتا أو أكثر. وأوضح ما يكون ذلك عندما يكون النثر راقيا من ناحية اللغة. والفقرة التي قدمتها دليل على ذلك. وهنا دليل آخر من كلامك في صالح ما ذهبت إليه من أن بين الشعر والنثر مشتركا في الأسباب والأوتاد لكن بينهما اختلافا في الكم والهيئة.
وهنا فقرة كلامك حددت طولها سعة الصفحة.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


2- - الممدود والساكن المتعاقبان في بعض كلمات القرآن الكريم حالة مستعصية على نظام العروض الكلي ﻷنهما متعاقبان ضمن الكلمة الواحدة.وهما يشكلان تحديا لنظام العروض الكلي .فلا يمكن تسويغهما مطلقا. هذا رأيي الشخصي.وإن كان لديكم تسويغ منطقي علمي موضوعي خالي من الذاتية فأرجو منكم عرضه بالتفصيل ومناقشته بالتفصيل كي نقتنع بما تقتنعون به

سعادتي غامرة بهذه الفقرة فلا يمكن - باستثناء بعض ما شابها - أن أوفق في صياغة ما هو أفضل منها تأييدا لوجهة نظري. وهكذا يستمر التوازي في إثراءك وإثراء أستاذي عبده فايز الزبيدي للموضوع.

اولا : استعمال كلمة ( نظام العروض الكلي ) بشارة طيبة حتى لو كانت في مجال النقد. إذ أنها دلالة على اقتناعك بوجوده وتميزه عن العروض غير الكلي المحصور في بحور الشعر.

ثانيا : قولك :" الممدود والساكن المتعاقبان في بعض كلمات القرآن الكريم حالة مستعصية على نظام العروض الكلي ﻷنهما متعاقبان ضمن الكلمة الواحدة"

الله أكبر ما أجمل معظم هذا القول وأدقه وأصحه مع ملاحظة.

العروض الكلي لا يعني أطر كل شيء في إطار الشعر. العروض الكلي يستنثني ورود مثل هذه الكلمات في الشعر. ويثبت أنما يتضمنهاليس بشعر ، مع أن تركيبها من جنس كلام العرب في الشعر متحركات وسواكن وحروف مد وأسباب وأوتاد.

هي لا تستعصي على نظام العروض الكلي فليست مهمته نسبة كل كلام للشعر. من مهمته تمييز الشعر عن النثر عن القرآن... هي تستعصي على العروض الرقمي في ذهن من يتصور أن الرقمي يقول " إن القرآن شعر " أعيذك بالله من مثل هذا الرأي وأعيذ نفسي بالله من قوله. هل نسيت مشروعك أستاذتي في استعمال العروض الكلي لاستكشاف تميز نسيج أو إيقاع القرآن الكريم عما يناظر ذلك في الشعر والنثر ؟؟

مما سمعته للدكتور الشيخ أيمن سويد : " الكلام العربي شعر ونثر وقرآن " حسب العروض الكلي فخرا أن يكون أملا لمن يعمل على استقصاء هذا القول بشكل علمي.

ولو كان العروض الرقمي يعني غير هذا لكان سلاحا بيد أعداء هذا الدين. وأنا عرضت لك ردي على من قال إنه جاء بنص له صفات القرآن الإيقاعية مستفيدا في ذلك مما أنعم الله به علي من تواصل مع فكر الخليل.

كلي أمل بأن يكون لردي هذا أثر ولو متواضع لديك بهذا الصدد.

أسعد الله أستاذتي ورعاها.