السلام عليكم، أستاذي الكريم خشان


وعلى أستاذتي الفاضلة سلام الله ورحمته وبركاته

التمثيل البصري للشعر جميل ولا مأخذ عليه. ولكن التمثيل البصري للقرآن الكريم باﻷسباب والأوتاد لا يصلح بسبب عدم كفاية بنية ونظام الأسباب والأوتاد لاستيعاب متطلبات إيقاع الترتيل

هنا أمران : الأول هل هي حقا غير كافية والثاني لو افترضناها جدلا غير كافية ألا يمكن استيفاء كفايتها ببعض الاجتهاد ؟


ﻷسباب عديدة منها:
1-
وجود الحرف المتحرك المنفرد الذي لا يمكن اعتباره سببا مزاحفا ولا يمكن تجاهل ظاهرة تكراره القوية ، فليس هو بالسبب ولا بالوتد وهو مع ذلك ذو حضور قوي في الإيقاع.


أنا أرى أنه مهما تكرر الرقم المفرد في النثر فهو إما جزء من سبب ثقيل أو سبب خفيف مزاحف. وأنت اطلعت على ما ذكرته في موضوع ( الشعر والنثر أسباب وأوتاد ) .وهنا يختار كل منا قناعته

2- وجود حالة تعاقب حرفين ممدود وساكن كما في كلمة الحاقة والضالين وغيرهما. وهذه الحالة لا تنضوي تحت نظام بنية الأسباب والأوتاد

تنضوي تحت نظام العروض العربي فتخرج الكلمة من الشعر.

( وتولى الليل والليلُ صديقْ ) التذييل هنا لا يجوز إلا في آخر العجز من الشعر. وليس نفيا لنظام الأسباب والأوتاد. بل تأكيدا له. الضالّين ، 2 2 ه 2 ه السكون في المنتصف لا تجوز في الشعر كافة. وليست نفيا لنظام الأسباب والأوتاد. ثم هذا يعيدنا لموضوع الشوارد والقواعد.

لا تنسي أستاذتي أن الحديث عن المتحرك الفرد وأنت تأخذيننا للساكن بعد المد. ولا يخلو هذا من فائدة كتلك التي أضافها تعليق أستاذي الزبيدي. كما أن المتحرك المفرد لا يكون في الكلام أصيلا لدلالته على الوحدانية، فإن الساكن ذي الرمز (ه) خارج السبب والوتد لا وجود له في أول الكلام ولا في حشو الشعر لأنه يدل على العدم. ولا يبدأ وجود من عدم إلا بحركة. ولكنه يأتي في آخر البيت دلالة على التوقف التام في ( التذييل) فإذا انتقلنا إلى النثر فإني أحتاج إلى تفكيرك معي فيه كيف ننظر إليه. لاحظي أن هذا لا يؤثر على قولي إن المتحرك المستقل لا وجود له خارج السبب والوتد. وحديثك هنا عن الساكن. على أن هذه الملاحظة تجعلنا نبحث عن وصف يصف النثر العربي بدلالة الأسباب والأوتاد ولا يهمل هذا الساكن المنفرد. وأنا بحاجة لنفكيرك معي فيه. ما رأيك بهذا التعريف :" النثر العربي مكون من أسباب وأوتاد ولا يخرج عن ذلك إلا الحرف الساكن بعد مد " ثم تأملي معي ( الطامّة ) (الصاخّة ) ( الحاقّة ) لعل في هذا الساكن بعد مد ما تطرد فيه من حيث المضمون الدلالة على نهاية ما. وانظري إلى سوى هذا ( الضّالّين ) ، (التقاصّ) إن جمع مثل هذه الألفاظ لاستقصاء ما يمكن أن يكون يجمع بين مضامينها أمر يستجق المحاولة.

3- الحروف الممثلة لفواتح بعض السور مثل الم ،حم ، كهيعص ، ق، ن ، وغيرها ، والتي تلفظ توقيفيا ألف لام ميم ، كاف ها يا عين صاد،وهكذا...هذه حروف ولكنها لا يمكن تمثيلها بحروف. وقاعدة التمثيل البصري أنه يتعامل مع لفظ الحرف على انه حرف.

التمثيل العروضي والرقمي يتعامل مع الصوت البشري . ألِفْ لامْ ميمْ:ويمكن التمثيل البصري للساكن كما المتحرك كل على حدة أو في أسباب وأوتاد وسواكن بعد مد.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


4- أحكام المدود أساسية في إيقاع الترتيل ولفظها توقيفي أيضا

كتابة القرآن الكريم بالحروف العربية قبل وضع علامات الترتيل لا تستوعب إيقاع الترتيل. لفظها توقفي قطعا ولكن هل علاماتها توقيفيه ؟ كلا العلامات بل والإعجام جهد بشري.

بينما الأسباب والأوتاد لا تستوعبها.

بل تستوعبها بقدر استيعاب الحروف لها.

والتمثيل البصري الذي لا يهتم بالمدود يعطي يعطي صورة خاطئة عن إيقاع الترتيل.

الكتابة العربية بالحروف لا تبين حكم المد إلى أن اصطلح الناس على علامات.

الأرقام لا تبين حكم المد واقترحت إضافة أرقام حضراء بمدة المد .

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tarteel

لماذا الكيل بمكيالين؟

وليس هذا مجال يتقبل فيه حدوث الأخطاء أو غض البصر عنها.

لا يمكن قبول الخطأ في التلاوة هذا حق.

وضعت علامات التلاوة على الحروف فلا يمكن غض الطرف عن عجز الحروف في تمثيل التلاوة. لماذا لا نضع نظيرها على الأرقام ونحرمها مما تمتعت به الحروف ؟


بل تمرير الغلط وعدم الدقة في حق ترتيل القرآن أمر عظيم جدا جدا .

لا يقول بغير ذلك عاقل أو مؤمن. لا أحد يعارضك. كيف أصبح هذا القول المجمع عليه لصالحك ؟

وينبغي لهذا السبب بالذات إيقاف كل محاولات التمثيل البصري للقرآن تكريما للقرآن وتعظيما له.

أي سبب ؟من ذا الذي لا يعظم القرآن.
المسألة إذن أننا لن نقول بفائدة الرقمي للقرآن مع هذه المغالطات والتجاوزات والمحاذير .

ربما تكونين على حق في رفضك للتمثيل الرقمي ولكن ما قدمته من مبررات يقف عكس قضيتك. فالمغالطات والمحاذير والتجاوزات ارجو أن تعيدي النظر فيها على ضوء ردي عليك لتري أين صارت.

لذا فأنا شخصيا لا أشجع الأستاذ الفاضل الدكتور ضياء الدين الجماس على متابعتها. بل أنصحه بالتوقف عنها. حرصا على القرآن قبل كل شيء.وهو أهم عندنا جميعا من تطبيقات الرقمي

سبحان الله العظيم كيف وضع الاهتمام بالقرآن نقيضا للرقمي وتطبيقاته ؟

.فليس رأيي هذا محاولة ﻹجهاض جهده. بل هو محاولة ﻹنقاذه من التورط فيما لا تحمد عقباه لا في الدنيا ولا في الآخرة من التهاون بحق القرآن في تنزيهه من التطبيقات المغلوطة وغير الدقيقة التي تسيئ إليه من حيث يراد بها تعظيمه.

ذكرتني بالاستفتاء في أحد البلاد العربية : "هل أنت مع الوحدة وتحرير فلسطين وانتخاب فلان رئيسا "

يا أستاذتي أرجو أن لا يضايقك ردي - وأنت تعرفين قدرك لدي - وأكرر قد تكون قضيتك عادلة وقد أكون مخطئا ولكني أعتقد أنك تركت في ثوب الموضوعية الذي ألبسته لوجهة نظرك الذاتية الكثير من الخروق التي تساعد من يحاورك ( أنا في هذه الحالة ) على استغلال تلك الثغرات لإضعاف موقفك.

قلت : " من ابتغى كلاما يتجرد من الأسباب والأاوتاد والتفاعيل فليلتمسه خارج العربية "
أتمنى أن يكون بيننا اتفاق ولو على هذا المستوى.


سعدت بحوارك أستاذتي. وأتمنى أن لا تطيلي علينا غيابك. وبانتظار أستاذنا د. ضياء الدين الجماس.


يرعاك ويرعاه ربي.

وختاما أرجو أن تطلعي على الرابطين التاليين

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mosa

https://sites.google.com/site/alaroo...ome/trkmy-mosa

أليس من العدل أن يقيم هذا المضمون بما فيه من خطإ أو صواب بشكل موضوعي بعيدا عن التهمة الظالمه بأن من قاله يساوي بين القرآن والشعر ؟

والنص مأخوذ كما ورد وهذا الجزء من النص فيهإشارة إلى من أساء إلي بشكل شخصي . وأوردت ذلك في الرابط الذي يهمني اطلاعك عليه:

http://arood.com/vb/showpost.php?p=84634&postcount=68