الأخت الكريمة موني 2

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن أردت المقارنة الشاملة من حيث الشكل والمضمون فمهم ما تفضلت به:

التقطيع( ويشمل الطرق المتبعة لتقطيع ووزن النبطي )

التقفية

اختيار الوزن

اختيار الألفاظ ( بما في ذلك بعض الألفاظ الخاصة بالشعر النبطي )


وأضيف إليه
الصورة الشعرية، وخاصة ما يتعلق منها بالبيئة
مدى الإعراب أو غيابه في الشعر النبطي
أغراض كل من الشعرين

وما تفضلت أنت بذكره وما ذكرته أنا شامل وواسع، ولكن لعل بعض النقاط غابت عنه.

ولكني أود هنا أن أبدأ ببنية المقطع بين الفصيح والنبطي

من الفوارق التي لاحظتها بين الفصيح والنبطي في هذا المجال ما يلي:

1- دخول السكون في حشو النبطي، ولا تكون كذلك في الفصيح أبدا

كقولنا
مرحومْ يا = مرْ 2 – حو 2 – مْ ه – يا 2 = 2 2 ه 2
وهي تعادل
مرحومِ يا = مرْ 2 – حو 2 – مِ يا – يا 2 = 2 2 1 2
حيث 2 2 ه 2 = 2 2 1 2 = 2 2 3
فكأن السكون قبل الحرف 2 تعادل متحركا
وإن وردت ميمها ساكنة فإني أكتبها بالسكون والحركة معا تنبيها على اللفظ والوزن

مرحومْ ِ يا
ومما جاء على ذلك في الشعر النبطي من أبيات القصيدة الواردة أدناه:
لا ضاقْ ِ صدري قلتِْ شبوا لنا النار
لا 2– ضا 2 – قْ صَدْ ه 2 – ري – قلْ 2 – تْ شِبْ ه 2 – بو 2 – لننْ 2 – نا 2 –رْ ه
لا 2– ضا 2 – قِـصَدْ ه 2 – ري – قلْ 2 – تِـشِبْ ه 2 – بو 2 – لننْ 2 – نا 2 –رْ ه
قْ صَدْ = ه 2 تعادل قِصَدْ = 1 2 = 3
على أن السكون في غير الضرب وردت فيما علمت م في الشعر الفصيح في مثال يتيم:
ورمنا القصاص وكان التقاصّ فرضاً وحتماً على المسلمينا
ورمنا القصاص وكان التقاصْـ...(م)...ـصُ فرضاً وحتماً على المسلمينا
3 2 3 1 3 2 3 ه......................3 2 3 2 3 2 3 2
وعروض ( آخر صدر ) المتقارب
يقبل في الأصل أن يأتي في ذات القصيدة على الأوجه التالية
3 – 3 1 – 3 2 ولعل لهذا كان فيه مجال لقيول 3 ه ولو على سبيل الشذوذ.

2- زيادة في أول الشطر

كثرة ورود الواو الزائدة في أوائل أبيات الشعر النبطي وورودها أحيانا في أوائل أعجازه، وهي هنا تذكر بالخزم في الشعر الفصيح وهو زيادة حرف إلى أربعة في أوائل الصدور من بعض القصائد. ولكن يلاحظ أن الواو في أوائل أبيات بحور الشعر النبطي تلفظ خفيفة وبأقل قدر من حركة الهواء في جهاز النطق فكأنها غير موجودة. ومثل هذه الواو بعض الأحرف في أوائل الأشطر.
ومن ذلك قول ربيع بن مجلاد القحطاني ( الشعر النبطي- أبو عبد الرحمن الظاهري – ص 198)

يا زين شب الضو في روض نوار = في ربعة من بين ربعٍ عوادي
لا جاتنا هجن من البعد ضمار = من البعد يشكن الحفا بالريادي
و لا خير في قول ولا قبله اخبار = ولا خير في هرج بليّا وكاد

فوزن الأصدر على منوال صدر المطلع
يا زين شب الضو في روض نوار
= يا 2 – زي 2 – نشبْ 3 – بضْ 2 –ضوْ 2 – وفي 2 – رو 2 – ضنوْ 3 – وا 2 – رْ ه
=2 2 3 2 2 3 2 3 2 ه = 4 3 4 3 2 3 2 ه

وكذلك هو وزن الصدر : و لا خير في قول ولا قبله اخبار
و / لا = 2 – خي – رفي 3 – قو 2 – لن 2 – ولا 3 – قب 2 – لهخْ 3 – با 2 - رْ ه
و / 4 3 4 3 2 3 2ه
وهذه الواو تلفظ خفيفة جدا كما قدمت.

ووزن عجز الصدر = في ربعة من بين ربعٍ عوادي
= في 2 – رب 2 – عتن 3 – من 2 – بي 2 – نربْ 3- عن 2 – عوا 3- دي 2
= 4 3 4 3 2 3 2
وهذا وزن سائر الأعجاز ولكنه يقتضي في العجز :

من البعد يشكن الحفا بالريادي
لفظ الميم في ( من البعد ) وكأن الميم غير موجودة أو لفظها بحذف النون ( ملبعد)
وهذا نظير قول جميل بثينة
وما أنس ملأشياء لا أنس قولها = وقد قربت نضوي أمصرَ تريدُ

كما أنه يقتضي في العجز :
ولا خير في هرج بليّا وكاد
نظق الواو في أوله خفيفة لا تكاد تلحظ

ويجمل هنا أن نقارن الوزنين
الأول : 2 2 3 2 2 3 2 3 2 = 4 3 4 3 2 3 2
وهذا هو المسحوب ويراه الدكتور مستجير السريع
والثاني : 1 2 2 3 2 2 3 2 3 2 = 3 2 3 4 3 2 3 2
وهذا هو الطويل، وبهذا الاعتبار يصبح المسحوب معادلا للطويل المخروم ( حذف أول متحرك في شطره ( أوله 2 بدل 1 2 = 3) المجذوف ( آخر عجزه 2 بدل 22).
وانتبه إلى هذا أبو عبد الرحمن الظاهري فقال في كتابه الشعر النبطي ( ص - 149): " وإنما أصبح بحر المسحوب مستحدثا رغم أنه في الأصل فرع من الطويل لأمور ثلاثة مجتمعة وهي ببعض التصرف:
"أولها: أن العوام التزموا الخرم، وهو في الفصيح غير لازم
وثانيها: أنهم التزموا الخرم أول الشطرين وهو إنما يجوز في الفصيح أول البيت فقط في قول الجمهور.
وثالثها: أن فاعلاتن = 2 3 2 ( الرقم مني ) المتحولة عن ( لن فعولن = 2 – 3 2) أعتبرت تفعيلة أصيلة."
وأضيف أنهم في الفصيح قالوا بقبض فعولن التي قبل الضرب في الطويل المحذوف
أي أن 3 2 3 4 3 2 3 2 يفضل فيها 3 2 3 4 3 1 3 2
وجاء ذلك في سياق له يدل على وعي بأن الأصل والمعول عليه هو المقاطع وأن حدود التفاعيل لا تمنع التفاعل بين هذه المقاطع. وهذا من أهم أسس العروض الرقمي
وفيما يلي مقارنة بين بحور أربعة، الكامل والطويل والمسحوب والسريع وهي في صيغة جدول أصلا، وآمل أن لا يضطرب التنسيق كثيرا :


المقاطــع = 1.. 2.. 2.. 1.. 2.. 2.. 2.. 1.. 2.. (1/2) 1.. 2.. 2
الكامــــل= -- . مُتْ. فا. عِ.. لنْ. مُتْ. فا. عِ.. لنْ. مُ.. تَ.. فا. علْ
الطويــــل= فَ.. عو. لن. مَ. فا. عي. لن. فَ.. عو. (لُ/لن) مَ.. فا. عي
المسحوب= --. مسْ. تفْ. عِ.. لنْ. مسْ. تفْ. عِ.. لنْ. فا. عِ.. لا. تن
السريـــع= --. مسْ. تفْ. عِ.. لنْ. مسْ. تفْ. عِ.. لنْ. فا. عِ.. لُنْ. --



ومثل هذا كثير بين البحور.



3- التقاء الساكنين في الضرب

لا = سبب منته بحرف مد = 2
، لمْ = سبب منته بحرف ساكن= 2*

القافية في الفصيح تأتي = 2 ه ، أو 2 ه

نحو ماءْ ، صديقْ ( ديقْ )
ولا تأتي في الفصيح 2*ه أو 2 ه نحو وقْتْ أو قُلْتْ
أقول هذا وفي بالي الأبيات التالية:

أحيا معاناتي بقهرٍ لاذ بالصمْـتْ
.............أخفي وراء الصمت أنّة صوتيَ المجروحْ

إجمع شتاتي يا زماني لو تحطمتْ
..................الهم يغريني ببوح لا أريد أبوحْ

إني أكابر في اصطبار ما تألمتْ
...........كم ذا ضحكت أسىً وقلبي داخلي مذبوح

وهي صياغة قمت بها بالفصحى للأبيات التالية وراعيت فيها بقاء القافية كما هي
( لعاشقة الصمت ، خزامى الصحارى – جريدة الرياض بتاريخ 5/5/1418 )

أحيا معاناتي وانا الوذ بالصمتْ
...........أخفي ورا صمتي ألم صوت مجروحْ

إجمع شتاتي يا زمن لو تحطمتْ
............والهم يجبرني على البوح ما بوحْ

أصبر واكابر وانكوي ما تألمتْ
.........واضحك وانا في داخلي صوت مذبوح

فهنا قافيتان كلاهما من المترادف أي التي يلتقي فيها (في الأولى ساكن وساكن) وفي الثانية (ممدود وساكن)

حرصت على أن أقول ممدود لا حرف علة لاختلاف الأحكام بين حرف العلة الساكن كالياء في قولنا عَيْن والمتحرك من جهة وحرف العلة الممدود نحو العين في فيل من جهة أخرى.

4- ندرة – وربما انعدام- استعمال السبب الثقيل.

فلا نرى (2) 2 = ((4) في الكامل ولا في الوافر.
بل نرى 2 2= 4 فكأنما الكامل والوافر لا يردان إلا على صورتي الرجز والهزج.

5- ندرة - أو انعدام الرقم 1 قبل الوتد مباشرة أو بعده مباشرة
ولنا أن نصوغ ذلك بالقول ندرة مزاحفة السبب الخفيف الذي يأتي مباشرة قبل الوتد أو بعده.
ويدرس هذا في ظل تحرر الشاعر من قواعد الفصحى الصارمة.
قد نجد 1 2 3 = 3 3 الناتجة من 2 2 3 = 4 3 ، ولكنني لم أطلع على 2 1 3 من 2 2 3 أو على 1 3 من 2 3 أو 3 ا من 32
هذه الفوارق هي ما خطر لي.