للشاعر ابن النحوي التوزري

http://www.stooob.com/206988.html
هو يوسف بن محمد بن يوسف ، أبو الفضل ، عرف بابن النحوي التوزري نسبة الى توزر مسقط رأسه في الجنوب التونسي .


ولد سنة 1042 م وكانت توزر في عصره بها أعلام كثيرة مثل " عبد الله بن محمد الشقراطسي " الذي كان اماما في الحديث والعربية والفقه ، أديبا شاعرا وهو من شيوخ ابن النحوي .

رحل ابو الفضل الى ولاية صفاقس بالجنوب الشرقي التونسي للأخذ عن شيخ فقهاء عصره الشيخ " أبي الحسن االخمي " فقرأ عليه كتاب " التبصرة " وروى عنه صحيح البخاري...

وأخذ عن الايمام المازري فقرأ عليه أصول الفقه، وعلم الكلام .
وفي هذا الجو العلمي تنفس ابن النحوي وتأثر به فكان مثل شيخه اللخمي مائلا الى الاجتهاد في الفقه ، ومتمكن من أصول الدين والفقه مثل الايمام المازري ، شاعرا وأديبا لغويا مثل شيخه الشقراطسي .

اذا كانت تونس قبيل ذالك العصر نبتت فيها طلائع متأثرة بتعاليم شيخ أهل السنّة أبي الحسن الأشعري في علم الكلام مع العناية بأصول الفقه ، وميل بعض فقهائها الى الاجتهاد المذهبي ، فان الطابع الغالب لدى فقهاء المغربيين الأوسط والأقصى في عهد المرابطين هو النفور من علم الكلام ، وأصول الفقه .

ولقد لقي ابن النحوي المتاعب والمقاومة من الفقهاء والرؤساء زمن استقراره بالمغرب الأقصى عندما اقرأ علم الكلام وعلم اصول الفقه....






اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي *** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ

وَظَلامُ اللَّيلِ لَهُ سُرُجٌ ***حَتّي يَغشَاهُ أبُو السُرُجِ

وَسَحَابُ الخَيرِ لَهَا مَطَرٌ *** فَإِذَا جَاءَ الإِبّانُ تَجي

وَفَوائِدُ مَولانا جُمَلٌ *** لِسُرُوحِ الأَنفُسِ والمُهَجِ



وَلَها أَرَجٌ مُحي أَبَدا *** فَاقصُد مَحيَا ذاكَ الأَرجِ

فَلَرُبَّتَّمَافاضَ المحيَا *** بِبِحُورِ المَوجِ مِنَ اللُّجَجِ

وَالخَلقُ جَميعاً فييَدِهِ *** فَذَوُو سِعَةٍ وَذَوُو حَرَج

وَنَزُولهُمُ وَطُلُوعُهُمُ *** فَعَلى دَرَكٍ وَعَلَى دَرَجِ




وَمَعائِشُهُم وَعَواقِبُهُم *** لَيسَت فيالمَشيِ عَلى عِوَجِ

حِكَمٌ نُسِجَت بِيَدٍ حَكَمَت *** ثُمَّ انتَسَجَتُ بِالمُنتَسجِ

فَإِذا اقتَصَدت ثُم انعَرَجَت *** فَبِمقتَصِدٍوبِمُنعَرِجِ

شَهِدتَ بِعَجائِبَها حُجَجٌ *** قامَت بِالأَمرِ عَلى الحِجَجِ




وَرِضاً بِقَضَاءِ اللَهِ حَجىً *** فَعَلَى مَر كُوزَتِهِ فَعُجِ

وَإِذا انفَتَحَت أَبوَابُ هُدِّى *** فاعجِل لِخَزائِنِهَا وَلِجِ

وَإِذا حاوَلتَ نِهايَتَها *** فاحذَر إِذ ذاكَ مِنَ العَرَجِ

لِتَكُونَ مِنَ السُبَاقِ إِذا *** ما جِئتَ إِلى تِلكَ الفُرَجِ




فَهُنَاكَالعَيشُ وَبَهجَتُهُ *** فَلِمُبتَهِجٍ وَلِمُنتَهِجِ

فَهِجِ الأَعمَالَإِذا رَكَدَت *** فَإِذا ما هِجتَ إِذاً تَهِجِ

وَمَعاصِي اللَهِ سَماجَتُها *** تَزدَانُ لِذِي الخُلُقِ السَمِج

وَلِطَاعَتِهِ وَصَباحَتِها *** أنوَارُ صَبَاحٍ مُنبَلِجِ



مَن يَخطِب حُورَ الخُلدِ بِها *** يَضفَربِالحُور وَبالغُنجِ

فَكُنِ المَرضِيَّ لَهَا بِتُقىً *** تَرضَاهُ غَداًوَتَكُونُ نَجِى

واتلُ القُرآنَ بِقَلبٍ ذِي *** حَزَنٍ وَبِصَوتٍ فيهِ شَجِي

وَصَلاةُ اللَّيلِ مَسافَتُها *** فاذهَب فِيهَا بِالفَهمِ وَجِي



وَتَأَمَّلها وَمَعانِيهَا *** تأتِ الفَردَوسَ وَتَنفَرجِ

وَاشرَب تَسنيمَ مَفُجَّرِها *** لا مُمتزِجاً وَبممتزِجِ

مُدِحَ العَقلُالآتِيهِ هُدىً *** وهَوىً مُتَوَلٍّ عَنهُ هُجى

وَكِتَابُ اللَهِرِياضَتُهُ *** لِيقُول الخلقِ بِمُندَرِجِ



وَخِيارُ الخَلقِ هُداتُهُمُ *** وَسِوَاهُم مِن هَمَجِ الهَمَجِ

واذا كُنتَ المِقدَامُ فَلا *** تجزَع فيالحَربِ مِنَ الرَّهَج

وَإِذا أَبصَرت مَنَا رَهُدىً *** فاظهَر فَرداًفَوقَ الثَبَجِ

وَإِذا اشتاقَت نَفسٌ وَجَدَت*** ألَماً بالشَّوقِ المُعتَلِجِ



وَثَنايا الحَسنا ضاحِكَةٌ *** وَتَمامُ الضِّحكِ عَلىالفَلَجِ

وَعِيابُ الأَسرَارِ قَدِ اجتَمَعَت *** بأَمانَتِها تحَّتَالشَّرَجِ

والرِّفقُ يَدُومُ لِصَاحِبِهِ *** وَالخَرقُ يَصيرُ إِلىالهَرَجِ

صَلوَاتُ اللَهِ عَلى المَهدِيِّ *** الهادِي الناسِ إِلي النَّهَجِ



وَأَبي بكرٍ في سِيرَتِهِ *** وَلِسَانِ مَقَالَتِهِ اللَهَجِ

وَأَبي حَفصٍ وَكَرَامَتِهِ *** في قِصةِ سارِيَةِ الخُلُجِ

وَأَبي عَمرٍ وَذِي النُّورَينِ ***المستحيالمستَحيَا البَهِجِ

وَأَبي حَسَنٍ في العِلمِ إذا *** وافى بِسَحائِبِهِ الخُلُجِ


وعلـى السبطيـن وأمهمـا*** وجميـع الآل بهـم فـلـج

وعلـى الحسنيـن وأمهمـا****و جميـع الآل بهـم فـلـج

وعلى الأصحاب بجملتهـم**** بدلوا الأموال مـع المهـج

وعلـى أتباعهـم العلمـاء***بعـوارف دينهـم البـهـج

وأختـم عملـي بخواتمهـم ***لأكون غدا في الحشر نجي



يــارب بـهـم وبآلـهـم عجـل بالنصـر وبالفـرج