المخلع والتخليع
أخي سليمان
تعريف قدامة للتخليع خاصٌ به، وربما لم يقل به سواه. وهو ذات التعريف الذي كان يدلّ عليه مصطلح: الرّمَل، قبل أن يصبح علَماً على بحره المعروف.
وكنتُ قد أشرت في دراستي عن (المخلّع) إلى أن الاسم وُضِعَ بدايةً للدلالة على (مجزوء البسيط) ذي العروض والضرب: (مفعولن)، ولعلّ التسميةَ جاءت من غرابة التخريج، وليس من قبح الوزن، أو نقص الطلاوة، أو قلة الحلاوة، كما قال قدامة.
ولكن ما دام مصطلح: (المخلّع) أصبح يشير إلى وزنٍ بعينه، لا علاقةَ له البتة (بمخلّع البسيط) المذكور، فلماذا الاعتراضُ على تسميةٍ محددة، والإصرار على إبقائها عائمةً لا تدلّ على وزن بعينه؟
إن نسبة الوزن بشكله المستخدم إلى (البسيط) هي نسبة خاطئة منذ وُضِعت، ولو كانت التسميةُ بدلاً عنها هي (مخلّع المنسرح) لكانت النسبة صحيحة على أي حال. وقولنا إنه( مخلّعٌ من المنسرح)، وأنه استقلّ بحراً قائماً برأسه، لن يضير هذا علمَ العروض شيئاً.
إننا اليوم أمام إرثٍ شعري ضخم ينتسبُ إلى هذا الوزن، ونستطيع بكل تأكيد إعادة تأصيله من جديد، وهو ما فعلته في دراستي المشار إليها عن المخلّع.
أما اعتراض أخي الأشد على تجزئة البحر إلى تفعيلاته المقترحة، فحبّذا لو بسط وجهة نظره.
مع كل الحب والتقدير