ما شاء الله أستاذي الكريم

سلمت يداك.

تعريفك للوزن أراه منسجما مع منظور الرقمي. ذلك أنه لا ينفي أهمية الهيئة إضافة إلى الكم الزمني. وإن كان النص على الكم والهيئة معا أولى بدارس الرقمي.

ولما كان الوزن يمثل الإيقاع السمعي ، فالمفروض أن لا يخرج تعريف الوزن وهو الجزء على تعريف الإيقاع وهو الكل. ذلك أن حصر الإيقاع بفواصل زمنية موقوتة يفيد أن الزمن وحده هو الكل في الكل. هذا يصح في الموسيقى ولا يصح في الشعر. ولما كان الإيقاع شاملا لهما فينبغي أن يتسع تعريفه للأكبر أو الأوسع أو الأثرى منهما.

هذه الخصوصية للشعر والعروض العربيين فيما يخص الكم والهيئة لم يتناولها أي كان قبل الرقمي. تناول بعض العروضيين وجود نقص ما في اعتبار الكم وحده مقرر سلامة تقعيد الوزن ولكنهم لم يهتدوا لوجه الصواب فيه. لا يمكن أن يعرف وجه الصواب فيه من لم يهضم منهجية الخليل هضما ممتازا.

منهم الدكتور محمد توفيق أبو علي كما تناول ذلك في " ثغرة العروض "

http://arood.com/vb/showthread.php?p=2604#post2604

ومنهم كمال أبو ديب الذي افترض النبر سادا للنقص.


https://sites.google.com/site/alarood/kamal-abodeeb

https://sites.google.com/site/alaroo...amal-abu-deeeb

وأنقل لك من الثاني :

آخذا بعين الاعتبار هذا التباين في دفاع د. كمال عن منهج الخليل وتقديمه كتابه في سياق بديل جذري لعروض الخليل سأحاول استكناه موقفه وتفكيره وتداعياتهما في ضوء معطيات العروض الرقمي. وهي مقاربة استقرائية تبين وجهة نظري بما قد يكون فيها من احتمالات الصواب والخطأ.

لا يمكن أن ينصرف كلام د. كمال في الفقرتين التاليتين إلى ذات الموضوع :

أ.- كل شيء في منهج الخليل يدل على منهجية محكمة

ب - تحجر معالم الوحدات الإيقاعية التي ابتدعها الخليل في أطر شكلية جاهزة قد أدّى إلى وضع مزْرٍ فقد فيه العقل العربي الاهتمام بتحليل الإيقاع الشعري نفسه.

وإذن فهو مع المنهج وضد الوحدات الإيقاعية التي تحجرت، وهذا يتطابق مع موقف الرقمي تماما قبل الاهتداء فيه إلى التمييز بين العروض وعلم العروض حيث كتبت " جناية التفاعيل على عروض الخليل ". وبعد وضوح الفارق عندي بين (العروض) و(علم العروض) بت أرى أن التفاعيل تناسب العروض ولكنها تؤدي إلى الضياع إذا استعملت في مجال (علم العروض).


أما أن الكم الزمني وحده لا يصلح وحده مقياسا يقعد على أساسه الوزن فخير دليل عليه أنك تستطيع إلقاء الشعر بأشكال عدة يختلف الزمن فيها بين سبب وسبب أو بين وتد ووتد اختلافا كبيرا دونما خلل في الوزن.

والذي أراه تعريفا للإيقاع بحيث يشمل الوزن وما دون الوزن (الموسيقى ) هو :
الإيقاع تكرار منتظم على نحو ما.

وهذا التعميم يمكن أن يضاف إليه في الهامش. ثمة انتظام زمني كما في الموسيقى وثمة انتظام في الهيئة يسمح بقدر من التفاوت الزمني محكوما بالهيئة، ووهي تبدو كتضاريس زمنية تتفاوت بين قاع وقمة ولو كان الزمن وحده مقررها لتساوى عرض تلك القمم والقيعان.

المفصل والموصل عنوان يتعلق بالخبب والموسيقى وهو أشبه ما يكون بالتخاب.

أدعو أستاذي إلى تمحيص موضوع الكم والهيئة وتقييمه وتوجيهي لما يراه فيه من نقص.

https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah


أتابع ما تخطه في الواحة وأقدر تنويهك حول الرقمي. ولي عودة هنا إلى بعض ما يتعلق بما ذكرته هناك.
حفظك ربي ورعاك.
شاكرا ومقدرا