أشكرك أستاذي خشان على المشاركة المثمرة ، وإليك مزيداً من التفريق بين الإيقاع والوزن مما تعلمته :
ما الإيقاع ؟
يشمل الإيقاع معنيين رئيسين:
1- كل حدث يتكرر أو يقع بفواصل زمنية موقوتة (منتظمة) ، وبحسب الحواس قد يكون الإيقاع صوتياً أو بصرياً أو لـمسياً أو ذوقياً أو شمياً، وكلما كانت الأحداث إيقاعية كان تأثيرها أقوى. ويتجلى هذا المضمون في الشعر عند النطق به إلقاء أو إنشاداً أو غناء. ويتجلى هذا الإيقاع في الكون بتناوب الليل والنهار وتناوب الفصول الأربعة. وبحساب الأحداث بالنسبة للزمن يمكن تعيين الإيقاع المنتظم من غير المنتظم كما يحدث في تخطيط القلب الكهربائي فيكشف انتظام الضربات من اختلالها.
2- إيقاع الانتظام بين المكونات ، ويتمثل في الإيقاع الشعري بتوالي مجموعات الحركات والسكنات على نحو منتظم (وهنا يتداخل مع معنى الوزن) . مثلاً انتظام تكرار تفعيلة فاعلاتن (2 3 2) في بحر الرمل فهي تمثل وحدة الوزن في البيت.(ضابط إيقاع التفعيلة وتدها، لأن أسبابها قابلة للزحاف).
ويمكن تكوين أحداث إيقاعية صوتية أو حواسية أخرى أو معنوية ( تدعو لتكوين صورة معينة تتكرر في مواقع ثابتة ) في فقرتين من النثر أو أكثر. ومثاله في النثر الترصيع الذي يعتمد على تساوي الألفاظ في البناء واتفاقها في الانتهاء كأن تقول : سود فاحمة ذوائبها بيض ناصعة ترائبها محض صاف ضرائبها.. وأما إيقاع الوزن الشعري فيتمثل بتراتب الأوتاد مع الأسباب (التفعيلة) بانتظام معين ( في الرقمي مجموعة تسلسل أرقام أو أوتاد معينة بترتيب محدد) .
ما الوزن في الشعر ؟
هو انتظام تباعد الأوتاد الأصلية بالأسباب البينيَّة بهيئة معينة وحد كمي أعلى وأدنى من الحركات والسكنات (تقيده الزحافات) في كل شطر حسب البحر فتعطيه هيئته وبنيته التي تميزه عن غيره من البحور. فالوزن هو الذي يحدد عنصري الهيئة والكم في البيت الشعري. فالوحدة الأساسية للوزن هو التفعيلة عند التفعيليِّين وانتظام الأوتاد الأصلية فيما بينها من أسباب سالمة أو مزاحفة أو خببية عند الرقمييِّن ، وعليها يضبط وزن الأشطر في كل بحرهيئة وكماً. فنقول أن وزن المتقارب فعولن 4 مرات في كل شطر أو تكرر الوتد والسبب 3 2 أربع مرات في كل شطر. وبهذا المعنى من الانتظام يتداخل مع معنى من معاني الإيقاع.
المفضلات