شكرًا لك أستاذنا القدير خشان، ومرحبًا بمرورك الكريم؛ وأود أن أوضح ما يلي:
قد ذكرت في كتابي -صـ49- ما نصه: (هذا؛ وقد راعيت في هذا الفصل ما يلي:................. التعامل مع الآيات الكريمة حسب صور قراءتها من إطلاق أو وقوف بالتسكين أو ما يجوز فيها من قراءات صحيحة؛ وليس بافتراض شيء غير محتمل، ولا باقتضاب بعض آية دون بعض).
وقول الله تعالى (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14] الذي استشهدت به في تعليقك هو جزء من آية وليس آية كاملة، وكذلك قوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92] هو أيضًا جزء من آية وليس آية كاملة –إضافة إلى عدم جواز ضم إحدى الميمين دون الآخرى في الفعلين؛ لأنه جمعٌ بين القراءات- وكذلك قوله تعالى (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف: 13] هو جزء من آية وليس آية كاملة؛ كما أن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) لا يحتمل فيها الشعر؛ لأنها لا تكون قد جاءت بوزن الشعر إلا بإسقاط (إن)، وهذا غير وارد؛ لأن الله لم يسقطها، فلا نفترض شيئًا لم يحدث؛ لأننا لو اعتمدنا على افتراض ما لم يحدث سنشطُّ بعيدًا جدًّا؛ وهذا ينطبق على الآيات الأُخَرِ التي تفضلتم بذكرها في تعليقكم الكريم ما عدا قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) [ق: 40] فله توجيه ينفي اعتباره من وزن مجزوء الرمل، وقد ذكرت هذا التوجيه في كتابي -صـ57- 58- لهذه الآية الكريمة ونظيرتها من سورة الطور.
المفضلات