الرسالة - العدد 347
ttps://ar.wikisource.org/wiki/مجلة_الرسالة/العدد_347/الأدب_في_أسبوع

وقد قرر الأستاذ بشر أنه بصرني بأمور ثلاثة، وأني سلمت مرغماً بصرني بما كنت أجهل من أمرها!! وإذا قرر الأستاذ بشر فقد وجب عليَّ وعلى الناس التسليم بما قرر؛ أليس ذلك كذلك؟ بلى، (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)

ومع ذلك، فمن غلبة الجهل علينا أن البحر الذي وضعه وسماه (المنطلق)، لا يزال عندنا وعند أصحابنا من علماء العروض - هو من (مجزوءة المتدارك) أدخل الشاعر الأستاذ على ضربها العرج أو الفساد أو الخبن أو ما شئت فسمِّه، ثم ألزمها ذلك في سائر أبياته، ثم قال إنه وضع بحراً. ومن غلبة جهلنا أيضاً أننا نعده وزناً ثقيلاً غثاً كسائر الأوزان الممكنة التي تركتها العرب لثقلها على السمع، فلم تجزها في شعرها؛ ومن غلبة جهلنا أيضاً أننا لا نزال ندعي أن لن يوجد في أصحاب الألسنة العربية من الشعراء المجيدين من يتابع النظم على هذا الوزن الجافي من (مجزوءة المتدارك)، وكذلك أهملناه وسنهمله.

محمود محمد شاكر