القاعدة في وجوب اعتبار الهاء رويا أن يرد ما قبلها ساكنا سواء كان هذا الساكن حرفا صحيحا أو من حروف المد ( وحروف المد التي هي في الدرس الصوتي الحديث حركات طويلة تعتبر عند القدماء من السواكن ) . غير أن من علماء الأصوات المحدثين من يرى ضرورة التمييز بين هذا الساكن حين يكون حرفا صحيحا وبينه حين يكون من أصوات المد ، قال الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه " موسيقى الشعر " : " وقد عبر عن هذا الشرط أهل العروض فقالوا : ( إذا سكن ما قبل الهاء ) ! وكان من الواجب أن ينصوا بوضوح على أن الهاء لا تحسن في الروي إلا إذ سبقها حرف مد . قارن مثلا بين :
لا يرعاه = لا ينساه
لترى انسجام العبارتين في الموسيقى ، ثم قارن بين :
" لم يعلمه " و " لم يعرضه " ا. هـ .
ولعله لذلك تردد الأستاذ خشان بين الإبقاء على صيغة القاعدة وبين تعديلها ، والأنسب أن يبقي على القاعدة كما استقرت عند علماء القافية منذ القدم . فأما التزام الساكن قبل هذه الهاء فلا يجعل منه رويا بل يمكن عده من باب ما يستحسن من لزوم ما لا يلزم في استخدامه بغرض تقوية بعض الأحرف الضعيفة في القافية ومنها الهاء .
وعلى ذلك فلا يمكن اعتبار الهاء في أبيات ابن المعتز التي أوردها الأستاذ خشان إلا رويا وهذا على خلاف ما ذكر .