أخي الكريم الأستاذ سليمان أبو ستة

أعادني لهذا الموضوع سؤال للأستاذة أنين في صفحتها حول الهاء في القافية.
ووجدت قولك عن النون :

وإنما يقوى شبهها بها إذا كانت غناء وإنما تكون كذلك إذا وقعت قبل حروف الفم نحوها في اسحنكك واقعنسس واحرنجم واخرنطم . وإذا كان كذلك لم يجز أن يقع بعدها حرف حلقي لأنها إذا كانت كذلك كانت من الفم وإذا كانت من الفم سقطت غنتها وإذا سقطت غنتها زال شبهها بحرفي المد: الواو والألف
بحثت في الموسوعةعن كلمة الزنج في القافية فوجدت لأبي العلاء المعري وهي فيه ردف:

لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى = مِنَ المَوتِ لَكِنَّ القَضاءَ الَّذي يُنْجي
فَلا تَكُ زيراً لِلنِساءِ وَإِن تَمِل = لَهُنَّ فَلا تَأذَن لِزيرٍ وَلا صَنجِ
وَلا تَدنُ لِلصَهباءِ بِنتاً لِأَبيَضٍ = وَلا تَقرَبِ الحَمراءَ مِن وَلَدِ الزَنجِ
ووجدت لكشاجم وهي فيه حرف صحيح:

أَمَرْجُنا المَرْجِيّ أَيّ مَرْجِ = في تِيْنِهِ البالِغِ غَيْرِ الفِجِّ
يُشْبِهُ في اللَّوْنِ وَرِيحَ الأَرْجِ = نَوَافِجَ المسْكِ وَبَرْدِ الثَّلْجِ
مِثْلَ رُؤوسِ العَلْفِ سُودَ نَسْجِ = أَوْ كَثُدَايا ناهِدَاتِ الزِّنْجِ
وهذا يؤكد ما ذهبت إليه فحكمها هنا كحكم الواو الساكنة الذي تقدم من حيث جواز اعتبارها ردفا كالياء
ردف الواو والياء الساكنين المتداخلين ( اللينين ) في ذات القصيدة دون الواو والياء الممدوتين، كما في قول :

محمود الوراق:
زَيَّنتَ بَيتَكَ جاهِـداً وَشَّحتَـهُ = وَلَعَلَّ غَيرَكَ صاحِبُ البَيـتِ
وَالمَرءُ مُرتَهنٌ بِسوفَ وَليتَني= وَهلاكُهُ بِالسـوفِ وَاللَيـتِ
مَن كانَ وَالأَيّامُ سائِـرَةٌ بِـهِ = فَكَأَنَّـهُ قَـد حَـلَّ بِالمَـوتِ
أو حرفا صحيحا كما في قول المتبي:
كَدَعواكِ كُلٌّ يَدَّعي صِحَّـةَ العَقـل = ِوَمَن ذا الَّذي يَدري بِما فيهِ مِن جَهلِ
لِهَنَّـكِ أَولــى لائِــمٍ بِمَـلامَـةٍ = وَأَحوَجُ مِمَّن تَعذُليـنَ إِلـى العَـذلِ
تُمِـرُّ الأَنابيـبُ الخَواطِـرُ بَينَنـا = وَنَذكُرُ إِقبالَ الأَميرِ (( فَتَحلولي ))