لي بإذن الله عودة للموضوع.

سأتناول الموضوع بحيث يفهمه من يعرف الرقمي ويعرفه كذلك من اقتصرت معرفته على التفاعيل.

وكلي أمل أن يصل تعليقي إلى كل من الأستاذين

صالح الهنيدي

ود. عبد الرزاق الصاعدي

وإلى ذلك الحين أحيل القارئ إلى الاقتباس التالي من الرابط :


https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev

بقدر ما أفادت التفاعيل في توصيل الصورة التي في ذهن الخليل على شكل جزئيات متجسدة، إلا أن اكتفاء الناس بها صرفهم عن التفكير في القانون أو القوانين الكلية التي تؤطرها، وهذا قاد بعضهم في انصرافهم عن القانون أو القوانين الكلية ورؤيتهم قِطَع الحقيقة دون رابط يربطها معا إلى الاعتقاد بأن كل شطرين متساويي الوزن يمكن أن يكونا شعرا، بل بحرا جديدا من بحور الشعر. وهذا ليس ذنب التفاعيل بل ذنب من يسيء استعمالها.
ليس ثمّ عروض سوى عروض الخليل سواء كان بالأرقام أو التفاعيل، إن تفاعيل الخليل تحمل التعبير الصوتي الأفضل عن الوزن في مجال (العروض)، كما أن الرقمي يحمل التعبير الأفضل عن المضمون في (علم العروض) كما يصوره منهج الخليل ، ولا إشكال ولا تناقض في ذلك. و إنما ينشأ الإشكال عن أخذ التفاعيل والعروض ثم الخروج بهما من مجالهما التجزيئي إلى المجال الكلي بمعزل عن منهاج الخليل في علم العروض، بل حتى بدون الوعي على وجود ذلك المنهاج. إنما تستمد التفاعيل قيمتها من ارتباطها بمنهج الخليل، فإن انبتّت عنه وتخطت دورها التجسيدي في حدود ذلك المنهج أضحت أداة لهدم المنهج. ليس الأمر في هذا مقتصرا على العروض بل يتخطاه إلى المعارف كافة. فإن تجسيدية وتجزيئية المظهر إذا انبت عن الجوهر وشموليته أضحت أداة لطمسه وافتئات الباطل عليه. والعروضي الذي يلتزم عروض الخليل وقواعده الجزئية في التفاعيل لا يخرج عن نهج الخليل. وإنما يخرج عن نهج الخليل من يأخذ بالتفاعيل كوحدات لا علاقة لها بمنهج الخليل ويروح يلصقها كيفما اتفق دون إدراك لارتباطها بذلك المنهج فيَضِلَ ويًضِل في خروجه من العروض إلى علم العروض بدون أداة علم العروض وهي الوعي على منهج الخليل.
ما أجمل أن يلم الإنسان بالتفاعيل في إطار الوعي على شمولية المنهج. إذ ذاك تصبح التفاعيل أداة شرح لمضمون شامل لا أداة تفكير تهيمن عليه بتجزيئيتها وانفلاتها الناتج عن عدم إدراك ارتباطها بالمنهج.