{تخميس قصيدة الشاعرالدكتور ثائر السامرائي }


قلبــــي المتيّم يتبعك / ما قضّ يوماً مضجعك
بالله قــــل ما مَطمعك / يا ويح قلـــبٍ ضيّعك
وأضاعنـــــــــــــي ظلماً معكْ

وعهدتُ إنّــــكَ حينما / تصحو وترجــو أينما
كنــــتُ , اللقاء وبينما / ما خنــتُ عهدي إنّما
قد صار وصلــــــي مصرعكْ

أضحــى الوداد منارةً / فيهــــــا تلوتُ عبارةً
إذ كــــان ذاكَ جهارةً / فتروم قربــــــي تارةً
يخفـــــــــــــي ودادي أضلعكْ

فيكَ الفؤاد قد اكتوى / أضرمتَ قلبي بالجوى
يا عابثاً بي في الهوى / وتذيقنــي شهد النوى
يأوي حنينـــــــــــــي مخدعكْ

يا مَن تنائى كالرشا / وحفظتُ سرّكَ , ما فشا
لم ترعَ قلبي , بلا اختشا/ وتهيم ما بين الحشا
يسقي فراتـــــــــــــــي منبعكْ

أفهل أتيتـــــــــكَ جُنحةً / يا مَن أرومكَ مُلحةً
أهوى بروضكَ صَدحةً / وتراكَ عينـي لوحةً
سبحان ربٍّ أبدعـــــــــــــــكْ

فعلى ودادك قـــد رسا / قلبي , وقلبكَ قـد قَسا
ماذا سأصنع ما عسى/ وأعيش في تيه الأسى
أتخال أسلـــــــــــو موضعكْ

لا زان حبّي لا ارتوى/منكَ الفؤاد ولا احتوى
إلّاكَ يا نبـــع الهوى / فيدور في خلدي النوى
وأهاب كــــــــــــي لا أتبعكْ

تكدي ودادي خِسّــــةً / وأنا أرومـــــكَ قبسةً
بفناء حبّـــــــــيَ أُنسةً / وتُريق دمّـــي خِلسَةً
ما عدتُ أخشــــى مبضعكْ

يا ليتني بيــن الورى / أفشــي هواكَ تحسّرى
ومحدّثاً عن ما جرى / وأفيق من ذاكَ الكرى
لترى عيونــــــــــي أدمعك

أكديتَ عمري بالعنا / ظلماً وما حزتُ المنـى
وتحيد عن عيني السنا/ وتلوذ في صمت الدنا
فكأنَّ وجـــــــــــدي أقمعكْ

قد رمتُ حبّكَ لــي شفا / مـن بعد صفوٍ بالجفا
لَوَّحـــــتَ , إذ قلبي هَفا / لتعود من بعد الصفا
تهجو غراماً أوجعـــــــــكْ

عاهدتني وبلا هدى / لا منكَ طَـــــــــلٌ لا ندى
لوَّعتني طول المدى/ويجوب في رأسي الصدى
ويل الجفا ما أشجعـــــــــكْ

كان التودّد سُبّـــــــــــةً / لِمَ لا تراعــــي قُربةً
أوليتَ روحـــــــي نُدبةً / فأرى بروحي غُؤبةً
وسلا ندائي مسمعـــــــــكْ

فإليكَ ربّـــي المشتكى/ محبوب قلبي ما زكى
لا واللسان فما حكـى / وكفيتُ جفنـــي بالبكا
وهزمتَ قلباً أوجعـــــــــكْ

هاكَ الفؤاد وما حوى/صدّعتَ حبّي وانطوى
تبغي التجافي والنوى / وأذود عن حبٍّ هوى
وسلاف شوقٍ ودّعـــــــكْ

آهٍ علـــــى الحبّ العفا / ضاع التودد واختفى
لا خلّ لي إذ بي احتفى / فلعلّني بيـــــن الوفا
ألقى حنيناً طوّعــــــــــكْ

إنّي أُمنّيــــــــكَ البقا / جهراً تمنّينــــــي الشقا
قد رانَ حبّكَ,ما رقى/ وتذوب أحيــــــان اللقا
بنداء هجرٍ لوّعـــــــــكْ

أسفاً فذا حلمـــي خَبا / ضاع الهوى منّي هَبا
ومشاعري أضحتْ سِبا/فيهبّ في نفسي الإبا
وسراب حلمٍ روّعــــــكْ

ذي غُصّتي بين الورى / لخّصتها وبما جرى
محبوب قلبي قد اجترى/ فلكّ الذي ما قد ترى
ولك النوى إنْ أخضعــكْ