تخميس أبيات الشاعــر الباكستاني
محمـــــــد إقبــــــــال اللاهـــوري
*************************

إن جئتُ يوم الحشر أهفـــــو لاهثاً
بظمايَ أقفــــــــــو صادقاً لا عابثاً
في الثغر مــــن تلك الحرارة نافثاً
وذهبتُ فـــــــي يوم القيامة باحثاً
في طولها وبعرضها عـــــــــن موئلي

كلٌّ علــــى الأكتاف يزري حِملهُ
مُتهافتاً إذ لا يُقَيَّــــــــــــــــم قولهُ
لا مـــــن عتابٍ لا اكتنازٍ لا لهو
والإزدحام علــــى المداخل مثلهُ
مثـــــــــــل ازدحام النحل حولَ المَنهَلِ

أَفِلَـــــــتْ بيوم الحشر إذ قُدراتهُ
في لبّهِ قــــــد أضرمتْ جمراتهُ
وأمام أبوابٍ هَفَــــــــتْ عثراتهُ
ولكــــــــلّ بابٍ حارسٌ نظراتهُ
تحكي لهيباً حارقاً فـــــــــــي المرجلِ

إذ كنتُ منهمْ لســـتُ إنّي برائقٍ
لكنّما عَلـــــــــــقَ الفؤاد بخالقٍ
قـــد أوكل الأبواب إذ لخوارقٍ
فسألتُ ألطفهمْ ألا مـــــن سائقٍ
يمضي بنا نحــــــــــو النعيم المخملي

ودنوتُ أرنوهُ يُجيــــــــب لعلّهُ
لم أدرِ مأذونٌ الجواب أهـلْ لهُ
وأراعنـــــي لا مدركاً ما فعلهُ
فأجابنــــــي والنار تسبق قولهُ
إذهبْ وفتّشْ عنــــــــــد ذاكَ المدخلِ

فعلمتُ إنّ هناكَ مــــــن متودّدٍ
لله , أحفاه الهــــــــــوى بتوجّدٍ
وبديــــــن أحمد والرسالة مُقتدٍ
فذهبتُ حيــث أشار دون ترددٍ
وسوى اتّباع كلامهمْ لم يبـــــــــقَ لي

فجَريتُ نحوهُ في الطريق مُواظباً
أرنـــــــــــــو بلهفة إذ لهُ ومُراقباً
والجسم ينضـــح بالحشاشة لاهباً
فرأيتُ جبريــــــلاً هناك مُخاطباً
يا قوم هذا الأمر مـــــــــن ربي العلي

وجَرَتْ دموعي عند قولهِ عَندَما
فسألتُ هــــــــل بابٌ تُفَكُّ لربّما
فأجابَ لا أمراً إلـــــــــيَّ مُسَلَّما
أبواب هذا الخلـــــــد آلافٌ وما
يلج ابـــــــــن آدم دون تصريح الولي

أمرٌ تَناهى مـــــــــن إلهٍ دورنا
لجموع أفواج الخلائـــق قدرنا
مملوكنـــــا ساوى أراه وحرّنا
فهتفتُ يا جبريـــل هَوِّنْ أمرنا
وافتـــــــــــــــــح لنا باباً لذاكَ المَحفَلِ

فهمستُ في نفسي وبي الهمّ انجلى
إن كان حيدرة الوصيّ لــــهُ الوَلا
في الرحم إنّـــــي مُبايعٌ منذ الأُلى
فأجابنـــــــــي الأبواب مَغلقةٌ ولا
أحـــــــــدٌ يُقرّر فتحهــــــــــــــا إلا علي
*** ففرحتُ أن مولــى الموالي موئلي
*** مـن حوض أحمد ساقياً وشفيع لي
*** يا قالع الباب انــــتَ لي نِعمَ الولي