{ تخميس أبيـــــات راقـــت لــــــي }
*****************************

فاقَتْ جمالاَ (سمر) فــــــــي ذي مَواطنها
قــــــــــــــــــــد قلتُ حقّاً فما يوماً أُداهنها
إذ حيَّر اللبّ حسناً فــــــــــــــــي مكامنها
لو إنّني قلتُ بيتاً فـــــــــــــــــي محاسنها
لكان أشعر بيتٍ قيــــــــــــــل فــــــــــي الغزَلِ

للقلــــــــــب حُسنـــــــــكِ أضناهُ وبَضّعهُ
هـــــــــل بيت شغرٍ يفي ذا الحُسن يُقنعهُ
لـــــــــو قلتــــــــهُ أدركَ الصمّاء موقعهُ
وقالَ كـــــــــلّ بليغٍ حيــــــــــــنَ يسمعهُ
تالله أبلغ مــــــــــــن ذا البيــــــــــــــت لم يُقلِ

لو قورن البيت فـــــي ذي الحسن يهزؤهُ
لكنّما القلب فــــــــــــــــي التبيان يجرؤهُ
فلــــــــــــو تمثّــــــــــــــلَ للعشاق يملأهُ
وظلّ كـــــــلّ معشوقٍ حيـــــــــن يقرؤهُ
يعيـــــــــــــــدهُ دون إعيــــــــــــــاءٍ ولا مللِ

شمس الضحى من جمال الحُسن مطلعها
لا بل مــــــــنَ الشمس إنْ قلتُ فأروعها
فيها تلاقـــــــــي أرى العشاق مصرعها
فلو أماطــــــــــــتْ قُبيل الصبح برقعها
لم تشرق الشمس ذاكَ اليوم مــــــــــن خَجَلِ

إنْ خلتهــــــا كوكبـــــــاً يزري بمرتعهِ
أنوار جُلّــــــق لا بغداد قـــــــــــــد تَعِهِ
للشيخ لـــــــــو برزَتْ صارت بمطمعهِ
ولــــــــــو تجلّتْ لبدرٍ عنــــــــد مطلعهِ
لفــــــــــــــرّ فـــــــــــي فَلَك المرّيخ و زُحَلِ

تشعشعَ الخــــــــــــــــدّ إذ تُدمى بوهلتهِ
ترمـــــــــــــي بأحداقها , لا سيفاً بحُلّتهِ
والسهم يرمـــــــــــــــي حتوفاً إذ بطلّتهِ
ولو تصدّتْ لجيشٍ عنــــــــــــد صولتهِ
لما نجا فارسٌ مــــــــــــــــــــــن رمية المُقَلِ

قــــــــد تُسمِع المَيْت صوتاً رائعاً عذباً
حاكـــــــت مقامات دشتٍ أو مقام صَبا
تحفــــــــــــي الفؤاد ضراماً وارياً لهباً
ولو تغنّــــــــتْ بصوتٍ لارتوى طَرَباً
ومـــــــــالَ سامعــــــــــــــهُ كالشارب الثَمِلِ

تمشي الهوينا تراءت فـــــــــي الدنا ألَقاً
إذ لو سمعتَ الصدى تحفي الهوى غدَقاً
وتنتشي لــــــــــو ترى الخدّين أو حَدَقاً
ولـــــــــو تمشّتْ بروضٍ لانتشى عبقاً
وبادرتهــــــــــــــــــــا ورود الروض بالقُبَلِ

فاعلم رعتــــــكَ السما إذ ذي طريقتها
تحلو المرارة فــــــــــــي فيها حقيقتها
فالحُسنيات جميعــــــــــــــاً إذ شقيقتها
ولــــــو تمــــــــــجّ مياه البحر ريقتها
لصار طعم مياه البحـــــــــــــــــر كالعسلِ

مَــــــــــن رامَ عَذلاً بسهم العين تقتلهُ
أو رامَ ودّاً بشهد الثغــــــــــر توصلهُ
فهي الشفاء لداء الحـــــــــــــبّ تُنهلهُ
ولــــــــــــــو تجسّ عليلاً لا دواء لهُ
لأبرأتــــــــــــهُ مــــــــــنَ الأسقام والعللِ

فلـــــو تراءتْ لممسوسٍ وذو صَرَعٍ
أو صابهُ العشق باللأواء فــــي فَزَعٍ
لأنهلتــــــــــــــــــهُ رضاباً إذ بمُقتنِعٍ
ولــــــــــــــو تبدّتْ لسالٍ تائبٍ وَرِعٍ
لأرجعتــــــــــهُ الـــــــــــــى أيامهِ الأُوَلِ

والعاذلون شهودٌ صـــــــــار قائدهمْ
يحدوهمُ العــــــــــزّ والآلاء رائدهمْ
لأيقـــــــــنَ العاذل الموهوم واقدهمْ
وراح يشهد مـــــــن أهليهِ شاهدهمْ
عن القميص الذي قـــــد قُـــــــدَّ من قُبُلِ