https://www.paldf.net/forum/showthre...1#post16367199

أستاذتي الكريمة



لامست مشاعري كلماتك.

وفي اليوم الذي أنهيت الثانوية العامة بتفوق، احتل الحزن مكان الفرح في بيتنا، فهذه محطتي
الأولى التي أجتازها بتفوق وأحتاج لوالدي أن يفرح لفرحي ويضمني إلى صدره. ومن دون مقدمات أو تنميق
بدأت والدتي بالبوح وأخذت تسرد على مسامعي تفاصيل لم أعرف عنها شيئاً من قبل، علمت منها أن والدي
كان مهندس عمليات جهادية ضد المحتل، محتل اغتصب الأرض وهدم البيوت، واقتلع الشجر، وقتل وشرد
وهجَّر البشر، وأقام حفرياته تحت أولى القبلتين، فأنشأ الأنفاق التي جعل منها كنس يتعبد فيها، وادعي
أن هذه الأرض ملكه وملك أجاده.
أخذ والدي يحضر العبوات الناسفة، ويدرِّب المجاهدين الذين ينفذون العمليات الجهادية التي تزلزل كيان
الاحتلال، وعلمت أيضاً أن والدي الآن ومنذ اعتقاله قبل خمسة عشر سنة، ممنوع من الزيارة،
شهادتي بامتياز حزتها الآنا .... ففيم أترِعَت اللحْظات أحزانا

إني تذكرت أغلى الناس فانهمرت .... دموع عينيّ من ذكراه تهتانا

تقول والدتي والله يكلؤها.... أبوك يا زهرتي قد كان إنسانا

أحب خالقه والناس كلهم .... والقدس والمسجد الأقصى وبيسانا

هالته قطعانُ أوغادٍ وفتكهم ... بشعبه فتلظى القلب نيرانا

مضى يهندس أنفاقا ليسلكها .... ليوثُ غابٍ سعوا للرد شجعانا

مدججين بإبداعات قائدهم ... من الذخائر أشكالا والوانا

يكذبون الذي الإعلام يزرعه .... يحطمون خرافات وبهتانا

الجبن معدن هذا الخصم نعرفه .... جيوش أمتنا تحميه مذ كانا

لا بل تحاصرنا تبّت جحافلهم ..... وقد كسوا أمتي خزيا وخذلانا

ما الفرق بين أخٍ شزْرًا إليك رنا .... والخصمِ يرمقهُ المخزيُّ ولهانا

مرت عليه سنون في زنازنهم ... وما كحَلت طويلا منه اجفانا

لله درك تبقى رغم أنفهم..... مبجلا في قيود السجن سلطانا

بنظرة منك إيحاءٌ لهم بغدٍ .... يوفي به الله " كن يا نصر " قد كانا

هيهات يضعف من مولاه يصحبه ......أدعوه يا والدي يرعاك مولانا