يا قالع الباب التي عــــن هزِّها / عجزتْ أكُـــفٌّ أربعون وأربعُ
ذا شبلكَ الضرغام في ساحاتها / من بأسِهِ الأعداء فيها صُرِّعوا
حمَـــلَ اللــــوا كالليثِ إذْ آلافها / مــــــنَ اللوا مَفزوعةٌ لا تَهجَعُ
حارتْ بــهِ الأعداء هلْ عبّاسُها / أمْ حيـــدر الكرار ذا المستطلعُ
آلاف فـي الحربِ هَوى تَبديدها / أجساد تَهـوي والرؤوسُ تُقْطَعُ
ما هَمَّهُ الجمعُ وفــــي لَهْواتها / كالمرتضى عند الوغى يَسْتَطمِعُ
****** يَسراهُ ضَحّــــــى واليمينُ وعَيْـــــــنْ
****** حارتْ بــــهِ الألبابُ فــــي المشرقَينْ
يا حامــــلاً جـــــــودَ الإبا للإبا / صِرتَ أباً لا تَتَوانـــــــــى ولا
هَمَّـــــــــكَ جَمعٌ وحشودُ الرُبى / في عَرَصاتِ الطفِّ في كربلا
سَيفُـــــــــكَ ما حادَ ولا قَــد نَبا / آياتُ عِــزٍّ فــــي الطفوفِ تَلا
بَـــــدَّدَ جَيشاً ودعاهمْ هَبــــــــــا / وللحسينِ مـــــــــا بِطَرفٍ قَلا
ضَحّـــــى بعينينِ لأهـــــلِ العَبا / وكادَ أهــــــلَ الغدرِ أهلَ البَلا
فــــي السوحِ عباسٌ يُرى كوكبا / أرضُ العِدا مـن تَحتهِمْ زَلزَلا
******** ومُطبِقاً عليهــــــــــــــــــمُ الخافقَينْ
******** حارتْ بهِ الألباب فـــــي المَشرِقَينْ
يا قَــــمَرَ الدهرِ ويا مَــــنْ حَوى / مَراتبــــاً للأنبيــــــــاءِ وَزادْ
حَدَّثَنا الدهــــــرُ وعنــــــهُ رَوى / لِخَيمةِ العِـــزِّ صَريحُ العِمادْ
أذاقَ أهـــلَ الغدرِ حَرّ الجَوى / أغاضَ أهلَ الشِركِ , جَمعاً أبادْ
جبينُهُ الأبْلــــــــــجُ ظامِ استَوى / على جبينِ الدهرِ حتى المَعادْ
ما ظَلَّ في الحربِ وما قد غَوى / وأدرَكَ الفرات نــــالَ المُرادْ
ما نالَ منـــــــــهُ والفؤادُ اكتَوى / وكَـــرَّ لكـــنْ بادَرَتهُ الصِعادْ
******** خَـــــــرَّ صريعاً وجنــــى الجنّتَينْ
******** حارَتْ بهِ الألباب فــــي المشرِقَينْ
فِرسانُ كوفانٍ عليــــــــهِ تَجولْ / دامٍ علـــى الرمضاءْ عباسُها
مِن بَعدِ أنْ أدهاهمُ فــي ذهولْ / تَهاوَشَ الضُرغـــامَ أرجاسُها
كادَ الزمانُ أنْ يُرى فـي ذحولْ / وغابَ عــن كوفان إحساسُها
أردَتْــــهُ ظامٍ بالضُبا والنصولْ / والديــــن والدُنيا ثَوى ساسُها
ومُـــذْ ثَوى العباسُ دُقَّتْ طبولْ / وبانــــــت الأوغادَ أعراسُها
وما رَمـــــى العباسَ إلا جَهولْ / تِلكُمْ قرودُ الحِقــــدِ لا ناسُها
******** شَـــعَّ لـــهُ نـــورٌ مـــــنَ الوَجنَتَينْ
******** حارَتْ بهِ الألباب فــــي المَشرِقَينْ
منـــــهُ دَنا ليث الوغى كالأسَدْ / علــى الدُنا قالَ الحسينُ العَفا
رآى برأس البدر أعْتـــى عَمَدْ / ورأسُهُ فــــي حُضنِهِ قد غَفا
وقالَ صَبراً فـي الأسى والجَلَدْ / على سَليلِ المُرتضى والوَفا
مَـــــدَدْ رسولُ الله آهٍ مَــــــــدَدْ / وغابَت الخلّانُ أهــلَ الصَفا
مَـــنْ جَـــدَّ لله بأخرى وَجَــــدْ / فما زَوى عَن ربّنا , ما خَفى
أوْفـى لسبطِ المصطفى بالعَهَدْ / خُؤلَــــةُ الشمرِ لها قــــد جَفا
******** أمُّ البنيــــــــــــــــنِ بَدرها كاللُجَينْ
******** حارَتْ بهِ الألباب فــــي المشرِقَينْ
وزينـــــبٌ تَرنـــو الى الكافِلِ / وتنظــــر السبط بوجــهٍ مَليْ
وقلبُها فــــــــي الطفِّ بالواجِلِ / تدعــو أباها يا علي يا عليْ
هـــــــلْ إبنُكَ العباس بالراحِلِ / فإنْ بهِ أودى الردى مَنْ يَليْ