السلام عليكم

ومن طرائف النقد أيضاً ما جاء في كتاب الشعر والشعراء أن عائشة بنت طلحة بعثت إلى كثير، فقالت له: يا ابن أبي جمعة ما الذي يدعوك إلى ما تقول من الشعر في عزة وليست على ما تصف من الحسن والجمال، لو شئت
صرفت ذاك إلى غيرها ممن هو أولى به منها أنا أو مثلي، فأنا أشرف وأوصل من عزة، وإنما جربته بذلك فقال:
إِذَا ما أَرادتْ خُلَّةٌ أَنْ تُزِيلَنَا .......... أَبَيْنَا وقُلْنَا الحاجبيَّةُ أَوَّلُ
سنُوليك عُرْفاً إِنْ أرَدْتِ وصالَنا .......... ونَحْنُ لتلْكَ الحاجِبِيَّة أَوْصَلُ
لها مَهَلٌ لا يُسْتَطَاعُ دِرَاكُهُ ............ وسابقَةٌ في الحُبِّ ما تَتَحَوَّلُ
فقالت عائشة: والله لقد سميتني لك خلة وما أنا لك بخلةٍ، وعرضت على وصلك، وما أريد ذلك وإن أردت، ألا قلت كما قال جميلٌ:
ويَقُلْنَ إِنَّكَ قد رَضيتَ بباطل ........... منها فهَلْ لك في اعْتزَال الباطل
ولَبَاطلٌ ممَّنْ أُحِبُّ حَديثهُ ............. أَشْهَى إِلَّى منَ البَغيض الباذل
ولَرُبَّ عارِضَةٍ علينا وَصْلَهَا ............. بالجِدِّ تَخْلِطُهُ بقَوْلِ الهازِلِ
فأَجَبْتُهَا في الحُبِّ بعد تَسَتُّرٍ ............ حُبّى بُثَيْنَةَ عن وِصَالك شاغلي
لو كان في قَلْبي كقدْرِ قُلاَمَةٍ ............. حُبٌّ وَصَلْتُك أَو أَتَتْك رَسَائلِى