اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
شعر جميل يداعب شغاف القلب.
أستاذي،
تعجبني جملة (إنّما الإعراب بالنيات).. وعلى اتساع النيّة تتسع اللغة في التعبير.
لو كانت أُحبّ فعلا مضارعا لانتهى الخلاف..
لكن أن تكون: أَحبُّ - فماذا ستعربها؟

شكرا لجمال روحك
أستاذي الفاضلين خالد وحنين، قرأت هذا التعليق وأنا أكتب ما يلي حول موضوع ( التداعي والاستدعاء ) فوددت أن أطلعكما على هذه الفقرة منه التي تتناول كلمة القافية، دون أن يعني ذلك انحيازا لرأي أي منكما :

اختيار كلمة القافية، القافية معيار لجودة الشعر، وخيرها ما توافق فيه التداعي والاستدعاء. ومن نتائج غلبة التداعي أن تبدو القافية مجرد حشو لا لزوم له ومن ذلك كلمة أصفر في قافية البيت الثاني:

سئمت الثغر إذْ يفترْ .... (م) ... رُ عن قطعٍ من الجوهرْ
سئمتُ الشَّعْرَ هفهافا ..... سئمت العسجد الأصفر

والبيت الثاني فيه جنوح لسيطرة التداعي على حساب التوازن مع الاستدعاء على مستويين
الأول مستوى الشطرين : يبدو العجز تكرارا للصدر
والثاني مستوى كلمتي العسجد والأصفر

فإن كلمة الأصفر تأتي في سياق التداعي اللفظي لإكمال الوزن والقافية، ولو تحسب الشاعر إلى ما يمكن أن يوجه من نقد لهذه الكلمة لكان عدل عن التداعي إلى الاستدعاء. ولفكر في نظم آخر.
انظر عندما يتوازن التداعي والاستدعاء كيف تأتي كلمة أصفر مستقرة كما في قول الشاعر عبد الرحيم محمود:

هاتي لظاك به فتصهرني…… نار يداعب غصنها العبهرْ
يا حلوتي أهديك فاتنتي........ فُلاّ يداعب وردك الأصفر

وبعكس العجز فإن الصدر فيه كلمتا ( حلوتي ، فاتنتي ) وهنا يرجح التداعي على الاستدعاء فيقع في الصدر منه ما وقع للشاعر الأول في العجز. ولو أقسط بينهما فلربما قال في الصدر: يا حلوتي أهديك منتشيًا

وعندما يسيطر الاستدعاء على التداعي بمعنى البحث عن المطلوب في الوزن بغض النظر عن مجانسته لمعهود اللغة فإن الشاعر يقع قيما يدعى بالضرورة الشعرية ومنها الحسن ومنها سواه.

يرعاكما الله.