https://www.facebook.com/groups/730173033734253/748396091911947/?comment_id=748397995245090&notif_t=group_comment

Usama Halabi:

وهل "القوانين المستقرة" غير فابلة للتعديل لاحتواء ايقاع جميل جاء به "بحر أوركيد"؟ هل عدم التقاء وتدين يشابه في قواعد اللغة عدم "لقاء ساكنيين"؟ وهل من "فتوى" تمكن من توسيع رقعة الجمال المموسق مع الحفاظ على الأصل؟ ألا يمكن الاستفادة من عملية "تركيب" الأشجار يتمكين إضافة فرع جديد؟


خشان خشان:

أخي وأستاذي أسامة الحلبي
كنت قد رددت عليك ردا مطولا في موضوع وزنك الجديد. ثم اقتصرت على إثبات
الاختلاف. إذ لا جدوى من الحوار في قضية تبدأ بموقف ذاتي متخذ سلفا.
ولكني رأيت أن اجيب هذه المرة. وسلفا أقرر أننا سنبقى مختلفين.
من وجهة نظري التي قد تبدو لك متحجرة أقول في تجلي السليقة العربية في وزن الشعر من الجمال والتناسب والاطراد الرياضي المحض ما لا يقل عن ذلك الموجود في الهندسة المستوية. ويبلغ في ذلك حد الإعجاز وإثبات تميز العربية في هذا الجانب إلى جوانب تميزها الأخرى.
أي عبث به تشويه له. والأدلة قائمة على ذلك بالحجة والبرهان لمن درس الرقمي، وهي كذلك تشهد لعبقرية الخليل في تصويره لهذه السليقة، حفاظا عليها من تأثيرات الأمم الأخرى.
عندما وضع الخليل النحو والمعجم والعروض فإنه وضعها ليحفظ السليقة العربية الصافية من أثر
تفاعل العرب مع غيرهم من الشعوب. ففي تأثرها فساد وهبوط لها.
هذا منهج الخليل. وهو تعبير عن أجمل وأرقى ما في لغات البشر قاطبة. انتقد المعري المتنبي - وهو من أنصاره لطي مستفعلن في قوله :" أي نجيع بسيف الدولة انسفكا " والمتنبي هو من هو ... وبعضنا يجيز اختراع بحور..
واحسرتاه.
قد يرى البعض أن التفاعل مع غير العرب ينبغي أن يغير السليقة العربية وأن يعبر عنه في وزن
الشعر وتطويره وذلك ترقية له. ماذا عن المعجم ؟ ماذا عن النحو ؟ بعضهم طالب بإلغاء تاء التأنيث
من يستمع لمذيعات الفضائيات وهن ينصبن الفاعل ويجررن المبتدأ لا يملك إلا الاقتناع بضرورة تغيير النحو العربي. ( يضربوا شو مهدومين - مهدومين يعني مهضومين بالعامية المتأثرة بالفصحى المتخلفة )
ألا ترى أننا في عصر تغيير المرجعيات الفكرية والوطنية والسياسية وحتى العقدية .
نحو أمة تتحول يا أستاذي. ربما كان على العروض أن ينسجم مع هذا التحول إلى الهاوية.