أستاذتي الكريمة سحر نعمة الله
أستاذي الكريم مختار السعيدي وبهذا اللون سأخصص كلامك

هذا حوار مثالي بين وجهتي نظر. وجهة نظر أستاذتي سحر أعرفها وأتبناها. ولهذا فتعليقي هنا إضافة لما تفضلت به حينا وبلورة لبعضه حينا آخر.


كل بحر له إيقاعه الخاص

كلمة إيقاع لها عدة دلالات

في العروض الرقمي نعني بذلك الاشتراك في صفات عامة مقياسها وجود الوتد أو غيابه ووجود الزحاف أو غيابه، وحسب هاالتعريف ما ثم غير إيقاعين.

إذا قصدنا بالإيقاع تفاصيل الأثر السمعي فقد يكون لبيتين في ذات القصيدة إيقاعان مختلفان.

ويترتب على تعريف آخر للإيقاع نتائج أخرى.

فعلينا تعريف ماذا نقصد بالإيقاع عندما نتحدث عنه ( ثمة عدة مفاهيم للإيقاع )

**

اتفق معك لاني وجدت الصراع واعيشه [ يعني بين الرقمي والتفعيلي ]


وأنا عشت ذلك الصراع أيضا، وهو ناتج من أن حدود التفاعيل تأصلت في الأذهان.

**

أ التفاعيل اسهل بمجرد سماع البيت اعرف تفعيلاته

صدقت أستاذي، أتفق معك تماما، أي تعبير صوتي يدل سمعيا على الوزن.
في البادية يستعملون الهينمة والملالاة : هاها ههم = مستفعلن

**

هذا من ناحية العروض أما علم العروض فالأمر مختلف
صراحة لا ارى فرقابين العروض وعلم العروض


كيف يكون الأمر في علم العروض مختلفا عنه في العروض في السطر الأةل
ويكون ذات العروض في السطر الثاني
ليست أستاذي يقرأ ( العروض العربي ليس علما )
https://sites.google.com/site/alarood/laysa-elman

**

اظن ان الرقمي يقيد نفسه بالدوائر


هذا الظن لديك هو يقين لدينا

**

ما قوله في شعر التفعيلة؟؟


كل ما وافق جزءا من دوائر الخليل فهو ضمن منهجه [ بضوابط حددها الرقمي ] وإن لم يكن ضمن صور بحوره

يعني لو اطلع أستاذي على الجدول التالي لرأى أضعاف صور بحور الخليل:

https://sites.google.com/site/alaroo...dwal-ul-bohoor


تقول نازك الملائكة في ( قضايا الشعر المعاصر – ص – 79) :" .... ويمضي على هذا النسق حرا في اختيار عدد التفعيلات في الشطر الواحد، غير خارج على القانون العروضي لبحر الرمل جاريا على السنن الشعرية التي أطاغها الشاعر العربي منذ الجاهلية حتى يومنا هذا "

**
الامر يرتبط بجمال الشعر وفي ذلك سعة وإيجابية تؤكد غنى اللغة العربية


لله المثل الأعلى:" وسع كرسيه السموات والأرض " ووسعت كلماته كل شيء :" وما فرطنا في الكتاب من شيء " ووسعت سننه كل شيء فحددت – مثلا - عدد العناصر في الكون لا ولن تزيد وما عطل ذلك علما ولا اختراعا بل كانت معرفته شرطا للعلم والاختراع" ليتك تقرأ الخليل وماندلييف:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev
أكبر قفزة شهدها الفكر العربي كانت في الانتقال من الجاهلية للإسلام ، بقيت جماليات الشكر الشعري كما هي وتطور المضمون .

**

بل اقول ان الجمال مفهوم نسبي متطور، لا يمكن أن نعلّبه في قوالب جاهزة


الجمال متطور ، أجل، ولكن كلمة قوالب إشكالية، فإذا قصد بها القواعد فهي ثابتة لا تتغير .

الهندسة المعمارية متطورة والمباني متغيرة ولكنها جميعا تخضع لذات القوانين الهندسية الإنشائية والمعمارية.

**
النحو ايضا متطور أقصد الأسس والقواعد
لقد ألقت كتب وكتب في اللسانيات
أسس وقواعد العروض هي الكتابة العروضية



أخشى أنكما تتكلمان عن مفهومين للتطور، فما ساقه أستاذي عن تطور النحو يتفق مع وجهة نظرنا
تتطور أساليب تناول وتعليم النحو ، ولكن الفاعل يبقى مرفوعا
تتطور أساليب تناول وتعليم العروض وتبقى دوائر الخليل بيت الشعر العربي. وفق ضوابط فصلها الرقمي.

**
يعني نطق ما يلفظ وإهمال ما لا يلفظ أرأيت إن وجدنا قصيدة
رائعة على مفاعلتن متفاعلن
أليس من الظلم أن نقصيها من حقل الشعر
؟

لبعض العلماء شعر راقي المعاني ولكنه فنيا أشبه بالنثر
لأبي نواس شعر ساقط لكنه رائع فنيا
إذا حكما على المضمون فشعر الفقهاء نظلمه إذا قارناه بالساقط الأخلاقي من شعر أبي نواس
إذا تكلمنا في المعايير الفنية فأبو نواس متقدم عليهم بمراحل.
هنا يقال إن الله تعالى وهبه قدرة فنية فاستعملها في معصيته.

نص رائع المضمون على ( مفاعلتن متفاعلن ) هو نص رائع المضمون
وشكلا أو قالبا ليس من الشعر في شيء.

الكوب شكل أو قالب تضع العسل فيه أو الخل أو الماء .


هل وقف تطور الشعر العربي؟ ......كلا
هل خرج عن إطار منهج الخليل.....كلا

التفعيلة شعر ضمن منهج الخليل.

**

العلم يجب أن يواكب الجديد وإلا تجاوزه الزمن
وعلم العروض إن بقي حبيس العصر الجاهلي والإسلامي سيخفت بريقه


من قال غير ذلك . والمواكبة تكون ارتقاء أو فسادا
وفي حديثنا عن الشكل ينبغي أن يكون هناك معيار فإن لم يكن يجب على من ينقض نظاما أن يأتي له ببديل. فهل قدم أحد بديلا عن عروض الخليل وأين هو ؟
أظن العروض الرقمي أكبر تجديد في تقديم عروض الخليل واشده التزاما بمنهجه . بل إنه الوحيد الذي اتخذ من منهجية الخليل محورا وإطارا.

**

اذن كيف لعلم لا يواكب الذائقة ان يكتب له النجاح
كما النحو لن يضيع العروض ما دام الأساس لم يتغير


**
هنا أيضا نتفق ونختلف
قولك " كما النحو لن يضيع العروض ما دام الأساس قائما " والأساس عندنا منهج الخليل.

ولكن بالنسبة للسطر الأول ثمة صياغة أخرى تختلف عن صياغتك بكلمة واعدة لا غير :
اذن كيف لعلم لا يواكب فساد الذائقة ان يكتب له النجاح
ما المرجع ؟

**

*******
كلمة أخيرة

كل من تمردوا على الخليل لم يأتوا ببديل باستثناء أصحاب ما سمي ب ( بقصيدة النثر) وهم رفضوا الخليل ولم يتمردوا عليه فقط.
الحد الأدنى المطلوب بمن يريد أن يطور منهج الخليل أن يوضح معالم وحدود ذلك التطوير . وقبل ذلك عليه أن يفهم منهج الخليل.
أو يضع منهجا جديدا واضح المعالم.
أو على الأقل يضع توصيفا لأوزانه الجزئية.

لن تجد في العالم العربي كله عربيا لم يفسد التعليم ووسائل الإعلام ذوقه يقبل بوزن ( مفاعلتن متفاعلن)
الموشح غناء ولم يقدم نفسه بديلا للشعر، وأعذب الموشحات ما وافقت الخليل.

جادك الغيث إذا الغيث هما .... يا زمان الوصل بالأندلس .

وأهديكما ( لخبوطتي ) :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=63983#post63983

فكيف ستحكم على لخابيطها أستاذي الكريم وبأي معيار ؟

حفظكما ربي ورعاكما.