مِرْبَد حماد مزيد

سأبحثُ في الليالي عن سجالِ
عسى يأتي برائعة خيالي

أراه منذ أيامٍ تلهّى
وعوّده على اللهو انشغالي

سأرسله بها يرعى قريضا
على ألّا يعود بلا غلالِ

وإن لم يأتني بصواع شعرٍ
سأحبسه بجمجمتي ليالي

كذلك ربما أنفيه شهرا
إلى رٍبعٍ من الأحياء خالِ

وأحْرمه من النعلين حتى
على الرمضاء يخطو بلا نعالِ

ولكن ثم لكن ثم لكن
إذا أوفى ولبّى ما بِبالي

وعاد بما رجوتُ من القوافي
سأهديه قطيعا من جِمالي

وأمنحه بلا بخلٍ نصيبا
نصيبا مُجزيا من رأسمالي

سيلقى نفسه عندي وزيرا
وأجْعله على الأشعار والي

وها أنا والحقيقة في انتظارٍ
وبي أملٌ يعود لسان حالي
…………………….
حماد/ 19 تموز 2016

وهذا نهار جديد تخلَّقْ
وبي قد أفاق وبالشمس أشرقْ

أنا لست أدري أأيقظته
من النوم أم هو في الصحو أسبقْ ؟

كذلك أسألُ يا هل ترى
أنوميَ أم نومه كان أعمَقْ ؟

وما قد تذكّرته أنه
سرى بيَ فجرا وبالطير زقزَقْ

وما زلت أذكر لمّا احتسى
معي كأس شايٍ من الحبر أغمق
و.....................

.................................................

حماد/ 22 تموز 2016

وعاد "النتّ" من بعد اختفاءٍ
وأسعدني مجيء الكهرباءِ

عليه من يتابعني يراني
أعرّج في الصباح وفي المساءِ

هواياتي به تغريد شعرٍ
وتسجيل البرامج والغناءِ

وليس لديَّ وقتٌ في التلاهي
أضيّعه دخاناً في الهواءِ

..........................

30 يوليو 2016

حصيلة سجال في روائع الشعر العربي المعاصر :
.......................................

من دون إذن دخلت الساح يا عربُ
أبغي السجال ويدعوني له الطربُ

نسيت أن أقرع الأبواب معذرة ً
والسهو يا عاذري حتماً له سببُ

فقد شجاني قصيد رحتُ أقرأه
حتى دعاني أبو تمام اضطربُ

يا ليتني كأبي تمــــــام منتصرٌ
لما عليّ تعالى الشعر والأدبُ

وربمــــــا مثله أشعلتُ قافية
من حرّها ألسن القرّاء تلتهبُ

هيهات للنصر أن نحظى بفرحته
والنصر ينأى أراه ليس يقتربُ

لو قام من قبره الطائي لاندهشت
بما ترى عينه الأيـــــــــام تنقلبُ

وراح يبكي على أحوالتا جزعا
لا بل وراح على الأطلال ينتحبُ

وألجمَتْه عن الأشعار نائحة
وأسكتَتْه حروبٌ فعلها عجبُ

وما غدا شاعرا يُلقي حماسته
وما حوت شعره الأوراق والكتبُ

أولى له أن يعود القبر ثانية
وعن عيون جميع الناس يحتجبُ

كأنه ما رأى شيئا بأعينه
وظلّ في عهده الماضي كما يجبُ
و ................................

غدا سأكمل ما أجّلتُ فانتظروا
فقد أتى بنعاس الأعين التعبُ
....................................
حماد/ ليلة 2/3 آب 2016

حصادي من سجال ليلة أمس في روائع
الشعر العربي المعاصر :
……………………………
يا عين هل لي أن أغير موقفي
وبشرط ألّا تُدْهَشي بتصرفي

قد كنت أكتب ما ترين وتأمري
واليوم بي أرجوك أن تتلطفي

فلْتُطْبقي رمشيك حتى لا أرى
شيئا بلحظ فضولك المتلهّفِ

فأنا سأحكي كيفما قلبي يري
ولتسمعي ما لم تريه وتعرفي

فأنا أخذت الإذن من راعي الحمى .
هذا ولن أجتاز نصح المشرف

لا بد أنك تعرفيني جيدا
وتراقبين أمانتي وتعففي

ولقد نويت اليوم أشدو للهوى
غزلا كبوح الزاهد المتصوّفِ

لكن خوفي أن تُنيمَك غفوة
ويروح عنك بديع ثورة أحرفي

والنوم سلطانٌ ولست بضامن
أن تسهري ولقد صدقتِ تخوفي

فلقد سمعت شخير أنفك عاليا
ولقد رأيت بريق جفنك يختفي

يا عين نامي واعلمي أنت التي
أنعستني حتى بوعدي لا أفي

وغدا سنصحوا ونلتقي بعد الكرى
وأعيذك الله الكريم المنصفِ

كي تطردي كسل الجفون وتحملي
بيديك آيات الكتاب وتحلفي

من قد تسبب في نعاسي هل أنا
أم أنت يا عيني إذا لم تأسفي
..........................................
حماد / ليل 5/6 آب 2016

حصاد سجالي عند شروق شمس اليوم الأربعاء
في روائع الشعر العربي المعاصر أخاطب فيه قريحتي :
...................................................

بك أستجير قريحتي فتأهبي
فلقد صحوت على شفاهي أضْرُبي

فالآن قد طلّ النهار وشمسه
طلعت وضاءت بالأشعة مكتبي

جودي عليّ فقد قصدتك راجيا
لا تخذليني عند أمة يعربِ

لا تتركي وقت الضحى يجتازني
وأنا رهين مزاجك المتقلبِ

فأخاف أن يمضي النهار وينتهى
وأظلّ حتى غروب شمس المغربِ

وتضيع أوقاتي الثمينة لعبة ً
وبعقليَ المسكين لهوا تلعبي

وأخاف ألّا تستجيبي شقوةً
وبأبحر الشّعار تغرق مركبي

وتغوص في وحل الترقّب أرجلي
وأعود من دون الحذاء بجَوْربي

فلْتُسرعي فلقد تشوق سامعي
وبما لديك من القوافي أطربي

فأنا تركت لك السجال فساجلي
عني ونوبي في حماه الأرحبِ

ما شئت قولي إنني بك واثقٌ
وخذي يراعي من يديْ كي تكتبي
..........................................
حماد / عند شروق شمس الأربعاء
10 آب 2016

حصيلة سجالي ليلة أمس في روائع الشعر
العربي المعاصر :
..................................
بجفنكِ يا عيوني لا ترفّي
وجاريني وبي لا تستخفّي

دعيني أبذر الأشعار ليلا
ليحصد رَيْعها في الفجر كفّي

وإياك النعاس يُميل رأسي
ويغدو فاقد الأفكار حرفي

ولا تذري المزاج يضيق سؤما
وأغدو لا أرى بك غير أنفي

وتفترُ نشوتي بعد التجلّي
وينزفُ بالتثاؤب دمع طرفي

وأعطي صفحة السّمّار ظهري
وأتركُ ورشة الأشعار خلفي

وأخرج أشتكي القمراء حظي
عساها ظلمة العينين تُطفي

فهيّا كي نرى قمر الليالي
بنصفٍ قد تبدّا دون نصفِ

فحينا في صفاء الجوّ يزهو
وحينا يختفي بسحاب صيفِ

وحان زمان عفوك عن كلامي
فقد بالغتُ فيما كان يكفي

أراني قد رميت عليك ذنبي
كأنّي أبتغي منك التشفّي

فأنت بريئة من كل وَهْم
ولا عني ذنوب الوهْم أنفي

فإن أحببتِ في القمراء نامي
وإن أحببتِ عودي كي نوفّي
.......................................
حماد / سجال ليلة 12/13 آب 2016