مِرْبَد حماد مزيد

حصيلة سجالي الليلة الماضية في روئع الشعر العربي المعاصر،
وموضوع السجال كان ( من الآيات إلى الأبيات ) وبحره السريع:
.............................
سبحانه ربّ السماء العليمْ
القادر البرّ البصير الحليمْ

مبدع ما تحار فيه النُّهى
ومعجز العقل بخلْقٍ قويم

سبع سماوات طباقا بنى
في بحر يومين وفيها النجومْ

هنّ المصابيح اللواتي ترى
عيني ضياءهنَّ بين الغيوم

سبحانه أوحى لها أمرها
بما لديه من عجيب العلوم

يعجبُ أهل العلم من علمه
كذلك الواعي اللبيب الفهيم

وينحني من عُحْبه راكعا
وساجدا بين يديه الهَيُومْ

سبحانه الدائم لا ينتهي
حضوره وغيره لا يدومْ
......................................
حماد / ليل 9/10 أيلول 2016

وهذي حصيلة سجال آخر في روائع الشعر العربي المعاصر:
.....................................

أترونَ بدرا ً في السما يتكوّرُ
ولكُم كما يبدو إليّ يظهرُ ؟

يا معشر الشعراء مثلي شاهدوا
مدّوا عيونكمُ إليه وانظروا

قمراؤه مثل النهار مضيئة
وجماله يسبي العيون ويسحرُ

ونويتُ في القمراء أكتب أحرفي
وعلى سنا بدرٍ تألّق أسهرُ

وتخطُّ في الرمل الحروفَ أناملي
حتى تموج على الرمال الأسطرُ

وينوب عن قلمي المُدبَّب شاهدي
والرملُ عن ورقٍ طواه الدفترُ

لا لن أنام ولو فديتُ بأعيني
حتى أرى عينَ الثريّا تنظرُ

وترى على وجه التراب قصيدة
ما زلت أرسم طَرْفها وأصوّرُ

ألوانها ضوء وظلُّ صَبْغها
لا أخضرٌ تلوينُها أو أحمرُ

كرسوم جدران قديمُ نقْشُها
أو رسم أطلال عتيقُ أغبرُ

فالبدرُ مرآة تمرْأتْ أحرفي
فيها وبالمقلوب حرفي أبصرُ

سأريكموها قبل أن يلج الكرى
في مقلتيّ والمشاعر تُحشَرُ
......................................
حماد / ليل 15/16 أيلول 2016

حصيلة سجالي الليلة في روائع الشعر العربي المعاصر:
………………………………………..
عيني ترى أهل السجال تألّقوا
ومن الهوى أحلى الكلام قد استقوا

هذا يغني في الحبيب تغزّلا
وأرى بعينيه السعادة تشرقُ

وأرى كذلك باكيا متألّما
ودموعه فوق الخدود ترقرقُ

وأرى التشوق في مآقي عاشق ٍ
وعليه من نار الصبابة أشفقُ

وألاحظ الهيمان يؤلمه الجوى
ويكاد من أحشائه يتمزّقُ

وأشاهد الوَلِه المتيّم قلبه
من قيس ليلى في التشبّب أسبقُ

وأنا الذي قد بتُّ أرقب نظمكم
ومعي عيوني ما كتبتم ترمقُ

أوليس لي قلبٌ رهيفٌ مثلكم
وإلى التغزل في المها يتشوّقُ

وبه تغاريدٌ لألف قصيدة
ومن الأغاني ما يُحبُّ ويعشقُ

ما زال يكتمهنَّ في خفقاته
وفمي الفصيح مكمّمٌ لا ينطقُ
.......................................
حماد / ليل 17/18 أيلول 2016

حصيلة سجالي الليلة في روائع الشعر العربي المعاصر :
..................................
ومضى الوقتُ وليلي انتصفا
وأنا ساهٍ وعيني خطفا

قمرٌ لاح بوجه أمْغَر ٍ
وعن البدر بدا مُختلفا

زاهدا بالنور قد شاهدته
قرب نجم يتلالا وقفا

لم تزل عيني تباري خطْوَهُ
ولكُمْ تنقلُ وصفي أحرفا

إنها ساهرة الجفن الذي
قد تحدّى النوم حتى ذرفا

دمعةَ النعسان والخدّ ارتوى
وتثاءبتُ وحالي اختلفا

ومزاجي غاضبا قد لامني
وخيالي فاتني وانصرفا

ويكأنّي القمر الواهي أنا
والذي شاهدْته منخسفاً

إنني استنفذتُ باقي طاقتي
ولكُمْ ضعف كلامي انكشفا

ليس عندي طول بالٍ بعدما
شقشق الفجر.. وما بي قد كفى
.........................................
حماد / ليل 22 أيلول 2016

أيلول فيك استَعْسَلَ الرُّمّانْ
و بحَبِّه قد مالتْ الأغصانْ

عسلٌ يمانيُّ الجنائن طعمُه
وحَشاهُ أغْمَقُ من دَم ِ الغُزلانْ
.......................................
26 أيلول 2016

حصادي من سجال الليلة في روائع الشعر العربي المعاصر:
.......................................
أتُراني في سجالْ
أم تُراني في نزالْ

لست أدري ما بحالي
ربما هذا خيالْ

كل ما أدريه أنّي
أنني في " كرنفالْ"

وأرى حولي أناسٌ
فيهمُ المدحُ يُقالْ

شعراءٌ يقرضون ـ
ـ الشعر وَحْيا وارتجال

من بلاد العُرْب جاءوا
كي أراهم في احتفالْ
...........................
معهم بات فؤادي
بعدما الوصل استحالْ

وانطفا الضوءُ وحلَّتْ
ظلمة الليل وطالْ

بينهم كان مكوثي
مثل طلّات الهلال

ما تراه العينُ حتى
يختفي خلف التلالْ

وغدٌ فيه تلاقٍ
و وصالٌ واتصالْ

وبه سوف يُلاقوا
ما حكى قلبي وقالْ
.........................
حماد/ ليل 26/27 أيلول 2016

وهذا حصاد أخر من سجالي الليلة في روائع الشعر العربي المعاصر :
…………………………….

وباسم الله ربُّ الكائناتِ
و قابض مهجتي عند المماتِ

بدأتُ القول متّكلا عليه
هو الموحي و مُنْزل مُلْهماتي

يطيبُ القول في الماضي ويحلو
إذا معه أتيتُ بذكرياتي

فمنها ما يثرثره لساني
ومنها ما يغرغرُ في لهاتي

ومنها ما يخبّئه فؤادي
عن الثقلين أحفظه لذاتي

فأحلاها غداة نظمتُ شعرا
على بحرٍ قصير الفاعلاتِ

وأذكرُ وقتها أنّي صبيٌّ
وللشعراء أقرأُ والرواةِ

وتعجبني القصائد والقوافي
ويطربني كلام الأغنياتِ

ولا تغفو عن المذياع أذني
وإنْ عينيَّ أغمضها سباتي

سباها صوته الرنّام عشقاً
وموج أثيره أسر التفاتي

وأذكر أنني في ذات يوم
وفي أحد الليالي المقمراتِ

ولا أنسَى كأنّ الآن عيني
تحدّقُ في النجوم الساطعاتِ

سأذكرُ ما رأيتُ غدا لأنّي
نعستُ وذِكرُه لا شكّ آتِ

و أُنهي بالسلام ختام قولي
على الهادي و أختم بالصلاةِ
…………………………………..
حماد / ليل 29/30 أيلول 2016