لمَ جئتَ يا أيّارُ بالأمطارِ
وسكبتها بدلاً من الأشعارِ

فاجئتني بالريح تحمل غيمها
مستهتراً وعبثتَ في أفكاري

أحسبتَ نفسك في الشتاء وقد مضى
وظننتَ أنّي لم أزلْ بدثاري

عُد لي بعين الشمس قبل غروبها
لا تجعلنَّ دمي يفور بناري

أولستَ عندي أنت أجمل موسمٍ
للشعر منذ نعومة الأظفارِ

أشتمُّ فيك سنابل القمح المَنضَـ
ددِ حبّها كقصائد الشُّعّارِ

سأصدُّ من يأتي لبابي زائرا
ما دمتَ يا أيّارُ من زوّاري

فالسُّدْس منك لقد مضى والباقيا
تِ طويلة ومديدة الأعمارِ

معهنّ سوف أغيب عن عين الملا
وأظلُّ مختفيا عن الأنظار

لا وقتَ عندي كي أضيّعه سدى
فلقد سئمت سماجة الأخبارِ

سأسدُّ بالأستار نافذتي التي
توحي بأنّي جالسٌ في الدّارِ

وسأختفي بين الغصون وأرتدي
جلدا كما الحرباء في الأشجار ِ

وألقّنُ الصبيان أنّي ذاهبٌ
لو جاء يقرع باب حَوْشيَ جاري
لا بلْ وإنّي قد ذهبتُ مسافراً
ولسوف يمعنُ في النوى مِسفاري
إلا صديقا واحدا فأذنْ له
ذاك الذي استودعته أسراري

مستثنى من بين الصحاب جميعهم
ومُنَزّه عندي من الأخيار

لمْ يأت إلا وفي يديه هديّة
منها تفوح حوائج العطّار

فاسمح له وافسحْ طريقا إن أتى
لاقيه بالأزجال والأزهار ِ
……………………….
حماد / العاشرة صباحا من يوم الجمعة
06 أيار 2016