أخي الكريم سعيد معتوق ،
حضرتك فسرت َاستخدامي لإشارة التعجب على سبيل الذم . مع أنها تستخدم لكلا الغرضين المدح والذم . لكنني والحق يقال ؛ لم أستخدمها لا للمدح ولا للذم . وإنما استخدمتها كعلامة ترقيم أراها مناسبة بعد أسلوب النداء أكثر من الفاصلة (،) . وقد شاع مؤخراً استخدامها لهذا الغرض ، وأنا ممن يؤيد هذا الاستبدال، كوني أرى الفاصلة التي تستخدم أصلاً للفصل بين الجمل المتتابعة على السطر غير مناسبة بعد أسلوب النداء الذي يستفرد وحده بالسطر كاملاً. فالفاصلة لا تؤدي عملا ً مقنعاً إلا بوظيفة ( الفصل ).فمن قناعتي هذه تجدني على الدوام - ومع جميع الناس الذين أنتقيهم انتقاء للحوار- أستخدم إشارة التعجب بعد النداء. وبما أنني كنت أناديك عندما خاطبتك قائلة : (أسعدتنا بحضورك الكريم !) فقد استخدمت إشارة التعجب كعلامة ترقيم بعد أسلوب النداء وهي بريئة عندي من كل معنىً آخر سوى لترقيم .
وعلى كل حال، لستُ متعجبة من تعجبك، فمن الواضح أن احتمال استبدالي إشارة التعجب بالفاصلة لم يخطر على بالك .
أولا : ليس من عادتي أن أخوض حواراً (غير هادف)، فوقتي أثمن من أن أضيعه بالتسلية، ومع أيٍ كان. فحواري حوار معرفي هادف بالمعنى المطلق.
ثانيا: ليس من عادتي غمط من يحاورني حقه في الاحترام ، حتى وإن بدا أسلوبي في النقد قاسياً عليه، فقسوة أسلوبي تأتي من التضييق على من أحاوره بوجوب التزامه الدقة التزاما كاملاً في كل ما يطرحه ؛ فليس من مفهوم أو طرح علمي يمكن أن يمر دون تمحيص وتدقيق ، وهذا قد يشق على من لم يعتده .
أما احترامي لشخصك الكريم فقد عبرت عنه في أول مشاركة لي في هذا الحوار عندما قلتُ إني ((لمحتُ عندك رؤية مميزة ))،فرؤيتك المميزة زادتك في الفضل فضلاً ، ثم إني بقولي (أسعدتنا بحضورك الكريم !) كنت أعبر صادقة عن شعور الاحترام . ولمَ لا أحترمك ...وليس لدي من أسباب تمنعني من احترامك ؟! وليس من شيمي عدم احترام الآخرين ، ولا أنا بالمفلسة أدبيا ً. لكنني سأعلن إفلاسي كلامياً ثم انسحابي بعد مشاركتي هذه ، إذ لم يتبق لدي كلام أقوله بعد أن فقدت رغبتي بمتابعة حوار يبدو متشنجا منذ مطلعه .
كنت سأشعر بالحزن لو أنني تسببت بخيبة أمل الخليل لو كان عائشاً واستنتج أن لا فائدة من علمه عند أناسٍ كثيرين، وأنا منهم... بالطبع، فأحمد الله على أن كفاني شر ذلك بكونه أخذ الخليل في ذمته ورحمته قبل أن أتسبب بخيبة أمله . ثم إنني لا أحب إتعابك بمزيد من الشرح كي توضح لهذه الطالبة غير المركزة جيداً (ثناء ) حتى تفهمها بحر الخبب . جزاك الله خيراً ، وأحسن إليك وإلى كل معلم .إن مهنة التعليم تتطلب مشقة وسعة صدر...أقول هذا من تجربتي الخاصة .لكن فضل المعلم عند الله وعند الناس كبير .فأشكرك من قلبي معلمي الفاضل سعيد معتوق ... بارك الله فيك .
ا
المفضلات