اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير
أخي وأستاذي الكريم د. ضياء الدين الجماس
سأقول لك رأيي بصراحة تامة في هذا الذي تسميه حضرتك (خبب البحور الخليلية ) ، وتدعو الشعراء للكتابة على إيقاعه .
يا أستاذي أرجو ألا يغضبك كلامي .
خبب البحور الخليلية موجود ، نعم موجود . ولكن وجوده لا يعني شيئا ً. أليس الزبد الذي يطفو على وجه مياه البحار موجودا ً أيضا ً؟ بلى هو موجود ، ولكنه لا يعني شيئاً ،ولعل الله خلقه لحكمة إيجاد المثل السيئ. قال تعالى : { أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَة بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْل زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّار اِبْتِغَاء حِلْيَة أَوْ مَتَاع زَبَد مِثْله كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْأَمْثَال }
لم أستطع استساغة أي مما كتبت حضرتك من الشواهد على إيقاع ( خبب البحور الخليلية ) . وقد حاولت قسر نفسي على استساغتها فشقّ عليّ ذلك .
وكيف تستسيغها حضرتك ؟ ...أستغرب .
كيف يمكن استساغتها وهي تقوم على ما نفاه الذوق ونبذه من الجمع بين مختلف الزحافات الثقيلة وغيرذلك في الإيقاع المستخدم نفسه مع الانتباه إلى أن الزحاف هو في الأصل خروج وشذوذ عن الإيقاع وإن كان مستحسنا .
فما الذي ستتحمله هذه الأذن حتى تتحمله ....رفقا بنا د. ضياء !
مع كامل التقدير
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذتنا وشاعرتنا المرهفة ثناء صالح حفظها الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كم أسعدني ردك الكريم لما فيه من الصراحة من جهة ويفتح باب الحوار الجاد ويضع الأمور في مكانها الصحيح ، وسأبين لك ما جوابي على النقاط التي تفضلت بذكرها وألخصها بما يلي :
1- مثل الزبد لا ينطبق على الحالة المطروحة فالزبد ليس من الماء بل يحمل نفايات الماء وفيه خبث ويطفو على السطح ، وأما هذا النموذج فهو من الشعر وليس من غير جنسه وهو عميق خفي لا يطفو على السطح ، ولو كان طافياً على السطح لتناوله جميع العروضيين وبينوا انتفاء صفة الشعر عنه. فليست المسألة مسألة وجود أو عدم بل هو شعر خببي أم وتدي أم يحمل الجنسيتين. هذه هي المسألة وترجيحي المدعوم بالشواهد أنه يحمل الجنسيتين لأنه ينطوي على تفعيلات وتدية مزاحفة فالوتد موجود غطت عليه الحركة السابقة له فأعطته اللحن الخببي.
2- مسألة الذوق في قبول الشعر وغيره مسألة فردية شخصية تتعلق بالجماليات ، فكم من الأشخاص لا يستسيغون كثيراً من الثمار المفيدة لوجود طعم المرارة فيها (كالكباد ) مثلاً بينما يرغب فيه آخرون .(ولا يشبه الزبد بالنسبة لباقي الثمار الأخرى)، ولا أحد يلوم أحد على ذوقه. والورد الجميل ذو أشواك جارحة، ومع ذلك تجدين بعض الأيادي تقطفه.
من شاء القرض على هذا الوزن ( وهو صعب على الكثيرين ويحتاج لمهارة بالغة)، فليفعل وليجرب، ومن استصعبه فليتركه... ما قمت به لفت نظر إلى نموذج خاص من الخبب يحمل الصفة الوتدية الكامنة.
3- الزحافات المستعملة هو زحاف الخبن أو الطي فقط قبل الوتدفي كثير من المواضع، وقد ضربت عليه مثلاً خبن فاعلن فأصبحت فعلن ، وقد قلتِ حينها بأن القصيدة التي نظمتها عليها كضرب الدربكة وهي صارمة النظم. وفي تفعيلة الرمل تصبح فاعلاتن بوزن فعِلاتن (وهي جميلة جداً)، وبالطي في تفعيلة الرجز تصبح مستفعلن مستعلن وهي مقبولة في هذا البحر. ومن وجد زحافاً مستثقلاً فلا يستعمله.
4- أما عن استساغتي أنا ، فأنا أستسيغ جمع أنواع الشعر كاستساغتي لجميع أنواع الطعام ، ولم أرفض نوعاً منه يقدم لي إلا ما كان ضاراً صحياً.
5- هذه الدراسة نجمت عن ملاحظة وزن الخبب في بحري المتقارب والمتدارك ، وقد جربتها ضمن كثير من البحور الأخرى فنجحت وخاصة الرمل والمديد ومجزوء السيط والرجز..
هو بحث تطبيقي ، من وجد فيه فائدة فليأخذ بها وليدع لي ولجميع من ساهم وشجع، ومن لم يجد فائدة فليدعه ، ونسأله السماح على ضياع وقته الثمين، وإن وجد خطأ في أصل الاستنتاج فليبين لنا والحوار مفتوح.
مع مزيد شكري واحترامي لذائقتك المرهفة.
بوركت على المشاركة الجميلة. وجزاك الله خيراً