أهلاً بالأستاذة سحر نعمة الله
تفضلي بما لديك
معظم المهاجمات يا أستاذة يقوم بها من لا يحتاجون دراسة العروض الرقمي لاستغنائهم عن ذلك بما أنجزوه من دراسة العروض التقليدي .فهم يجدون في العروض الرقمي ترفاً علمياً يمكن الاستغناء عنه ، وقد أثبت العروض التقليدي وجوده ، وأدى دوره خلال حوالي أربعة عشر قرناً، فكفى الشعراء والعروضيين حاجاتهم الأساسية واستوعب ما استحدث من متطلباتهم . فإن كان العروض التقليدي كافياً، فما الحاجة للعروض الرقمي ؟ وهكا فالإدعاء لدينا يتهم العروض الرقمي بأنه ترف علمي فائض عن حاجة العروضيين والشعراء .إن لم يكن ذلك العلم الذي لا ينفع والذي يستعيذ منه المسلمون في دعائهم إلى الله .. فما ردكم على هذا الاتهام يا آل الرقمي !
هو غير مألوف لديهم لأنه يستخدم الأرقام .
الضير في ذلك أن سيتسبب في القطيعة بين دارسي العروض الرقمي ودارسي العروض التقليدي .إذ أن دارسي الرقمي غير ملمين بالمصطلحات العروضية التقليدية ، وعندما تكون فرصة الحوار متاحة بينهم وبين دارسي العروض التقليدي فإن الرقميين سيشعرون بالنقص والحيرة لعجزهم عن متابعة حوار تستخدم فيه مفاهيم لم يدرسوها ولم يعوها لنبذهم لها وتعاليهم عليها أثناء دراسة دورات الرقمي ، وهكذا فإن خريجي الرقمي حتى وإن كانو قد حصلوا على المفاهيم ذاتها وبدقة وتركيز كبيرين إلا أنهم غير قادرين على المشاركة في الحوار الضروري لتقديم وجهة نظر الرقمي لمعارضيه . وبما أن الحوار محكوم عليه بالفشل فإن القطيعة ستستمر ، ولن يتمكن الرقميون من تجاوز المرحلة الانتقالية في تاريخ علم العروض والتي ستنقله من المرحلة التقليدية إلى المرحلة الرقمية لأنهم لا يتمتعون بكفاءات الحوار الناجح وأهمها فهم المصطلحات التي يستخدمها الطرف الآخر كمُحاور .
لم يكن أبو تمام - رحمه الله - باحثاً علمياً ،كان شاعراً فقط والشاعر يقول ما يشاء ولا يؤخذ عليه تعاليه عن أفهام الناس . أما ما يقدمه الرقمي فهو علم ويحتاج لأن يتعلمه الناس ،وليس ثمة تعليم إلا بتبسيط المعلومات وإتقان صياغتها ،وإلا فإن العلم لن يثبت نفسه ويحتل مكانته في العقول التي يعتمد في وجوده على استيعابها له .
تغيير نظام التفكير عبر تبديل مادة الفكر كأحد الخيارات المتاحة في الواقع، لا يتحقق إلا بإظهار قوة الخيار البديل الذي يفرض نفسه ويتغلب على سواه من الخيارات المتاحة بمحض قوته في عرض نفسه .
شكرا لك أستاذة سحر
المفضلات