بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذتنا الكرام
طالما أن لهذا البحر تفعيلة واضحة في دائرة البحور فهو بحر يمكن ركوبه ، وتأتي الخبرة فيه مع كثرة استعماله.
تجربتي فيه متواضعة ، امتطيته بأكثر من قصيدة وقللت الزحاف فيه بحيث لم أستعمل فيه إلا فعِلن 1 3 في الحشو أحياناً. وإليكم قصائد من تجربتي، أرجو إبداء الرأي فيها.
عيد المتناقضات
د. ضياء الدين الجماس
مُـحْزَنٌ عيدُنا ضجَّ فيه الدعاء .... والشهيد ارتقى مخْضَبَاً بالدماءْ
والدموع جرى نهرها جارف .. والنجوم بكت في أعالي السماء
هالها مشهدٌ فيه فتك الورى....فهَمَى دمعها من أعالي الفضاء
ذاك طفل شريد بلا حاضن ... ذاك شيخ مريض أتاه البلاء
قاصفاتُ الشظى واللظى أحرقت ... منزلاً مترعاً لازمته النساء
والغذاء اختفى تحت أرض هوت .... والمشافي خوت من أصيل الدواء
لا الكساء كسا جلد طفل بكا ... لا الكهوف وَقَتْ شارداً في الخلاءْ
صورة أحزنت من رأى بِرْكة... من سيولِ دمٍ أو دخان الشقاء
غزةٌ تحت قصف العدو اكتوت... عالَـمٌ شارد عن صريخ النداء
عالم صامت هاله ما رأى ... عزمه كله حزمة من عزاء
"أوقفوا ناركم أولاً كابتداء ... فاوضوا بعضكم دون أي ازدراء"
جملة صاغها حاكم ماكر ... سطروا حرفها في مباني الدهاء
رفضت كلها جملة جملة ...حُرِّقَت دفعة في مهب الهواء
فهمها واضح في عيون النهى ... فمضى ذَرُّها في الرياح هباء
صورة من بريق الفساد طغت ...كنقيضٍ لـِما هالنا من فناء
لا الرجال كما عُهدتْ تنتخي .. والنساء برخصٍ كشفْنَ الحياءْ
والعيون غفت في روابي الهوى...والشفاه انبرت في نعيق الغناءْ
والبطون غدت عالياتُ الرُّبـا...والقلوب ارتوت من لذيذ السقاء
عيدهم سكرة في ليالي الدنا.... ظنهم أنها متعة للبقاء
هل ترى منْ حياءٍ بقى يرتجى ؟... إن ترى منه شيئاً فذاك الرجاءْ
أي نصر يداني حليف الرِّبا ... والفروج ارتوت من مياه البــــــغاءْ
إن حفظنا العهود وعاد التقى ... عاد عزُّ الجدود ومَـجْد العلاء