في منتدى الفصيح حوار ثري حول الموضوع وأوسعه ما دار بيني وبين استاذي د. خلوف .
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=82964

أنقله ادناه :


استمتع كثيرا بحواري مع أستاذي د. خلوف

كثيرا ما أجدني متفقا مع أستاذي د. عمر خلوف في المقدمات والشرح ثم اختلف معه في النتائج.
سبق لي أن أشرت إلى اتفاقي معه حول التقطيع والتأصيل كما ذكر في كتابه ( فن التقطيع الشعري ) وقال بأن لها استثناء في تأصيل عروض وضرب الطويل وأنا لم أجد فيها استثناء. وقد يبدو ذلك اختلافا.
إذا اعتبرنا التأصيل من اليسار لليمين فلا شك ثمة استثناء للطويل
إذا اعتبرنا التأصيل من أي سبب ثابت الزوجية وبالاتجاهين حسب قاعدة التناوب العامة، فليس ثمة استثناء.
ما تقدم شرح وتعقيب موضوعيان
وللتعبير بالصيغة الموضوعية عن الأمرين مع حفظ حق أسبقية د. مخلوف نقول:
حسب طريقة د. خلوف يوجد استثناء
حسب تطوير الرقمي لطريقة د. خلوف ليس هناك استثناء
التفصيل السابق مثال يحتذى في الموقف من موضوع عنزة الخبب
ولا أخفي إعجابي بتسلسل أفكار أستاذي ومنطقيتها، ولذا أتبناها تماما واصل بها إلى نتيجة مغايرة. ثم أبين كيف أدت نفس المقدمة إلى نتيجتين مختلفتين :

تنقسم الإيقاعات الشعرية إلى نوعين: (الإيقاع البحري)، و(الإيقاع الخببي)..
وهذا ما قرره عدد من العروضيين العرب المعاصرين، وعلى رأسهم د.أحمد مستجير، والأستاذ سليمان أبو ستة، وعمر خلوف، وتبعهم على ذلك رائد العروض الأرقامي الأستاذ خشان.

أتفق تماما مع هذا القول
تنقسم الإيقاعات الشعرية إلى نوعين من الإيقاع : (الإيقاع البحري)، و(الإيقاع الخببي)..

ولكل باحث في العلوم أن يتبنّى مصطلحات يرى أنها تناسب فكره ومنهجه الذي يسير عليه، بناءً على شروط يضعها الباحث لنفسه.
أتفق مع هذا القول تماما

ولذلك كان من حقّ الأستاذ خشان أن يُطلق في منهجه وعلى شَرْطِه: مصطلح (إيقاع) على (الخبب)، وأن يترك مصطلح (بحر) لبقية الإيقاعات الشعرية! على أن يقول في مقدماته: هذا على شرطِنا.

أتفق تماما مع هذا مع ملاحظة أني أقول ( هذا على شرط الخليل ) أعني بهذا عدم تسمية الخبب بحرا، أما كونه إيقاعا مختلفا عن الإيقاع البحري فسبق توضيح اتفاقنا حول ذلك.
هل هو شرط خشان أم شرط الخليل ؟ أم فهم خشان لشرط الخليل ؟
بالنسبة لي هو شرط الخليل، أما بالنسبة لمن يعارضني فله أن يرى أن ذلك ( فهم خشان لشرط الخليل )
سأدافع عن وجة نظري أنا طبعا.
العروض الرقمي منهج كلي شامل منه أنطلق في كل حوار وكل جزئية، ولا يستحق المنهج اسمه إن لم يكن شاملا لأحكام الجزئيات بشكل متناسق منسجم.
س 1 : من أطلق تعبير البحور على أوزان الشعر العربي الخمس عشرة ؟ خشان ام الخليل ؟
جـ 1 : الخليل
س2 – من استبعد الخبب من البحور؟ الخليل أم خشان ؟

يقول د. خلوف :

http://www.alfaseeh.net/vb/showthrea...l=1#post330179

" فإذا صحّ قِدمُ هذه الأشعار، وصحّ ما يُنسب إلى الخليل ذاته من شعرٍ على هذا الوزن، وأنه نصّ على طرحه، عرفنا إلى أيِّ حدٍّ كانت أذُنُ الخليل مرهَفَةً، فلم تخلط بين هذين الوزنين كما فعل لاحِقوه، وتأكّد لنا -بالتالي- أن الخليلَ لم يستطع أن يضبطَ قواعد هذا البحر، لقلّته آنذاك، ولِمخالفته جميعَ القواعد والأصول التي انتظمتْ عليها بحورُه الأخرى، فطَرَحَه وأعرضَ عنه، تاركاً حبلَهُ على غاربه. "

س3 : من أدخل الخبب في عداد البحور إذن الخليل أم سواه ؟
جـ 3 : رفض الخليل إدخاله في بحوره ( أو لم يدخله في بحوره على افتراض خطأ رواية أن الخليل نظم عليه) وأدخله غيره
س 4 : هل دعوة غير الخليل على نحو يخالف رأي الخليل في إلحاق الخبب بالبحور ملزمة للخليل ؟
جـ 4 : ليست ملزمة
س 5 – هل يستطيع خشان الذي ينطلق في الرقمي من فرضية منهجية الخليل أن يخالف الخليل في عدم نسبة الخبب للبحور ؟
جـ 5 – لا يستطيع، وإلا انهارت دعواه مرتين انهيارا منطقيا بمخالفته قول الخليل، وانهيارا موضوعيا باستبعاد عنوان التخاب الذي يحدد تداخل الإيقاعين البحري والخببي.
س 6 – هل يستطيع د. خلوف أن يدعو الخبب بحرا ؟
جـ 6 – نعم يستطيع فهو لا يؤمن بأن العروض العربي علم ، فهو يقول :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post601955

" ........حتى يقتنع أصحاب تلك النظريات أن العروض العربي ليس علما .. وإنما هو مجموعة من الإرشادات البسيطة يمكن تلقينها للصبي ....."
وهو يقول نافيا وجود منهج شمولي للخليل يشمل دوائره :
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showpost.php?p=848908&postcount=2
" .......ولم يُحاول أحد قبل أستاذنا [ يعنيني أنا وهو أستاذي ] أن يستخلص من عمله منهجاً شمولياً غيرَ موجودٍ أصلاً."

صدقت لم يحاول أحد قبلي ذلك.

، واسعدتني شهادتك، وهذا ما يجذبني إلى أعظم عبارة
حول علم العروض قرأتها للأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002 ولا أمل تكرارها :


"وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر
العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من
بلوغ هذه القمَّةالرياضيةالتي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ .
"



ومن حسن حظ الأستاذ ميشيل أديب أن الخليل أوضح منهجه فكرا وشمولية بمقولته كما رواها ياقوت في معجم الأدباء 6/ 74 "

إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها. وعرفت مواقع كلامها، وقام في عقولها علله، وإن لم
ينقل ذكر عنها. واعتللت أنا بما عندي انه علة لما عللته منه، فإن أكن أصبت العلة فهو الذي
التمستُ، وإن تكن هناك علة له، فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا محكمة البناء، عجيبة
النظم والأقسام، وقد صحت عنده حكمة بانيها، بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج
اللائحة، فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنما فعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا،
ولسبب كذا كذا سنحت له بباله محتملة لذلك، فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل ذلك للعلة
التي ذكرها هذا الذي دخل الدار، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة. إلا أن ذلك مما ذكره هذا
الرجل محتمل أن يكون علة لذلك، فإن سنح لغيري علة لما عللته... هي أليق مما ذكرته
بالمعلول فليأت بها.


لا يختلف المستشرقون وتلاميذهم مع الخليل في ذات اوزان البحور ، فلا خلاف على وزن الطويل أو المتقارب. يحاول المستشرقون بعقليتهم العلمية صياغة منهج شامل للعروض العربي منطلقين مما يفترضونه حقيقة عدم وجود ذلك المنهج كما عبرت أنت عن ذلك وكما يقول به أغلب العروضيين العرب بلسان حالهم وإن أسموه علما بلسان مقالهم.

كل الذي أحاول إثباته أن للخليل منهجا شاملا أصوب من مناهج المسنشرقين.

في ظل المعطيات التي يتبناها أستاذي د. خلوف من أن العروض العربي ليس علما وأن لا وجود لمنهج شامل للخليل فيه، فله كما لسواه أن يلحق ما شاء بما يشاء.
وإذن فاختلافنا في تسمية الخبب بحرا هو نتيجة لاختلاف أعمق، لا يحسم إلا بحسم ذلك الخلاف الأعمق. ويتوقف حكم القارئ على الخبب كونه إيقاعا وبحرا كما يرى أستاذي د. خلوف أو إيقاعا فقط كما أرى .
ويُصادرَ حقّهم، بناءً على تعميمٍ افتراضيٍّ وضعه لنفسه، يقول: (لا بحرَ بلا تفعيلة، ولا تفعيلة بلا وتد)،

هل أنا من قال هذا أم الخليل عبر دوائره وبحوره ؟ هنا أيضا نرجع لأصل الخلاف الذي يتمثل في رفضي لقول أستاذي بعدم وجود ( علم العروض العربي ) وعدم وجود ( منهج شمولي للخليل )

ويجعلَ الإصرارَ على قول من قال: إنّ الخببَ بحرٌ، شبيهٌ بالقول الساخر: (عنزة ولو طارت)!..

على ضوء اعتقادي بوجود منهج شامل للخليل وعلم للعروض العربي فإني أرى قولي صحيحا

وهو تعميمٌ إنْ صحّ على شرطه ومنهجه، غير صحيح على منهج سواه.

الله ينور عليك

أنا قدمت فهمي ووجهة نظري حول رؤيتي بأن هذا شرط الخليل ومنهجه الشامل.، وقدمت تعريفا للمنهج وأنه لا يستحق هذا الوصف حتى يكون شاملا
فما هو تعريف سواي للمنهج، وكمثال فما هو تعريفك للمنهج في تناول العروض العربي في ظل قولك بأنه ليس علما وأن لا وجود لمنهج شامل ؟

ولا شك أن مقدمة الأستاذ خشان حول خطورة الاصطلاح صحيحة في ذاتها، كتسمية (الربا) (فائدة)، وخاطئة في تعميمها، كتسمية الوزن إيقاعاً أو بحراً.
فليس هذا من ذاك، وليس القولُ بأن الخببَ بحرٌ، شبيه بالعنزة الطائرة!!

من وجهة نظري يقوم الرقمي كله وهو المحاولة الأولى لإثبات وجود منهج شامل للخليل على وجد جنسين سمهما ما تشاء أحدهما تحوي كل صنوفه الوتد وفي أغلب أسبابه زحاف ، والآخر صنف واحد لا وتد ولا زحاف فيه. وأنا اخترت تسميتهما بالإيقاعين البحري والخببي وكنت في ذلك متبعا لك كما تفضلت. وحرصي على هذا التمايز بينهما إضافة إلى ما تقدم يمنعني من اعتبار الخبب بحرا.
إذا لم نميز هذين الصنفين بشكل لا لبس فيه ينهار الرقمي وتطير العنزة

والخبب عندي بحر، والدوبيت بحر، واللاحق بحر... سواءً اندرجَ هذا البحر تحت مظلة العروض الخليلي، أم كان خارج مظلته.

إليك أستاذي من منطلق شمولية منهج الرقمي تصنيفي لما ذكرت :

1- الخبب إيقاع وليس بحرا.
2- الدوبيت : بحر فارسي، يفي بأحد شروط البحور وهو وجود الوتد، وليس عربيا – وإن استعرب – لخروجه عن دوائر الخليل الذي يتجلى في مظاهر عدة أهمها احتواؤه على أربعة أسباب متجاورة.
3- اللاحق هو مجزوء البسيط المقطوع المطوي

تقيدي بالمنهج منهج ( علم العروض العربي ) لا يعطيني حرية الانحراف عن هذه التسميات
تحررك من المنهج ومن أن العروض علم يعطيك حرية واسعة.


ولا يمتنع عندي ولا عند العروضيين التقليديين أن توصف هذه البحور بالبحور غير الخليلية... وقد أسميتُ كتاباً لي باسم: بحور لم يؤصلها الخليل.

اللاحق كالمخلع من مقصرات بحور الخليل. يملي علي هذا القول تمسكي بمنهج الخليل ، ويعطيك الحرية فيه قولك بعدم وجود منهج شامل للخليل وأن العروض العربي ليس علما.

أما كلمة إيقاع، فتدل عندنا على التكرار والترداد الناجم عن طريقة اصطفاف المقاطع العروضية المختلفة ضمن سياق البحر..
فإذا كانت بحور الشعر تنقسم إلى نوعين من الإيقاعات، كما قررنا في المقدمة أعلاه، فإن لكل بحر من بحور الشعر العربي إيقاعه الخاص الذي يميزه عن إخوته من البحور..

الإيقاع في عمومه صوتيا كان أو حركيا أو بصريا تكرار ذو نظام
وأنا اخترت بالنسبة للشعر ما تفضلت به من قولك :" بحور الشعر تنقسم إلى نوعين من الإيقاعات"

ثم تقول :" فإن لكل بحر من بحور الشعر العربي إيقاعه الخاص الذي يميزه عن إخوته من البحور"

موضوعية الحوار بالنسبة لبحور الخليل تقتضي أنك تستعمل كلمة إيقاع بأربعة مواضع لكل موضع دلالته الخاصة

1- إيقاع عام ( إيقاع عين ) للشعر العربي كله وربما لسواه .
2- الأول جامع لبحور الخليل ( إيقاع جيم )
3- إيقاع خببي ( إيقاع خاء باء ) يقول د. إبراهيم أنيس :" الشعر المقطعي ويمثلون له بالشعر الفرنسي الحديث " ويقول د. احمد رجائي في كتابه أوزان الألحان ( ص- 58) واصفا الشعر الفرنسي :" ....فالإيقاع العددي الرباعي في الشعر الفرنسي مثلا يمكن أن يرمز إليه بوزن ( لا لا لا لا ) " هذا ما أسميه الإيقاع الخببي.
4- خاص بكل بحر ( إيقاع خاء صاد )
والتعامل مع هذه الإيقاعات بنفس الدلالة لا تصح في المنهج أما في غير المنهج فلا ضوابط

وهكذا تبقى مقولة: لا مشاحّة في الاصطلاح هنا صحيحة..

بل في هذا المقام ليست صحيحة إلا إذا طارت عنزة الخبب

والله أعلم
والله أعلم

تحياتي لجمعكم المبارك
وكل عام وأنتم بخير
عمر خلوف

تحياتي لجمعكم المبارك
وكل عام وأنتم بخير
خشان خشان