أستاذي الفاضل وأخي الحبيب لحسن عسيلة

أحسن الله إليك وجعل حياتك حلوة كالعسل .

من تداعيات بعض ما تفضلت به :



ـ هناك خلط واضح بين نظرية النبر التي يقوم عليها الشعر االإنجليزي وعملية التبادل المنتظم للمقاطع القصيرة والطويلة على الشعر العربي ، هذا الخلط أوهم الأستاذين غالب الغول وفايل بأنهما نجحا في إسقاط نظرية النبر على العروض العربي الذي يعتمد على الكم والهيأة في آن ، يدلل على هذا تباين مفهوم النبر عند الأستاذين ،

أما العروض النبري فواضح اختلافه عن العروض العربي
وهم في الشعر الكمي الغربي كاللاتيني لا يعرفون مركزية الوتد. فالمقاطع العروضية في العربية سبب 2 ووتد 3 ، وعندهم المقاطع الصوتية قصير 1 وطويل 2 ويقسرون العروض عليها دون مراعاة لتميز الوتد 3 = 1 2 عن السببين 2 2 المزاحف أولهما 1 2


قد يقال كيف يعتمد الشعر العربي على الكم والهيأة في آن ؟ أقول : كل نقص أي زحاف لا يخل بطبيعة الهيأة المعهودة لبحر ما ، فإذن هو نقص كمي لا تأثير له في علم العروض على المستويين : المستوى السمعي / الأذن الموسيقية ، والمستوى النظري : العين المجردة / الهيأة ، والعكس صحيح ، وذلك بعيدا عن مصطلحات النبر والتمديد الزمني ، فهذه أمور أبعد ما تكون عن علم العروض , أقرب ماتكون من علم الإنشاد الذي يتكئ على علم العروض والأخير لا يعتد به مطلقا ولا يؤثر عليه ، ومحاولات الزج بالإنشاد في عالم العروض سيكون لها تداعيات خطيرة ، لا تقف عند حدود التشكيك في علم أصيل من علوم العربية .

لولا الوتد ومركزيته ما كانت هيئة 2 2 2 2 كم 3 2 3 هيئة

3 2 3 ، 3 1 3 لهما نفس الهيئة ، عرف العرب هذا واسموه الزحاف بالاعتماد على الوتد القبلي حينا والبعدي حينا آخر.
كما أن 3 2 2 و 3 1 3 لهما نفس الهيئة


ــ الفرق بين المقطع المنتهي بمد والمقطع المنتهي بحرف ساكن أشار إليه الخليل في موطنه حيث تجب الإشارة إليه ، وهنا أقصد بالموطن : القافية ، ولم يُعرْ هذا الفارق أي اهتمام أو اعتبار فيما عدا ذلك ، لأنه كان يعي ما يفعل وهو يصرف منهجه المتكامل بشكل مجزء .

ويلاحظ هنا أن الرقمين 1 و 2 مناسبان للتعبير عن القافية أكثر من الرمزين 2 و 3 ، الأمر الذي يبرز مستويين أولهما في الحشو متميز عن العروض اللاتيني وثانيهما في القافية متجانس معه، وقسر الأول على الثاني دون تمييز أحكام الوتد إخلال بالموضوعية وتضييع لتميز العربية. في حين أن ذلك لا يخل بعروض الشعر النبطي لقلة الزحاف فيه ( تجمد الهيئة ) كما هو الحال في الشعر اللاتيني.

حفظك ربي ورعاك.