يا أستاذتي العزيزة

تنجحين في جعلي أرفع يدي ولكني أقع بعد رفعهما في حيرة. هل أصفق لتأييدك لوجهة نظري، أم أشد شعري؟

قد أنجح في التصفيق ولكنك لن تنجحي في جعلي أشد شعري لجهة عدم قدرتي على فهم موقفك تارة، ولتبنيك موقفي ثم استعماله ضدي تارة أخرى. لسبب واحد هو أنه لم يتبق في راسي من الشعر ما يشد.

يعني : لن تقتنعَ أستاذي الكريم بأن احتمال زحاف الخبن في أول البسيط يمكن أن يجعل يا في البسيط أقصر من يا في الكامل ؟
زحاف السبب يقصره من ينكر هذا ؟

ولولا احترامي لك لكان ينبغي أن أسألك وما اذكر ذلك إلا للتبيان :"ألم تقتنعي يا أستاذتي بأن السبب بعد زحافه (يَ) أقصر منه قبل زحافه (يااااااااااااا)

وعنك أجيب : زحاف السبب يقصره من ينكر هذا ؟

إنني أميز بين السبب المزاحف والسبب غير المزاحف.

يعني لو أن هناك ثلاثة متهمين بالقتل وكان أحدهم هو القاتل قطعا فلا يجوز الحكم عليهم بنفس العقوبة، من قتل ومن لم يقتل. ويزيد الاستغراب إذا عرف القاتل ثم ساوينا بحكمه من لم يقتل.

يا صاحبي في أول البسيط هي نفسها يا صاحبي في أول الكامل
أصاحبي في أول البسيط هي غير (يا صاحبي) في أول البسيط وهي غير (يا صاحبي) في أول الكامل.

(يا)هي (يا) حيث وجدت.

من جهتي ، أرى (قدْ) و(قا) في نفس المكان من البسيط متكافئين وليسا متساويين ، وهذا يعني أن أحدهما يصلح ليحل محل الآخر مع أنهما غير متساويين .وعدم تساويهما ناجم عن انغلاق المقطع (قد) وانفتاح (قا) ،

لأنها ظاهرة قابلة للملاحظة، وإنكارها يشبه أن نغمض عيوننا لنقول إننا لا نرى شيئا...والأمر نفسه أقوله عن أقدْ وأقا.
أليس هذا ما أقوله بصورة أوضح وأدق بأنهما مختلفان في الكم ولكن لهما ذات الهيئة .
بربك أيهما أفضل تعبيرا قولي أم قولك خاصة في مجال الرقمي حيث ينصرف التكافؤ إلى وجهي السبب الخببي الثقيل والخفيف في إيقاع الخبب الكمي البحت. ؟؟؟؟؟؟؟

وإذا تجاهلنا كلامي فكيف توفقين بين قولك هذا واعتبار أستاذي سليمان أن السبب ممدودا أو مسكنا له نفس عدد الوحدات الصوتية ( و ص ) ما العلاقة بين الوحدات الصوتية من وجهة نظر كل منكما بالمدة الزمنية الفعلية ؟ أليس الحديث عن الاختلاف في المدةالزمنية من جهة والتكافؤ من جهة أخرى إقرار بمنطق الكم والهيئة الذي أناقشكم على أساسه من زماااااااااااااااااااااان.

فإمكانية مد الصوت في قا أكبر منها في قد، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا،

هنا سننتظر رأي أستاذي سليمان.

سواء بالموافقة على رأيك ومن ثم تفسيرك ومن ثم موقفه من الكم والهيئة .

وما قيمة الوحدات الصوتية ( و ص ) إذا كانت تختلف عن الواقع في حال إنكار (الكم والهيئة) ؟

ساجيبك : لا قيمة لها في تلك الحالة وليست تمثل إلا وهما، شأن كل افتراض يخالف الواقع. ومحاولة إثبات صحته لا يؤدي إلا إلى المزيد من التخبط.

الخلاصة

لا مهرب لك من تفسير التباين بين ( و ص ) والمد الحقيقي إلا بأحد احتمالين

أ – الاعتراف بصحة ( الكم والهيئة ) وأعتقد أن لديك شجاعة تقييم موقفك.

ب – اعتبار الوحدات الصوتية مجرد شعور ذاتي لا صدقية موضوعية له يصيب ويخطئ وأعتتقد أن لديك شجاعة تقييم موقفك.



تداعيات :

التداعي رقم 1- : لماذ تأخرت كل هذا الوقت محاولة تنجنب مأزق الاختلاف بين (قا) و (قد) خلافا لما يعرف عنك من تمسك برأيك ؟

التداعي رقم 2 - : لا أميز في مواقفك بين ما تتبنينه شخصيا وما تتخذينه كمدعية عامة في قضية سبق الحكم فيها.

التداعي رقم 3- : قبل موقفك الأخير في هذه المداخلة كان تغاضيك عن الحصول على جواب لتساؤلك عن الفرق بين (قا) و (قدْ) بمثابة تجاهل لــ(هيمنة الكم على الهيئة) أو حسب تعبيرك - كلمة تقدم مني - ( تقدم التكافؤ على الفارق الزمني).

لكني أردد مع ذلك " إن بعض الظن إثم "


ها نحن وصلنا لمربط الفرس فانظري وقرري وتكرمي بالإجابة منتظرا أن يتابعنا أستاذي سليمان. فإني أعتبر أن أي منهج متكامل ينهار بانهيار اعتبار أساسي فيه.

والرقمي مبني على أن الأرقام بتجريدها بغض النظر عن مدة المقطع الذي تمثله وعن انتهائه بساكن أو متحرك تمثل العروض العربي فيما يخص وزن الشعر.

ذكرت الأستاذة زكية فطاني في ورقتها عن الخرم والخزم أن الدكتور محمد عبد الدايم استعمل - على ما أذكر الرمزين 7 ، 8 أو 6، 7 للرمز لكل من السبب والوتد . هذا مجرد اصطلاح. والقول بأن الرقمين 2 و3 لهما نفس الطبيعة وأنهما مجرد اصطلاح هو ذات موقف الأساتذة داوود أبا زيد والغول ود. عمر خلوف .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حفظك ربي ورعاك.