سوف أبدأ مداخلتي من النقطة التي تساءل فيها الأستاذ خشان عن مدى شرعية صورته المقترحة لوزن الخفيف وهي التي يصير بها وزن البيت من هذا البحر كالتالي :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن .............. فاعلاتن مستفعلن مستفعلن
أو بالأحرى كما جاء تقطيعه رقميا على هذا النحو :
1 3 2 3 3 1 3 2 ............ 1 3 2 3 3 2 1 3
فَعِلاتُن مُتَفْعِلُن فَعِلاتُن ...........فَعِلاتُن مُتَفعِلُن مُفْتَعِلُن
وقد قال في تعليقه عليه " هذا الوزن لا يقره العروضيون. وأنا أستسيغه بل أراه أسلس من الوزن الأصلي المعترف به. ومع ذلك لا أعتبره شعرا بل هو من الموزون موزون الخفيف فحسب. وسلاسته شهادة لصحة التنظير الذي تقدم " .
ولا أدري كيف شهدت السلاسة في هذا التفعيلة المصطنعة على صحة التنظير الذي ربما كان قد نظر فيه إلى أن فاعلاتن المعلولة تقرأ رقميا على هذا النحو : 2 2 2 وأن التفعيلة المصنوعة تقرأ هكذا : 2 1 3 فالمحصلة إذن واحدة وهي الرقم 6 .
أخي الكريم الأستاذ سليمان
أشكر لك استجابتك، وكل ما يأتي منك مفيد. وكان ينبغي أن أطلب الاحتكام فيه إلى سمعك لا إلى علمك في العروض، فهذا الوزن خارج من الشعر أصلا لخروجه عن عروض الخليل، فكيف نحتكم فيه لعروض الخليل وهو ليس بشعر. ( بل موزون)
فلعلك قائل وهل ثم فرق بين السمع وعروض الخليل ؟
والجواب نعم، بدلالة
1- بيت الشعر الذي أجازوه عروضيا وهو إلى النثر أقرب
وزعموا أنهم لقيهم رجلٌ ..... فسلبوا ماله وضربوا عنُقَهْ
1 1 3 2 3 1 1 3 1 3 .....1 1 3 2 3 1 1 3 1 3
ويجوز فيه عروضيا
وزعموا عرضاً لقيهم رجلٌ .....
1 1 3 1 3 1 1 3 1 3 ....

2- ويقول د. إبراهيم أنيس ما معناه أن متفعلن في غير أول شطر البسيط شاذة غريبة تنفر منها الأذن ولا تكاد تستسيغها.
3- ما تفضلت به في صفحة 110 من كتابك ( نظرية في العروض العربي ) عن أبيات عبدة بدوي المتقدمة، من أنها أقرب إلى الصنع منها إلى الطبع.

ألا يكون ممكنا إذن أن أن نصنع من فاعلاتن المعلولة ( أي فالاتن ) التفعيلة التالية : 3 1 2 ( أي مفاعلن ) ؟ !

الجواب حسب التخاب لا يكون ممكنا أن تتحول 222 بعد الأوثق إلى 3 1 2 = 3 3 لأن أحد السببين الأول أو الثاني فقط يتكافأ خببيا مع السبب الثقيل
1 1 2 2 = 1 3 2
2 1 1 2 = 2 1 3

ثم لا ينجم عن التخاب أبدا 33 في غير 331


ما الذي عَلَكَ الأخيرَ مـن الاجــزاءِ قُلْ لي يا أيُّهـا المعلـولُ
ووقفت مبهوتا أمام كلمة ( عَلَكَ ) التي علكت الوزن وفرقعت الإيقاع في البيت كله فعل الصبابا بالعلكة التي يفرقعنا دلالا ودلعا واستخفافا بعباد الله . ثم زاد عجبي وأنا أرى أخي المعجمي خشان يجتهد في بيان أن ( علك) هنا تعني مضغ فأنقص الأخير من الأجزاء . وأظن أن من مساوئ الاعتماد على الموسوعة الشعرية في الانترنت هي مواجهة مثل هذه الأبيات المحرفة ، وآمل أن يصل بعضنا إلى الرواية الصحيحة لهذا البيت اعتمادا على النسخة المحققة من ديوان ابن دانيال .
نعم الموسوعة الشعرية فيها أخطاء والإشارة إليها لا تخلو من فائدة بيان فضل العروض في التحقيق كما تفضلت ومنها أستنتج أن النص الصواب قد يكون :
ما الذي عَـلـَّـلَ الأخيرَ مـن الاجـ......ـزاءِ قُلْ لي يا أيُّهـا المعلـولُ

والله يرعاك ومنكم نستفيد