اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطوان عويضة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أوافقك أخي الكريم فيما ذهبت إليه من عدم صحة هذا التركيب.. لأن لام التعليل لا تدخل على متعلق خبر كان الناقصة إذا كان كونا عاما،
قال تعالى " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ....." و : " كانا يأكلان الطعام"
ولام الجحود لا تأتي إلا مسبوقة بكان منفية بما أو لم. قال تعالى: "وما كان الله ليضيع إيمانكم" و " لم يكن الله ليغفر لهم ... "
وأما اللام التي للتوكيد فإن كانت مكسورة جارة فإنها لا تدخل إلا على مفعول الفعل التام المتعدي، نحو : "يريد الله ليبين لكم" وقول الشاعر: (أريد لأنسى ذكرها ... )، ولا تدخل بعد كان بنوعيها، لأن من شرط مدخولها التمام والتعدي، وكان الناقصة غير تامة، وكان التامة غير متعدية.
وقد تدخل المكسورة الجارة مقحمة بين المتضايفين نحو يا بؤسا للحرب، ولا أبا لزيد .. وليس مما نحن فيه.
أما اللام المؤكدة المفتوحة غير العاملة فتدخل على المبتدأ أو تزحلق إلى الخبر أو تدخل على الجواب ... وكل هذا غير ما نحن فيه.
وأما التماسك وجها لـ(كانت آمنة لتلد رسول الله :=) على أن كان تامة واللام للتعليل، فهو توجيه طيب، وإن كنت أشك في قصده.
هذا ما يبدو لي.
والله أعلم.


السلام عليكم
أولا - أشكر أستاذي الكريم خشان على تفضله برفع هذه الدعوى ضدي ، لما بادرت به من استحداث تركيب لغوي لم يستخدمه العرب من قبلي - كما يقول الأستاذ خشان - وهذا إنما يدل فيما يدل على حرص الأستاذ خشان على سلامة ونقاء اللغة العربية ، وهو ما ينبغي تثمينه غاليا .
ثانيا - أشكر الأستاذ الكريم عطوان عويضة لتفضله بالحكم في هذه القضية وأرجو الله أن يجزيه عنا وعن اللغة العربية جزيل الخير ..وأنا له ممتنة .
ثالثا - ما أفاده أستاذي خشان في محضر الدعوى قد حصل بالفعل ، ثم إنني أحب أن أضيف إليه أن محور خلافنا كان حول قصدي التمام من الفعل( كان ) في كل ما ذهبت إليه مما شاكل التركيب ( كانت لتشرب ) . وأنا أعلم أن هذا الاستخدام نادر ولكنه يعجبني وأحب استخدامه .
ومما قلته في الدفاع عن حقي في استخدام تركيب لغوي جديد ( إن اللغة العربية لغة حية ومنفتحة ،بمعنى أن استخدامها لا يشترط استخدام التراكيب الشائعة والمتداولة والمتفق عليها والمعروفة من المناقشات اللغوية وما إلى ذلك ...فأنا عندما أتكلم اللغة العربية فلي كامل الحق في ابتكار التراكيب اللغوية الجديدة والفريدة والتي لم يستخدمها أحد قبلي قط ،ما دمت أستصلحها للتعبير عما أريد من الأفكار ،وما دمت لم أخالف فيها القواعد النحوية من حيث الإعراب والتشكيل حصرا . وحقي هذا في ابتكار ما يعجبني من التراكيب محفوظ بحكم حيوية اللغة العربية .)
وقد حاولت أن أوضح لأستاذي خشان أن اللبس في التركيب الجديد يأتي من استخدامي الفعل كان الذي يظهر بمظهر الفعل الناقص في حين أنني أقصده بمعناه التام ومما قلته في ذلك
لوقلتُ مثلا ً : ( لا ريب أن الغيوم تشكلت لتمطر هذا اليوم ) ...فإن أحدا لن يعترض على تركيبي اللغوي هذا . ولو أنني حافظت على قصدي نفسه لكن بدلا من كلمة (تشكلت ) استخدمت كلمة ( كانت ) لاعترض علي أستاذي خشان كيف لي أن أكتب : ((لا ريب أن الغيوم كانت لتمطر هذا اليوم )..فهنا كانت بمعنى ( وُجِدت ..خلقت ..تشكلت ) فعل تام .
لذلك ، وتعقيبا على قول الأستاذ الجليل عطوان (أوافقك أخي الكريم فيما ذهبت إليه من عدم صحة هذا التركيب.. لأن لام التعليل لا تدخل على متعلق خبر كان الناقصة إذا كان كونا عاما،) أحب أن أؤكد ما قلته أعلاه : إن الفعل المضارع في التركيب ( كانت لتشرب ) مع فاعله لا يقعان في موقع خبر كان لأن هذه ال (كان ) فعل تام بمعنى (وُجِد) فلا يلزمه خبر . فهل ثمة ما يمنع إذن دخول لام التعليل على الفعل المضارع بعد كان التامة ؟
وأما قول الأستاذ عطوان لأستاذي خشان ( وأما التماسك وجها لـ(كانت آمنة لتلد رسول الله :=) على أن كان تامة واللام للتعليل، فهو توجيه طيب، وإن كنت أشك في قصده.
هذا ما يبدو لي.)
فأحب فيه أن يستبدل الأستاذ عطوان اليقين بالشك بأن أؤكد قصد التمام من الفعل كان ....
شكرا لاستماعكم واهتمامكم أيها السادة الموقرون ..